مثل حضورها الدورة الثامنة والثلاثين للمهرجان الدولي للشعر بتوزر التي اختتمت الأحد 25 نوفمبر 2018 المفاجأة الابداعية لدى كل الحضور والمشاركين في المهرجان. هي الطبيبة الجزائرية دانيا أنياس المختصة في جراحة القلب. اختارت عن حبّ إمتطاء صهوة الحرف ونحت قصائد وأشعار من رحم الحياة بتفاصيلها الدقيق وبما تحمله من حب وطموح فيّاض نحو الأفضل. دانيا أنياس سليلة عائلة عريقة في جبال الأوراس الشامخة واختارت الانتصار وأعلنت الولاء التام للقصيد العمودي لتصبح في خط الدفاع الأول عن هذا التوجه الابداعي الضارب في أعماق التاريخ الأدبي والفكري.. لم تغرها المدارس الشعرية الجديدة ولم تثنها عن عزمها الابداعي وهي الطبيبة النبيلة الجدية والانضباط والدقة. فجاءت قصائدها ناطقة ومعبرة بمفردات منتقاة بدقة واضحة المعاني عن الإنسان والحياة في أجل وأبهى المظاهر. ... الشعر عند دانيا أنياس حالة إنسانية وجدانية خاصة.. حالة إنصهار كلي في الفضاء الرحب والانطلاق نحو الأفق البعيد توقا لمعانقة الشمس. تقول دانيا أنياس في قصيد لها «وصية شاعر»: هو الشعر بيت الهوى والنغم وما كل من قاله يحترم وفي الشعر سكن كل الفنون وتعلو مع العشر فوق القمم دانيا أنياس تعيش في كل قصيد عمودي تصوغه نشوة خاصة.. لحظة وجدانية مفعمة بالحب والأمل وهي الطبيبة الخبيرة بأمراض وعلل القلوب الملموسة والوجدانية الخفية ولا غرابة والحال تلك أن تكسب الطبيبة رهان الاحترام في ثاني لقاء لها مع جمهور الشعر في تونس من خلال مهرجان توزر بعد محطة أولى لها كانت في ماي الماضي مع المهرجان الوطني للشعر بالمتلوي بإدارة شاعر المناجم الكبير سالم الشعباني.. لم تغفل دانيا أنياس في قصائدها الجزائر الفيحاء وجبال الأوراس.. فخورة مغترة بالانتماء إلى هذه الربوع الجميلة من الوطن العربي الكبير بقصائد النخوة والتباهي بتاريخ المليون شهيد. قصائد نسجتها من رحم النضال ضد الاحتلال الفرنسي الغاشم.. هذا الاعتزاز بتاريخ الجزائر العربي لم يدفع بها إلى تجاهل الجانب الرومانسي الحالم والبحث عن الحب لكل امرأة تبحث عن الدفء العائلي والحبيب المخلص والزوج الرائع. يا من تراني على الأوتار عازفة من عزف لحني ومن أوتار نزفي الناي غنّى بحب أنت تملكه قد يعجز الوصف مما قد حكى وضعي ... دانيا أنياس كتلة من الأحاسيس الانسانية الشفافة صاغتها في قصائد خليلية (البحور الخليلية) هي سلاحها الذي احتمت به لمقارعة هذه الأمواج الشعرية المتلاطمة هنا وهناك منادية بالتجديد والتطوير فكانت الرائدة المدافعة بشراسة وإيمان عن القصيد العمودي الذي ترى فيه الأصل الذي لا مجال للتخلي عنه فاللغة العربية ثرية بالمعاني والمفردات التي تحتاج من يصوغها ويقدمها على أروع صورة ناطقة بآهات وقضايا الراهن... وهو رهان كسبته دانيا أنياس.