القدس المحتلة: (الشروق) – نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلّح لحركة حماس، أمس، لأول مرة صورًا لعدد من أفراد القوة الصهيونية الخاصة التي حاولت تنفيذ مخطط أمني خطير في قطاع غزة منتصف الشهر الحالي، والتي أدت إلى تصعيد راح ضحيته 11 شهيدا فضلا عن الأضرار الكبيرة في ممتلكات أهالي القطاع. وبيّنت الكتائب، في بيانها العسكري الثالث الخاص بالعملية، أنّها «تمكّنت من الوصول إلى مراحل متقدمة في كشف خيوط العملية الخاصة والخطيرة» التي باشرت قوة «إسرائيلية» خاصة بتنفيذها وتمّ اكتشافها مساء يوم الأحد 11 نوفمبر شرقي خانيونس جنوبي قطاع غزة. واشتبكت عناصر من كتائب القسام مساء الأحد مع قوة «إسرائيلية» خاصة شرقي خانيونس، ما أدّى لمقتل قائدها وإصابة آخرين بحسب اعتراف جيش الاحتلال «الإسرائيلي»، قبل أن تتمكن المقاتلات الصهيونية من إخلاء الوحدة وإنقاذ باقي أعضائها باستخدام غطاء ناري كثيف وقصف جوّي عنيف للمنطقة.وأوضحت «القسام» في بيانها أنها تنشر الصور الشخصية لعددٍ من أفراد قوة العدو الخاصة، إضافةً إلى صور المركبة والشاحنة اللتين استخدمتهما القوة، مطمئنة أبناء الشعب الفلسطيني أنها ستكشف باقي خيوط العملية الأمنية الفاشلة «قريبًا». وفي أول تعقيب مفصل على العملية الأمنية الصهيونية المعقدة، قال القيادي في جركة حماس موسى أبو مرزوق، أن تسلل القوة الإسرائيلية جاء ل «أغراض استخبارية (لم يحددها)، عبر عملية أمنية صامتة». وألمح أبو مرزوق في تصريحات صحفية أمس، أن «القوة الخاصة تسللت إلى القطاع عبر منفذ رسمي (المعابر التي تديرها السلطة من الجانب الفلسطيني).وقال إن «سيطرة السلطة الفلسطينية برئاسة رئيس السلطة محمود عباس على منافذ القطاع، وغياب قوات الأمن العاملة (أي القوات التابعة لحماس)، قبل تفاهمات 2017، أثر سلبا على الحالة الأمنية بغزة، ويفتح المجال لدخول جهات مشبوهة، وهذه مسألة وطنية بحاجة إلى وقفة كي لا نجعل غزة مستباحة من الأعداء». وتركت المواجهة الأخيرة في غزة جملة من المظاهر والمؤشرات الميدانية، لعل من أهمها العمل الموحد لغرفة العمليات المشتركة، وقد باتت معلمًا مهمًا من معالم المقاومة الفلسطينية في غزة، وهي حرية بأن تتمسك بها، ولا تفرط ببقائها، ولا تجعلها عرضة للابتزاز أو الاستغلال. وأكد المختص في الشأن الصهيوني، أن جولة التصعيد الأخيرة في غزة تجلت وحدة المقاومة، أداء وسياسة، قولا وفعلا، تخطيطا وقرارا، وهو ما أسفر عن نتائج إيجابية شهد لها العدو قبل الصديق، وجعل من ال24 ساعة التي عاشتها غزة نموذجا يحتذى به في جولات المواجهة مع الاحتلال». وبين محدثنا ل»الشروق» أنه «لو عاد الزمن سنوات إلى الوراء لما ترددت المقاومة لحظة واحدة في استنساخ هذا النموذج المشرف من الأداء الميداني العملياتي».وتابع «اليوم يسجل المقاومون في غزة، بكل مسمياتهم وأجنحتهم العسكرية المسلحة أنهم كانوا على قدر المسؤولية وخطورة اللحظة، ولم يخضعوا لابتزاز هنا واستدراج هناك وضغط هنالك، امتلكوا رباطة جأش عز نظيرها». وفي السياق قال قائد فرقة غزة بجيش الاحتلال الصهيوني «أليعازر توليدانو»،: «الجولة الأخيرة شرق خانيونس لم تكن سهلة وبدأت خلال تواجد خيرة أبنائنا في الجانب الآخر من الحدود تحت خطورة محدقة، ولكن بعملية بالغة الأهمية».