يعاني قطاع الدواجن بولاية نابل من عديد المشاكل التي حدّت من مردوديته وجعل أصحاب القطاع يطلقون صيحات فزع للمطالبة بإنقاذ هذا القطاع الذي صار مهددا بسبب الإنتصاب العشوائي. مكتب نابل «الشروق»: تحتل ولاية نابل المرتبة الاولى في انتاج لحم الدجاج على المستوى الوطني وذلك بنسبة 46٪ ويعد قطاع الدواجن بها من القطاعات الفلاحية الاستراتيجية وهو ذو ابعاد فلاحية وذلك في مساهمته في تنشيط القطاع الحيواني وتوفير البروتينات الحيوانية التي يوفر منها قطاع الدواجن نسبة 70٪ لدى المستهلكين . كما أنه يساهم بتوفير موارد رزق للمهنيين والعملة على امتداد السنة. ويحتل لحم الدواجن منذ اوائل سبعينات القرن الماضي المرتبة الأولى في اللحوم التي يستهلكها المواطنون بسبب غلاء أنواع اللحوم الأخرى. 2500 مرب يعملون بالقطاع ويعمل في قطاع دجاج اللحم في ولاية نابل حول 2500 مرب ينتصبون بسائر معتمديات الجهة ويختلف عددهم وعدد المداجن من منطقة الى اخرى حيث تحتل معتمديات دار شعبان الفهري ونابل وقربة وقليبية ومنزل تميم المرتبة الاولى في توفير الانتاج . ويعمل الاطباء البيطريون التابعون لدائرة الانتاج الحيواني بمندوبية الفلاحة بنابل على متابعة نشاط المداجن وذلك في مستوى المراقبة والاحاطة الصحية ووقاية القطيع لدى المربين بالمداجن وتقديم النصائح الفنية ومساعدتهم على حسن تطبيق عناصر الحزمة الفنية في مجالات التربية والاحاطة الصحية وتوفير انتاج اللحوم البيضاء والبيض. وتعمل الادارة الجهوية لديوان تربية الماشية بنابل على تقديم النصائح حول اعتماد العليقة العلفية الناجعة للطيور وخدمات اخرى كالتلاقيح والتدخلات البيطرية المسترسلة الى جانب دور النيابة الجهوية للمجمع المهني المشترك لمنتوجات الدواجن والارانب بنابل الذي له اهمية كبرى في نشاط القطاع في شتى المجالات والدور الكبير الذي تقوم به الجامعة الجهوية لمربيي الدواجن صلب الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بنابل في تأطير وتكوين ورسكلة المهنيين عبر الايام الاعلامية وتنظيم المهنة بمعاضدة التعاضدية الجهوية للدواجن بالوطن القبلي والتي تسهر على نجاح دور منخرطيها من المربين . ويوفر قطاع الدواجن في ولاية نابل معدلا للانتاج الجهوي من لحوم الدجاج يصل الآن الى 4500 طن في الشهر وذلك بالمرتبة الاولى على الصعيد الوطني في حين تبلغ كلفة الانتاج هذه الايام للكيلوغرام الواحد للدجاج الحي 3250 مي في حين تختلف اسعار البيع بالجملة لدى المربين من فترة الى اخرى وينقص بذلك هامش ربحهم وقد لا تغطي هذه الاسعار كلفة الانتاج. البحث عن أسواق وافادنا الطبيب البيطري حاتم العميري من دائرة الانتاج الحيواني بمندوبية الفلاحة بنابل بأن جهة نابل حققت خلال سنة 2017 انتاجا جهويا من لحوم الدواجن والارانب والبيض بأحسن نوعية وجودة وسلامة صحية . ويضيف العميري أن جهة نابل تصدّر منتوجات الدواجن ومشتقاتها حاليا الى عديد الدول على امل ان تصل الى دول اخرى على غرار الامارات العربية واكتساح كل دول الخليج العربي وفي افريقيا السينغال والكوديفوار والبينين وليبيريا والغابون الى جانب مصر وقطر . غلاء كلفة الإنتاج من جهته أكّد المربي صالح التومي بأن المواد الاولية للتربية اسعارها مشطة وتمثل نسبة 90٪ من كلفة الانتاج وزادت هذه النسبة ما بين 50 و60 ٪ بسبب انزلاق الدينار وتؤثر بالسلب على نسبة الترويج والاستهلاك بالنقص وتتراجع عمليات الطلب لدى المربين وينجر عن ذلك إنهيار أسعار الترويج لديهم ويضطرون للبيع بالخسارة ويفقدون هامش الربح وفي ظل هذا الوضع يلاحظ غيابا كليا للسلطة والحكومة وبذلك يتهدد القطاع وتتفكك منظومته وتنهار المنظومة على غرار انهيار منظومة قطاع الالبان وكأن هناك توجه ممنهج نحو الاستغناء عن الانتاج الوطني التوجه الكلي للتوريد وخدمة المنتجين الاجانب. وفي ظل هذا التمشي لا يمكن تنظيم هذا القطاع وتدعيم المواد الاولية حتى تعود الاسعار معقولة ويتمكن المستهلك التونسي من العودة الى الاستهلاك بنسق مرضي ودعا صالح التومي مسؤولي القطاع الى ضرورة فتح الابواب والانصات الى مشاغل المهنيين . ودعمه بالرأي عبد الرزاق القدي وهو مربي دواجن حيث دعا كل الهياكل المعنية بنشاط القطاع بوزارتي الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري والبحارة الى ضرورة اعتماد المرونة في التعاطي مع هذا القطاع الحيوي ومع المهنيين وفتح باب الحوار معهم حول اعادة تأهيل القطاع وتهيئة كل الظروف الملائمة له والوقوف على كل الإشكاليات التي يعاني منها وفتح افاق جديدة لنشاط المربين الذين يمثلون الحلقة الرئيسية في هذا القطاع والبحث عن حلول مجدية لثقل مديونيتهم باعتبار اهمية الاستثمار في قطاع الدواجن وتعديل منظومة اسعار المواد الاولية للتربية وضمان حقوق المربين بآليات تجنبهم الخسارة وتضمن لهم هامش ربح مرضي وذلك بالتحكم في كلفته والاستغناء عن الحلول الترقيعيّة . الدخلاء يهددون القطاع ومن اشكاليات قطاع الدواجن تزايد عدد المربين الدخلاء وغياب جزئي للبطاقة المهنية وقلة مراقبة لأسعار مستلزمات الانتاج من فراخ واعلاف وادوية بيطرية وتراخي السلطة في تشجيع عمليات الاندماج بين اصحاب المذابح واصحاب المداجن للحد من ظاهرة الذبح العشوائي للدجاج الحي والفوضى لبيعه للوقاية من ظاهرة تفشي عديد الامراض التي تضر الانسان وتتسبب في ارتفاع كلفة الانتاج وتهديد سلامة القطيع و المواطنين. أرقام ودلالات ٪46 مساهمة ولاية نابل من الإنتاج الوطني ٪70 من البروتينات الحيوانية لدى المستهلك يساهم فيها الدجاج 2500 مربي دواجن بولاية نابل