(الشروق) مكتب صفاقس بشكل عاجل، وبحضور عدد هام من مختلف وسائل الإعلام وعدد من ممثلي مكونات المجتمع المدني والمواطنين، انعقدت بقصر بلدية صفاقس مساء أول أمس ندوة صحفية أشرف عليها منير اللومي رئيس البلدية بحضور أعضاء المجلس البلدي والنائب شفيق العيادي للنظر في وضعية عمارة "البنك التونسي" المدرجة ضمن التراث المعماري لصفاقس بعد أن أقدم صاحبها على هدمها من الداخل وفق ما نشرته "الشروق" في عدد أمس . وقال منير اللومي إن بلدية صفاقس لن تتخلى عن حماية هذه العمارة التي تعود الى سنة 1913 وغيرها من المعالم الأثرية والمعمارية بالمدينة، مضيفا أن البلدية شكلت للغرض خلية أزمة بعد أن أقدم صاحب العمارة على هدمها من الداخل لتتهاوى لاحقا كاملة . وقال اللومي إن البلدية عقدت بشكل عاجل جلسة عمل خلصت إلى اتخاذ جملة من الإجراءات التي من شأنها حماية المبنى من أبرزها مراسلة وزير الثقافة وطلب التريث وعدم إصدار قرار رفع الحماية عن المبنى مع إمكانية التقدم بشكوى قضائية ضد كل من يتعمد المس منها. ويضرب عرض الحائط بالموروث الثقافي والمعماري لمدينة صفاقس. وقال الكاتب العام للبلدية إن إدارته قامت طيلة السنوات السابقة بكل الإجراءات الكفيلة بالتصدي لإرادة جامحة في هدم بناية البنك التونسي ذات الواجهات المحمية سواء بالقضايا المرفوعة ضد المالك بسبب الإهمال الشديد للعقار ،أو رفض الترخيص في هدم العمارة وعدم الترخيص في بناء عمارة مكانها...مستغربا من معهد التراث، المحمول عليه حماية الإرث المعماري، والذي «لا يرى مانعا»في هدم العمارة حسب تعبيره . وقال الكاتب العام « يبدو أن تورط إدارة التراث في مكتوبها الموجه الى البلدية،وفي محاولة لتصحيح الإجراءات، جعلها تحاول في قادم الأيام رفع الحماية عن المبنى.وهذا ما يجعلنا أمام إمكانية واردة جدا لرفع قضية إدارية في تجاوز السلطة ضد المعهد والوزارة المكلفة بالتراث» . وقال النائب شفيق العيادي إنه اتصل بالمعهد الوطني للتراث ووزارة الثقافة من أجل التدخل العاجل لمنع الاعتداء على الذاكرة الوطنية وقد تحصل على وعود في ذلك . ومن ناحيتها قالت الباحثة في التراث الدكتورة أسماء البقلوطي إن عديد القضايا رفعت في السابق لحماية هذا المعلم التاريخي. لكن كل هذه القضايا «قبرت « وهو ما شجع صاحب العمارة على هدمها من الداخل، محملة المسؤولية للتهاون الواضح من عديد الأطراف بما في ذلك المجالس البلدية السابقة ومعهد التراث وغيره . وقال الناشط في المجتمع المدني فتحي القرقوري إنه بلغته عديد التهديدات بسبب إعلامه الجهات المعنية على انطلاق عملية الهدم مؤكدا أنه لن يتراجع قيد أنملة عن الدفاع عن المعالم الأثرية التي « تآكلت « في المدينة، متهما صاحب العمارة ب « السطو على التاريخ" .