بطرية أو أكولا هي الأقدم تاريخيا من ضمن المدن الساحلية بالبلاد التونسية و مع ذلك بقيت مجهولة بمكوناتها و أثارها و معالمها التي تمسح أكثر من 100 هكتار وقد تمكنت عائلة أصهار الرئيس المخلوع من سرقة القطع الأثرية القيمة. تقع قرية بطرية على بعد 45 كلم شمال شرق ولاية صفاقس و تابعة إداريا لمعتمدية جبنيانة و هي مدينة ساحلية تحدها شرقا معتمدية الشابة التابعة إلى ولاية المهدية و تمتد المنطقة الأثرية على مساحة تفوق 100 هكتار. اكتشاف موقع مدينة أكولا أكولا هو الإسم الروماني القديم لقرية بطرية وقع تداوله في المصادر التاريخية القديمة و من بعض المؤرخين و في بداية القرن العشرين عجز المؤرخون عن تحديد موقع مدينة أكولا إلى حدود سنة 1947 حين كشفت الحفريات التي أنجزت بقرية بطرية عن حجر نقشت عليه كتابة تحمل عنوان شعب أكولا. تأسيس المدينة في العهد البوني تم تأسيس مدينة أكولا حوالي القرن الرابع قبل الميلاد من قبل مهاجرين قدموا من جزيرة مالطة و بتأييد من القرطاجيين وتعتبر هذه المدينة من أقدم المدن الساحلية حسب ما تؤكده إحدى اللوحات الفسيفائية الموجودة بها . و خلال العهد البوني اعتمد سكانها على اللغة و العادات و التقاليد الفينيقية كما عرفت صك العملة المأخوذة عن القرطاجيين و هو ما تؤكده القطع النقدية التي كشفتها الحفريات و التي تحمل صورة رأس الإله القرطاجي بعل حمون يحمل تاجا من الريش إلى جانب العثور على نصب تذكارية للآلهة الفينيقية تانيت. أكولا خلال العهد الروماني عرفت مدينة أكولا فترة ازدهارها الحضاري خلال العهد الروماني خلال الحرب البونية الثالثة و قفت أكولا إلى جانب روما في حربها ضد قرطاج و بعد تحطيم قرطاج أصبحت أكولا مدينة مستقلة كما تحالف سكانها مع الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر و عندما استقر هذا الإمبراطور الملقب عصرئذ بملك البحر بجزيرة قرقنة ( cercina ) استفاد سكان أكولا من هذا الحدث و استثمروه لتطوير تجارتهم البحرية . و عرفت المدينة صك العملة الرومانية و ارتقت في التنظيم الإداري إلى مرتبة المدينة – البلدية حيث يتمتع سكانها بحق المواطنة الرومانية و يحكمها الدستور الروماني و يدير شؤونها المجلس البلدي المتكون من الحكام البلديين من صنف القناصلة . و في الجهة الغربية مازالت آثار المسرح الدائري واضحة المعالم حيث يحتوي على حلبة صراع و مدارج محيطة بها . اللوحات الفسيفسائية تعتبر هذه اللوحات من أقدم الفسيفساء الموجودة بالبلاد التونسية و هي عديدة و متنوعة و هي آثار تروي حياة الطبقة الأرستقراطية من الأهالي و أصحاب القصور إذ تزين الفسيفساء جدران و أرضية منازلهم و من أهمها لوحة الإله ديونوزيوس و قوس النصر للإله نبتون و لوحة جراد البحر و هو ما يقيم الدليل على الأهمية البالغة لهذه اللوحات الفسيفسائية و التي مازالت نسبة هامة موجودة تحت أنقاض مدينة بطرية أكولا خلال العهد البيزنطي خضعت مدينة أكولا خلال العهد البيزنطي للديانة المسيحية و هو ما تبرزه الكتابات الموجودة بمجلس المدينة و تذكر الآثار بعض أساقفة المدينة الذين نالوا شهرة بشمال إفريقيا مثل ريستتيس سنة 484 و قينتيس 641 ميلاديا كما كشفت الحفريات الأخيرة وجود آثار لبيت العماد قريبة جدا من الشاطئ و بها حوض سباحة و عدة قبور مسيحية إحداها مغطاة بلوحة فسيفسائية تحمل مصطلحات و كتابة دينية وحسب روايات الأهالي تعود عمليات النهب و السرقة التي تعرضت لها آثار المدينة إلى بداية التسعينات و منذ عقود و هم يتهمون عائلة أصهار الرئيس المخلوع بسرقة آثار مدينتهم .