مدينة عريقة على الساحل الشرقي التونسي وعلى بعد حوالي 350 كلم جنوب العاصمة نحتها الفينيقيون كحلم بديع في أحضان مياهها الزرقاء وأطلقوا عليها اسم بيونقة. هي مدينة المحرس التي أعيد تشييدها على يد القائد الأغلبي علي بن سالم فجمّلها أبناؤها بمرور الزمان. هي المحرس بآثارها الباقية كالجامع الكبير الذي مازال يحتوي تاريخ إنشائه (سنة 184 هجريا) وخزّان الماء الذي تعرض للهدم سنة 1968 كما البرج البيزنطي وأنقاض كنائسية مسيحية تعود الى القرن الخامس المسيجي ومجموعة من البلاطات الفسيفسائية... لوحات رائعة تخص معبد بونقة وقد تم حفظها في متحف باردو ولوحات من الفسيفساء نادرة لا وجود لمثيلاتها إلا في كنيسة صالونيك اليونانية وتعود الى سنة 314ق.م. المحرس اليوم مدينة تنبض حياة كثيرة الحركة كل صيف تتحول الى محج كل الفنانين التشكيليين من كامل ارجاء العالم من خلال مهرجانها الدولي للفنون التشكيلية الذي اختصت به. المحرس هي مدينة الانفتاح بدلالاتها الحضارية وشواهدها التاريخية والجمالية.. المحرس مدرسة الحياة والتاريخ والابداع الفني. المحرس عاشقة البحر الفضي المترنح على ضفافها مدينة الفن والتاريخ الانساني العريق.