المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بتطاوين من أحدث المؤسسات الثقافية التي رأت النور في شهر مارس الماضي وتم تعيين المسرحي علي اليحياوي مديرا لها. تونس (الشروق) راكم المسرحي علي اليحياوي تجربة لافتة للانتباه منذ بداياته في المسرح المدرسي في معتمدية سوق الاحد. وخلافا لكثيرين من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي لم يتحمس اليحياوي للاستقرار في العاصمة. واختار التوجه الى الجنوب ليبدأ تجربته المسرحية التي تنقل خلالها بين سوق الاحد وقفصة ومدنين ليستقر في تطاوين من حيث بدأ ! "الشروق" التقته في هذا الحوار: كيف تقبلت العودة الى تطاوين ؟ انطلقت في قرية بعيدة عن أضواء المدينة. وكنا لا نعرف من المسرح الا ماتبثه التلفزة التونسية لبعض التسجيلات. وكانت قليلة مثال بعض مسرحيات مسرح الجنوب وغسالة النوادر وتمثيل كلام. وكانت هذه الفرجة ترسخ فينا شغفا ما.وفي غمراسن نشأت علاقتي مع المسرح مع معلم كان مثلنا يبحث عن لذة جديدة -سليم العكروت-في دار الشعب بتطاوين اكتشفت عالم المسرح-مع الاستاذ حمادي دخيل-أذكر اننا قطعنا المسافة بين غمراسنوتطاوين مشيا انا وصديق لي لحضور تربص اقامته الجامعة التونسيةلمسرح الهواة في تطاوين .واليوم أعود الى تطاوين بشغف ذاك الفتى المشاء اليوم وأنا على رأس ادارة مركز الفنون الدرامية بتطاوين محملا بتلك الذاكرة البكر وفي عنقي دين لبلدتي وأحلام العديد من المسرحيين منهم من رحل ومنهم من غادر ومنهم من ينتظر هذا المولود بأمل كبير. الآن وقد ولد نطمح أن يكون منارة مسرحية كالكاف وقفصة ونحلم أن تصبح مدينتنا مدينة كونية ككل مدن الفنون والفكر. وكل هذا يتطلب الكثير من الجهد والمثابرة لكنه ليس مستحيلا .ومن أوكد أولوياتنا ربط الصلة بالجمهور الذي غادر المسرح ليس فقط في تطاوين ولكننا سنسعى الى تطوير هذه العلاقة بالانفتاح على الفضاءات العامة والاشتغال على اهتمامات الناس وتشريكهم في المشروع المسرحي ككل. كيف ترى تعميم تجربة مراكز الفنون الدرامية ؟ رغم محدودية الإمكانيات اعتبره مشروعا رائدا وثوريا لتحديث المجتمعات وتطوير الثقافة الوطنية في الجهات ورغم ظهور بعض الفضاءات الخاصة هنا وهناك فإن حضور المؤسسة العمومية الثقافية يظل أساسيا لضمان استمرارية الفعل المسرحي وتنوعه. ماذا ينقص هذه المراكز ؟ اليوم وبعد أكثر من عشرين سنة من تأسيس أول مركز للفنون الدرامية والركحية ورغم ماقدمته هذه الخلايا المسرحية من ابداعات أثرت المدونة المسرحية التونسيةفإنها مازالت في النقطه الصفر من حيث الهوية الادارية والقانونية وهذا عامل مكبل. واليوم أصبح من الضروري رسم مشروع متكامل لهذه المراكز من حيث التشريعات والاهداف الفنية وعلاقتها بجهاتها خضت تجربة سينمائية مع سارة العبيدي في شريط بنزين كيف عشت التجربة ؟ التجربة اليتيمة الى حد الان في شريط بنزين لسارة لعبيدي هي كالحب الاول انتشيت بها وستبقى راسخة في ذاكرتي .السينما تجربة اخرى ممتعة لا زلت اتحسسها في انتظار عروض اخرى.