من بين جملة الأمراض المزمنة يظل مرض السكري الأكثر شيوعا والمصدر الأول للتعكرات خصوصا في سن متقدّمة. كلنا يعلم أن هناك علاجات عديدة لهذا المرض سواء تلك التي تعتمد الأنسولين أو العلاج بالحبوب خصوصا بالنسبة للسكري من النوع الثاني. لن نتعرّض لهذه العلاجات ولمنافعها ومضاعفاتها وآثارها الجانبية ولكننا سنسعى إلى البحث عن أهم الوسائل الطبيعية لعلاج هذا المرض وهي لعمري عديدة ولكننا سنتوقف عند واحدة من أهم هذه الأدوات. قبل كل ذلك يجدر بنا أن نقيّم الوضعية الحالية. إليكم بعض الأرقام للتعرف على مدى خطورة الوضع الصحي وما آلت إليه هذه العادات الغذائية السيئة: من 108 مليون شخص مصاب بداء السكري في عام 1980، ارتفع العدد إلى 422 مليون شخص في عام 2014 لتبلغ اليوم ما يقارب 450 مليون مصابا. تقدر منظمة الصحة العالمية أن مرض السكري سوف يصنّف ضمن ال 10 أمراض المميتة في عام 2030. من يقول الوزن الزائد (أو السمنة ) يقول الأمراض الأيضية maladies métaboliques أي المرتبطة بهضم الأكل والتصرّف فيه في جسمنا لذلك فإن علاجه يتطلّب دواء طويل الأجل. داء السكري من النوع الثاني هو مرض مزمن ينتج عن سوء استخدام الجسم للجلوكوز أو السكّر والأنسولين. فإما أن البنكرياس لا ينتج كمية كافية من الأنسولين أو أن الأنسولين لا يؤدي دوره بشكل فعال. هذا يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكّر في الدم. الأنسولين هو الهرمون الرئيسي لخفض مستويات السكر في الدم. من المعلوم أن الذين يعانون من زيادة الوزن هم أكثر عرضة لمقاومة الأنسولين أي أن الأنسولين يفقد جزء من قدرته على هضم السكر ولنقل أنه أصبح كسولا. فالاستهلاك المفرط من الكربوهيدرات أي السكريات بمختلف أنواعها وفي جميع أشكالها (الخبز والمعكرونة والبطاطا ولكن أيضا السكر والعصير الحلو والمشروبات الغازية ...)، والغذاء الصناعي مع قلة النشاط البدني هي جواز السفر إلى الاختلالات الأيضية. لا بد من التذكير بأن النوع الثاني من داء السكري يرتبط مباشرة وبشكل وثيق باضطراب عملية هضم الشحوم وتراكمها في الجسم dyslipidemie. تفاقم السمنة في العالم يفسّر إلى حد كبير ارتفاع نسب الإصابة بالسّكري ولهذا من المفيد أن نحصل على علاج يقوم في نفس الوقت بالحد من السكري ويساعد على التخليص من الشحوم وهذا ما يوفّره نبات البربريس الشائع. فإعادة توازن الدهون في الدم أمر ضروري للوقاية من الأمراض المزمنة.