الشروق – مكتب الساحل: مدرسة «الباب الشمالي» تعتبر من أقدم المدارس الابتدائية تأسست سنة 1885 بنهج العروسي زروق بمدينة سوسة ثم انتقلت إلى قصر الرباط سنة 1888 ثم أصبحت وسط المدينة متاخمة للسور بالباب الجبلي تداول عليها في هذا المقر قرابة العشرين مديرا آخرهم السيدة ليليا السويسي. كانت هذه المدرسة منذ تأسيسها تعد أربعين تلميذا حيث امتنع المواطنون في تلك الفترة عن إرسال أبنائهم بدعوى أن المعلمين الفرنسيين كانوا يضربون التلاميذ ويرون أنه لا مجال للتعلم مادام الفرنسي يضرب عربيا مسلما وتوسط السيد بشير صفر بين السلطة والمواطنين لمنع انقطاع التلاميذ عن الدراسة وساعده في ذلك المرحوم الصادق العياشي الذي عمل على تهدئة خواطر الأهالي فتطور عدد التلاميذ بهذه المدرسة وأدمج فيها التعليم المهني مثل حياكة الحرير وصناعة الخزف. وتخرّج من هذه المدرسة العديد من الشخصيات عملت بعضها على تكوين جمعية قدماء تلاميذ المدرسة سنة 1908 أوّل من ترأسها السيد محمد خشلاف وقامت بالعديد من الأنشطة، كما تداول على هذه المدرسة شخصيات أخرى تقلدت إدارتها بدءا بالفرنسيين وصولا إلى تونسيين آخرهم السيدة ليليا السويسي. ورغم عراقة هذه المدرسة ومكانتها التربوية وموقعها وسط مدينة سوسة إذ يوجد بها أكثر من 500 تلميذ وتلميذة و35 معلما ومعلمة إلا أنها تعرف وضعية اهتراء تستوجب صيانة عاجلة تخص كل القاعات والأبواب والنوافذ والشبكة الكهربائية وإعادة إحداث وحدة صحية بعد هدمها والساحة إلى جانب غياب قاعة المعلمين بعد أن تم إدماجها بصفة غامضة إلى المسكن الوظيفي أيام الثورة، وهذا المسكن بدوره يعرف وضعية غامضة تتطلب مراجعة. وتجدر الإشارة أن الملعب الرياضي بالمدرسة تبنت صيانته هذه السنة جمعية أجنبية وبدأت في إعادته على أن تنسج بقية الجمعيات على منوالها قصد ترميم وصيانة هذه المدرسة العريقة والتي تخرّج منها العديد من الشخصيات التي تتقلّد اليوم مناصب مهمة.