أطلق فلاحو منطقة زنفور من ولاية الكاف صيحة فزع منددين باستهانة وزارة الفلاحة بالسد التلي «زنفور» و غياب التعبئة خلال التساقطات الأخيرة لعدم جاهزيته مما حرم اهالي الجهة وفلاحيها من موارد مائية . الكاف (الشروق) لطفي العياري بين أنه تم انتزاع 60 هكتارا من أراضي فلاحي منطقتي القصور و السرس منذ سنة 1997 من أجل مصلحة عمومية لفائدة المصالح الفلاحية بالكاف لبناء سد تلي على وادي زنفور ، بما يمكن من تجميع مياه الأمطار و بعث منطقة سقوية و توفير مياه الري للخضروات و الأعلاف و الأشجار المثمرة بهدف تثبيت سكان هذه المنطقة الجبلية في أراضيهم ، إلا أن انعدام الصيانة و التهيئة أدت إلى شح كميات المياه وسط مستوى تعبئة سلبي بمحاولات فردية لا تستجيب لمستحقات الفلاحين من مياه الري . إخلالات فنية من جهته أضاف الطاهر الخليفي أن التجمعات السكنية المعنية بمياه الري من سد «زنفور» هي الحمارنة و أولاد مباركة و أولاد الصالح و العمارسية و بيت محمد بن سالم و بيت الحاجي ، و رغم معاينة أشغال السد من قبل مهندس فرنسي و تمكين الجهات المعنية من تقرير يفيد بتنفيس السد على مستوى بيت الحاجي إلا أن تدخل أطراف أخرى في التخطيط الفني للسد أدى إلى اختيار جهة أخرى للتنفيس بما جعل مياه الأمطار تمر مباشرة دون أن تتم تعبئتها . و ما ضاعف من هذه الإخلالات هو تكدس الأتربة داخل السد بما أدى إلى ردم الخزان على مستوى 21 مترا و حول 60 هكتارا إلى مكان قاحل جراء عدم حماية السد من انجراف الأتربة من المجاري المجاورة . خسائر كريم شلبي و بعد أن راهن مثل بقية المتساكنين على العودة للجهة و الاستقرار بقطعة أرض مجاورة للسد لتربية الماشية و تنويع الزراعات إلا أن فشل المشروع بعد سنة قد أدى إلى خسائر كبيرة و شلل كلي في إنتاج حوالي 3000 شجرة زيتون و تدهور إنتاج الحليب بعد أن تم التفريط في القطيع لعدم توفر الأعلاف و عدم توفر الماء . و إن رحب الفلاحون بالسد و تم اقتناء تجهيزات ري و ري قطرة قطرة و 30 محركا و قطعان من الأغنام و الأبقار في إطار برنامج التنمية الريفية المندمجة بالتداين إلى البنوك و الجمعيات و تمويلهم من قبل الاتحاد الأوروبي و تكوينهم لتربية النحل في المنطقة الغابية ، إلا أن عدم صيانة السد و حمايته أدت إلى تكبدهم لخسائر كبيرة و ديون اعترف أصحابها بعدم تسديدها إلى الآن بما عطل علاقتهم بالأطراف الممولة من أجل مواصلة نشاطهم . حارس السد يستغيث فيصل المباركي (حارس) بين أن إفلاس المشروع و تحوله إلى مرتع للذئاب و الخنازير داخل أشجار السرول قد أثر سلبا على مورد رزقه و على إقامته قرب السد ، و في غياب نشاط أساسي حول السد طالبته المصالح الفلاحية بالقصور بالعمل في خليتها بالقصور على بعد 15 كلم وسط مصاعب كبيرة في التنقل . و مع انطلاق المشروع تم توزيع 200 هكتار من الأراضي الدولية على عمال التعاضديات بمعدل 25 هكتارا إلا أن عدم توفر مياه الري جعل نشاطها يقتصر على الزراعات البعلية وسط قدرات إنتاجية ضعيفة . تأثير على المخزون و قد أكد مختصون ل «الشروق « على أن عدم تعبئة السد التلي بزنفور بما يناهز مليون متر مكعب له عدة تأثيرات سلبية على المائدة المائية ، بما يساهم في تواصل ضعف منسوب المياه بالآبار السطحية المقدر عددها بحوالي 83 بئرا بزنفور و بوحمة و أولاد حسن و الأمجاد و بوصليعة بالسرس إضافة إلى خسائر مادية و معنوية أخرى تتمثل في نزوح أهالي منطقة زنفور و تفريطهم في أراضيهم و ممتلكاتهم بسبب تدهور أنشطتهم الفلاحية جراء غياب مياه الري . من جهتها أكدت المصالح الفلاحية بالكاف على أن السد التلي بزنفور قد انتهت صلوحيته ، إذ أن عملية جهره تتطلب تكاليف إنجاز سد جديد . من جهتهم طالب فلاحو منطقة زنفور بين القصور و السرس وزارة الفلاحة بالتدخل لبعث سد تعويضي وفق شروط فنية و علمية أو إعادة صيانة السد للتعبئة ، و في غياب هذه الحلول فقد طالب الفلاحون التدخل بمعدات ثقيلة لإعادة نشاط المساحات التي تم استغلالها لبناء السد في الزراعات البعلية . أرقام ودلالات 60 هكتار مساحة سد زنفور 30 عدد المنتفعين بالمشروع 3000 عدد أشجار الزيتون بلا منتوج