المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بتطاوين مولود ثقافي جديد في الجنوب الشرقي تم أفتتاحه رسميا في شهر مارس الماضي وانطلق نشاطه فعليا بداية شهر أكتوبر الماضي. تونس الشروق: رغم حداثة عهده وقلٌة امكانياته المادية والتقنية يحاول مدير المركز الوطني للفنون الدرامية بتطاوين علي اليحياوي خلق حركية مسرحية في الجهة فبعد تظاهرة الافتتاح سينظم المركز بمناسبة ايام قرطاج المسرحية مجموعة من الانشطة ستكون البداية مع تربص في الرٌقص المسرحي وهو تربص تكويني في الرقص المسرحي تحت شعار "الفنون لغة مشتركة في اتجاه عوالم مختلفة" بإشراف وتأطير المجموعة السويسرية INTERFACE ومتابعة للدكتورة جميلة عدالة فاعلة ثقافية وصديقة مشتركة بين المجموعة السويسرية والمركز ، وسينتظم التربّص بفضاء المركب الثقافي بتطاوين بداية من يوم الأربعاء 5 ديسمبر 2018 إلى غاية يوم الثلاثاء 11 ديسمبر تاريخ تقديم العرض المسرحي الراقص "Vive la vie" بمساهمة عناصر من المشاركين في هذه الورشة من راقصين ومسرحيين إلى جانب عناصر المجموعة السويسريّة. وفي تقديمه لهذا التربص يقول علي اليحياوي "هو اشتغال مشترك موجّه سيجمع بين العناصر المشاركة من راقصين ومسرحيين ومهتمين مع عناصر المجموعة السويسريّة INTERFACE ، رحلة بحث وتقصي مشترك تعمل على تطويرها هذه المجموعة منذ تأسيسها سنة 1990 ، عمل مخبري ينشد الحصول على رؤية شاملة وموحّدة للفن وللعالم ، وعليه سيرتكز برنامج الورشة على البحث في اللغات والشفرات المشتركة بين المسرح والرقص وبين الموسيقى والرقص وبين الموسيقى والمسرح وبين التكنولوجيات الحديثة والفن وبين الرجل والمرأة وبين الحياة والموت وبين كل الثقافات المختلفة التي تشكّل مجتمعنا. بحث يقودنا إلى شكل جديد من الجماليات بأسلوب معاصر ، دون ان تكون مقاربة بشكل او بآخر للصورة الحالية للفن المعاصر ، ودون الوقوع في تكرار الأساليب تكون دائما ممارستنا للفن ابتكارا لأسلوب جديد خاص بنا ، فلسفة جديدة للإبداع الفنّي وطريقة تفكير جديدة وحياة توحّد الفنون والثقافات ، رؤية جديدة من خلال أعمالنا وعروضنا وقوة مواضيعنا ." أما العرض المسرحي الراقص : "Vive la vie أو تحيا الحياة " فهو عرض مبتكر يسرد تحولات نمط الحياة الأسريّة في القرن العشرين تحديدا ، تذكير بان هذه الأجيال التي نعيش هي نتيجة لحروب ونضالات والتطورات التي مرّ بها أجدادنا ، كل فكر معاصر هو نتاج فكر وتفكير قديم. عالم عبارة عن طاقة متجددة متبدّلة تتحرك إلى الأمام لا يمكنها التراجع أو التوقّف. حكاية تنطلق من تاريخ هذا المجتمع الفلاحي المتلبّد في مبادئه وتقاليده وعلاقته باللباس والغذاء في حياته اليومية ، وشيئا فشيئا تعبث التكنولوجيا بهذه القواعد والعادات ،وخاصة مع اكتشاف الطاقة الكهربائيّة وبداية ظهور طرق واشكال جديدة للتفكير. "تحيا الحياة" مزيجًا من المسرح والغناء والرقص والسحر. تصادم بين عوالم مختلفة بانسجام ، مما يعطي رؤية حقيقية متعددة للعالم ، اين تلتقي الأحلام والواقع في مسيرة جنونية إلى الأمام". انفتاح وسيستقبل المركز في إطار انفتاحه على محيطه العمل المسرحي الجديد لفضاء التياترو اخراج نوفل عزارة وسيكون العرض في مدينة الصمار كما سينظم حفل توقيع للمجموعة الشعرية الجديدة لكمال بوعجيلة وفي شهر جانفي سينطلق المركز في أوٌل انتاج له وهو عمل مشترك بعنوان ليالي كورتيز مع المسرح الوطني وفي السينما سيحتضن المركز في شهر جانفي أسبوعا للسينما الوثائقية بالتعاون مع جمعية السينما الوثائقية التي تنظٌم في دار الثقافة ابن رشيق مهرجان الفيلم الوثائقي.