في «كلاسيكو» طَغى عليه الاندفاع انتهى صِراع الترجي والنجم بلا غَالب ولا مغلوب. وقد لاحَ على بطل افريقيا التَعب في الوقت الذي قَدّمت فيه «ليتوال» مَردودا مُقنعا ويبدو أن التَغيير الحَاصل على مستوى الاطار الفني حَرّر اللاعبين بقيادة توفيق زعبوب الذي كان ناجحا من الناحية التكتيكية وهي الجانب الذي كان قد عجّل بالقَطيعة مع «ليكنز». ظروف اللّقاء دخل النَجم السّاحلي لقاء «الكلاسيكو» بعد التَخلي عن مدربه البلجيكي «جورج ليكنز» وقد وضعت هيئة شرف الدين ثقتها في زعبوب لقيادة الجَمعية. ومن جِهته، استعدّ الترجي لقمّة رادس في ظُروف صَعبة بسبب هَاجس الاصابات والإرهاق وكان الفريق في صِراع مع الوقت لتأهيل كَافّة عناصره المُؤثّرة ليخوض «الكلاسيكو» بتشكيلته المِثالية. النجم أخطر وأفضل المُتفرّج في الشوط الأوّل يُلاحظ أن النّجم كان الأفضل والأخطر وهذا ما تُجسّمه الفرص التَهديفية التي تحصّل عليها الضيوف وقد دخل أبناء زعبوب في صُلب الموضوع منذ الدقيقة الثالثة عندما وجد الشيخاوي نفسه أمام فرصة جيّدة لإفتتاح النتيجة في تَوقيت مُبكّر. وَباءت مُحاولة الشيخاوي بالفشل بعد أن تَدخّل الدفاع لإبعاد تسديدته وقد عاد اللاعب نفسه لتهديد شباك معز بن شريفية وذلك من خلال ضَربة رأسية في الدقيقة 15 وتزايدت في مرحلة موالية العمليات الهجومية للنّجم الذي كان الأقرب للتسجيل سواء عن طريق الشيخاوي أوالبورندي «شاكا» الذي كاد أن يَفتتح النتيجة في الدقيقة 43 لولا يَقظة حارس المحليين. وبالتوازي مع الخَطر الذي صنعه النجم عبر الهجومات المركّزة والكرات الثابتة كان أداء الفريق جيّدا على مُستوى الدفاع الذي أظهر تَماسكا كبيرا حتى أن الترجي لم يَخلق فرصا تستحق الذّكر على امتداد الفترة الأولى. غياب النجاعة راهن الترجي الرياضي على 90 بالمائة من «أسلحته» الأساسية ومع ذلك فإنه لم يظهر خلال الشوط الأول بمستواه المعهود خاصّة على صعيد الهجوم الذي غابت عن الحُلول رغم مجهودات الخنيسي والبدري وصعود الربيع والدربالي لتأمين المُعاضدة في الخط الأمامي. البلايلي دون المأمول فعل الترجي المستحيل لتخليص نجمه الجزائري يوسف البلايلي من الأوجاع وتأهيله لخوض «الكلاسيكو» وقد ظهر يوسف فعلا في التشكيلة الأساسية لكن دون تقديم الأداء المطلوب ومن الواضح أن اللاعب لم يكن في أفضل حَالاته خاصة بعد أن كان قد شارك مؤخرا مع منتخب الجزائر. الامتياز للشيخاوي وبن شريفية يمكن القول إن الشيخاوي وبن شريفية شكّلا الامتياز أثناء الفترة الأولى من اللقاء. ذلك أن الشيخاوي العَائد من بعيد أظهر مؤهلات جيّدة وخطف الأضواء بفضل لمسته الفنية في المنطقة الأمامية علاوة على مُساهمته في التغطية الدفاعية. ومن جهته كان بن شريفية حَاسما وأنقذ مرماه من عدة أهداف مُحقّقة وكان الترجي مُهدّدا بدخول حجرات الملابس وهو مُنهزم لولا «الفُورمة» الكبيرة لحارسه. اندفاع كبير برعاية أمين عمر اتّسمت المباراة بالاندفاع وهو عنصر مَطلوب في كرة القدم وقد سَاهم الحكم المصري أمين عمر في الارتقاء بهذا الجَانب إلى أعلى مُستوياته بعد أن رفض قطع اللّعب والإعلان عن المخالفات إلا في الحالات القصوى. وقد كان طاقم التحكيم مُتفطّنا إلى كلّ «التَمثيليات» وعَمليات التَمويه وهو ما سَاهم بدوره في اشتداد الصّراعات الثنائية ولوأنها زادت عن حدّها أحيانا لتُنتج بعض الاصابات كما حصل في الدقيقة 33 عندما خسر النجم خدمات نجمه الدولي محمّد أمين بن عمر بعد التحام قوي مع خليل شمّام. دون فَاعلية خلال الشوط الثاني تحسن مردود الترجي بصفة نسبية وتحصل الفريق على بعض الفرص التهديفية كتلك التي أتيحت للبدري في الدقيقة 53. ومن جِهته نجح النّجم في المحافظة على المستوى الذي ظهر به خلال الفترة الأولى سواء من حيث صلابة الدفاع أوالخَطر الهُجومي. وبالنظر إلى كل فترات اللقاء يمكن القول إن النجم كان أكثر سيطرة وفَاعلية وربّما كان بوسعه الخروج بالفوز قياسا بالفرص التي تحصل عليها في الشوط الأول أوأيضا خلال الفترة الثانية كما حصل في الدقيقة التسعين عندما أبعد حسين الربيع الكرة من الخط النهائي وذلك بعد تصويبة رأسية من غازي عبد الرزاق. ومن جانبه لم يكن الترجي في أفضل حالاته ومع ذلك فإنه كان قادرا بدوره على الخروج بنقاط اللقاء لوأنّه استغل الفرص التي تحصّل عليها في الشوط الثاني وبصفة خاصّة تلك التي أهدرها البدري و»كوم» في اللّحظات الأخيرة من «الكلاسيكو». ورقة اللقاء تشكيلة الترجي: معز بن شريفية – شمس الدين الذوادي – خليل شمام – حسين الربيع – سامح الدربالي – فوسيني كوليبالي – فرانك كوم – سعد بقير (غيلان الشعلالي) – أنيس البدري – يوسف البلايلي (بلال الماجري) – طه ياسين الخنيسي (هيثم الجويني) المدرب: معين الشعباني تشكيلة النجم: مكرم البديري – رامي البدوي – زياد بوغطاس – صدام بن عزيزة - غازي عبد الرزاق – وجدي كشريدة - أمين بن عمر (مالك بعيو) – أيمن الطرابلسي – ياسين الشيخاوي – شاكا بيانفوني (ماهر الحناشي) - يسري حمزة (أمين الشرميطي) المدرب: توفيق زعبوب التحكيم: المصري أمين عمر