حقق النادي الإفريقي يوم أمس انتصارا ثمينا جعله يرفع رصيده إلى مستوى 8 نقاط في المركز التاسع وذلك بعد انتصاره على مستقبل قابس بهدفين لواحد. نادي باب الجديد تلقى هدفا مبكرا بعد خطأ من مدافعه سامي الهمامي قبل أن يتمكن في ربع الساعة الأخير من المقابلة من التعديل ثم اختطاف هدف الفوز. مستوى الإفريقي كان ضعيفا ورغم توفر الفرص إلا أن المردود ظل سلبيا في انتظار أن يكون لفوز الأمس لمسة معنوية مطلوبة قبل 48 ساعة من السفر إلى كيغالي لخوض ذهاب دور أبطال إفريقيا أمام الجيش الرواندي. هدف مباغت وضربة جزاء رغم الحاجة الماسة إلى النتيجة فإن الإفريقي لم يقدم بداية مقابلة بالشكل المنتظر فالفريق لاح بطيئا في بناء الهجمة كما أن الليلي ظل وفيا لعاداته السلبية في اعتماد كتلة متوسطة مع إعفاء المنافس من الضغط العالي الأمر الذي مكن مدافعي مستقبل قابس من اللعب براحة. ولئن سعى الأفارقة إلى تهديد مرمى الجليزة إلا أن الهدف جاء من الجهة المقابلة بعد خطأ ساذج في إعادة الكرة تلقى مراد الهذلي هدية على طبق من ذهب ليستغل غياب التوازن في الخط الخلفي للإفريقي ليمهد لزميله أحمد خليل مولاي لينفرد بالشرفي ويسجل الهدف الأول لمستقبل قابس في الدقيقة السابعة. هدف كان يمكن للإفريقي أن يرد عليه بعد دقيقتين فقط لكن الحكم الصادق السالمي رفض منح وسام يحيى ضربة جزاء بدت واضحة للغاية بعد تعرضه للجذب من القميص. الارتجال والفشل على امتداد بقية الفترة الأولى كان النادي الإفريقي قريبا من التسجيل في أربع مناسبات على الأقل عبر الدراجي والمنوبي الحداد وساسراكو وسامي الهمامي غير أن الحظ العاثر رافق أبناء شهاب الليلي. المستوى الفني لنادي باب الجديد لم يكن عاليا بيد أنه خلق العديد من الفرص لكن التجسيم ظل غائبا عن زملاء الذوادي وبدا واضحا أن اللاعبين يعانون من إشكال نفسي ترجمه الإهدار الغريب للفرص أمام المرمى. من جهته لم يحرك الليلي ساكنا على خط التماس ليشعر لاعبيه بحساسية الموقف حيث واصل الفريق في نسقه البطيء وعدم الضغط على دفاع الجليزة والنتيجة كانت منطقية. حسن استعداد من العناصر الايجابية في الفترة الأولى هو الانضباط الكبير الذي ظهر به لاعبو مستقبل قابس حيث غاب عنهم التسرع والارتباك دفاعا رغم توفر عديد الكرات الثابتة للنادي الإفريقي. الجليزة عرفت كيف تتعاطى من أسبقيتها وكان يمكن أن تدعمها بالاستفادة من الهجومات المعاكسة. من جانب الأحمر والأبيض تألق الشاب شهاب الصالحي على الجهة اليسرى من الدفاع وقدم مردودا محترما في تأمين رواقه بالإضافة إلى إسناد الخط الأمامي. ديريك ساسراكو بدوره كان ايجابيا خلال الفترة الأولى وساعد زملاءه كثيرا بالتمهيد والتمرير لكن من سوء حظه أن الثلاثي من خلفه والمتكون من الدراجي والمنوبي والذوادي كانوا خارج نطاق الخدمة. تغييرات في حجرات الملابس بالعودة من حجرات الملابس اختار الليلي أن يستغني عن موشيلي ليعوضه بزميله أحمد خليل كما ترك المنوبي الحداد خارج الحسابات ليقحم بدلا عنه بلال الخفيفي. موشيلي والحداد كانا خارج نطاق الخدمة طيلة الفترة الأولى فلا الكاميروني نجح في تقوية وسط الميدان ومساعدة زملائه في افتكاك الكرة ولا ساهم المنوبي في البناء الهجومي بل أنه أهدر هدفا أمام شباك خالية. محاولات وهدف التعادل أدت التغييرات التي قام بها الليلي إلى تحسن طفيف لمردود الإفريقي وتواصل خلق الفرص غير أن التوفيق غاب أمام المرمى. صدقي الدبشي حارس مستقبل قابس الذي رفض الإفريقي انتدابه في الميركاتو الشتوي الماضي تألق بشكل لافت وحرم الفريق من التعديل في عدة مناسبات على غرار مقصية الدراجي في الدقيقة 52 التي حولها إلى الركنية. الهدف كان قريبا عبر البديلين الخفيفي والشماخي لكنه ضاع في كلا المحاولتين ولئن يتحمل الخفيفي مسؤولية الأولى باعتبار موقعه المناسب وتصويبته الرديئة إلا أن الثانية حولها الحارس الدبشي إلى الركنية. وبعد هذه المحاولات جاء الفرج عبر الدراجي الذي صوب بقوة على يسار الدبشي عجز حارس منتخب الأواسط عن إيقافها وذلك مع الدقيقة 70. الدراجي استحق الهدف خصوصا أنه كان العنصر الأبرز في صفوف نادي باب الجديد خلال الفترة الثانية. كارثة الهمامي قدم الهمامي مستوى ضعيفا ومهزوزا وتسبب في تلقي الفريق للهدف الأول بطريقة ساذجة قبل أن يتعرض للإقصاء ويترك زملاءه منقوصين في آخر ربع ساعة في وقت كان خلاله زميله الجزيري يعاني من إصابة. الهمامي سيغيب بعد إقصائه يوم أمس ليترك الفريق يعاني في ظل عدم توفر خيارات عديدة في محور الدفاع. فوز بداية الانقاذ في وقت كانت فيه المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة تحصل النادي الافريقي على ضربة جزاء اثر عرقلة عاطف المازني للخفيفي. ضربة جزاء حولها الشماخي إلى هدف ثان ساوى انتصار الأحمر والأبيض وهو بالمناسبة الهدف الأول لأحد مهاجمي الإفريقي هذا الموسم. الهوامش جمهور محدود العدد رغم أن اللقاء قد دار بملعب المنزه إلا أن جمهور الإفريقي سجل غيابه مرة أخرى بما أن التذاكر لم يقع التفريط فيها كليا وهو ما ترك عديد التساؤلات. ويبدو أن جمهور الأحمر والأبيض قد يئس من حال فريقه أو أنه بات مشهدا افتراضيا حيث تغص مواقع التواصل الاجتماعي بالصفحات والمجموعات لتختفي مباشرة مع المباريات. اعتداء على الصحفيين عرفت مباراة يوم أمس خروجا عن النص من قبل الجماهير الحاضرة بملعب المنزه حيث صبت جام سخطها على رجال السلطة الرابعة وكأنهم المسؤولون عن مشاكل الفريق ونتائجه السلبية. اليونسي يتخلف عاد عبد السلام اليونسي بصفة متأخرة مساء أمس إلى تونس وهو ما جعله يتخلف عن حضور مباراة ملعب المنزه. جماهير الإفريقي تهاجم الشاهد هاجمت جماهير الإفريقي رئيس الحكومة يوسف الشاهد حيث حملته مسؤولية ما يعانيه الفريق من مشاكل خصوصا أنه كان مساهما في مساعدة الترجي الرياضي قبل أيام بعد مظلمة ذهاب نهائي دوري الأبطال مقابل اكتفائه بالفرجة على وضعية النادي الذي يعرف أنه من أنصاره. مردود التحكيم لئن كان مردود الإفريقي مهزوزا منذ بداية الموسم إلا أن التحكيم كان أحد وجوه الفشل في الفريق خصوصا أنه قد لا يخفى حتى على الأعمى أن الإفريقي هو الفريق الوحيد في البطولة الذي أدار كل لقاءاته الحكام الدوليون أي 8 على 8. السالمي منح الإفريقي ضربة جزاء في نهاية اللقاء وحرمه من ضربتين أخريين كانتا مستحقتين على يحيى والهمامي كما أقصى الهمامي للإنذار الثاني وأعفى الشاوش من الجليزة في عملية مشابهة دون الحديث عن التساهل في إضاعة الوقت. شهاب الليلي: «المردود جاء بالنتيجة» قال مدرب الإفريقي شهاب الليلي أن الفريق تخطى المرحلة الصعبة من الناحية المعنوية بعد انتصاره أمس.. وأشاد الليلي بأداء لاعبيه معتبرا أن تحسن المستوى الفني هو الذي أتى بالفوز. قيس الزواغي: التعادل كان عادلا أكثر قال مدرب الجليزة إنه سعيد بتطور أداء لاعبيه قياسا بلقاء الترجي مشيرا إلى أن الشوط الأول عرف أفضلية لفريقه. واعتبر الزواغي أن فريقه وضع الإفريقي في اشكاليات كبيرة خاصة في الشوط الأول مستخلصا إلى ان التعادل كان يمكن أن يكون أكثر عدلا. تشكيلة النادي الإفريقي سيف الشرفي – شهاب الصالحي – مختار بلخيثر – سامي الهمامي – فخر الدين الجزيري – ابراهيم موشيلي (أحمد خليل) – وسام يحيى – أسامة الدراجي – زهير الذوادي (ياسين الشماخي) - المنوبي الحداد (بلال الخفيفي) وديريك ساسراكو. تشكيلة مستقبل قابس صدقي الدبشي – علاء الدين البوسليمي – عاطف المازني – زياد الشاوش (فراس غومة) – علي عبد العزيز القشي – مراد الهذلي – اسكندر العقربي – مروان السعدي (زهير عطية) – أحمد صولة (علاء الدين عبد الواحد) – أحمد خليل مولاي وسيف الدين الجربي.
