المواجهة العربية الأخيرة للنجم الساحلي التي وضعت في طريقه نادي الاسماعيل المصري في اطار الجولة الأولى لتصفيات بطولة النخبة العربية خلفت في نهايتها بعض الحسرة من جانب اللاعبين الذين فرطوا في انتصار كان يلوح في متناولهم، لكنهم لم يتمكنوا من المحافظة عليه ليكون لهم خير رصيد قبل مواجهة نصر حسين داي يوم الاثنين القادم في الجزائر. ورغم هذا التعادل القاسي بالنظر للمردود العام للنجم في هذه المقابلة فإن افريق قدم مردودا مشرفا للغاية كاد يكون أفضل لولا بعض العوامل التي كان لها تأثيرها السلبي على النتيجة النهائية. بالنسبة الى النجم فقط جهز كل شيء قبل اللقاء إلا مفتاح المقابلة وهو التصور الهجومي أي أن النجم لعب وفرض سيطرته على منافسه دون تجسيم هذه السيطرة على الوجه الأكمل نظرا لاعتماده على الكرات الطويلة من جهة وغياب التسرّب والتبادل السريع للكرة والمراكز ولم يحسن التدرّج بالكرة والاحتفاظ بها للحصول على أكثر ما يمكن من المخالفات الجانبية وهي النقطة التي كان الاطار الفني يعول عليها كثيرا واقتصرت محاولات النجم على بعض التسربات لسامي الكتاري وكامارا غانا وصابر بن فرج ولاح جليا أن فريق جوهرة الساحل يفتقر الى المهاجم الذي يوفر الحلول غندما يسيطر الشك وهو الدور الذي كان يقوم به أميوكاشي. خارج الموضوع الأمر يتعلق هنا بالمهاجم كامارا غانا الذي حافظ على طريقته العقيمة في التعامل مع الوضعيات الهجومية ليبدّد مجهودات زملائه ويحرمهم من عدة كرات حاسمة كان يمكن أن تعطي نتيجة أفضل للنجم. خروج أحمد الحامي مثلما بدا واضحا للجميع كان خروج أحمد الحامي متأثرا بالاصابة من بين الأسباب التي أعادت الاسماعيلي في المقابلة حيث تمكن من الاستحواذ على وسط الميدان في المقابل عجز وسط ميدان النجم عن القيام بدوره خاصة أمام تراجع اللياقة البدنية لجل العناصر. وفي المقابل عرف الاطار الفني للفريق المصري كيف جهز لاعبيه تكتيكيا لرد الفعل وبالتالي تعديل الكفة في النتيجة. منافس عتيد فعلا.. كما كان متوقعا وجد النجم الساحلي صعوبات كبيرة عند منافسة الاسماعيلي المصري في هذا الفريق كانت تحركاته واعية وخطته مدروسة ولياقته البدنية على أفضل ما يكون.. مما جعل النجم يضطر الى الاعتماد على الكرات العالية بعد أن ظهر بالكاشف أن الفريق الضيف قد سيطر على خط وسط الميدان وشنّ هجومات خطيرة كان لها الدفاع بالمرصاد. نقاط للمراجعة دون الدخول في الأمور الفنية التي تبقى من مشمولات المدرب عمار السويح ومساعديه فإن الضرورة تستدعي التركيز على اصلاح بعض الفرديات في الفريق والتي أصبحت المنافس الأول لنجاح الفريق على مستوى العمل الجماعي. معدن ثابت رغم عاملي السن والارهاق فإن ابراهيما كوني كان مرة أخرى ورقة رابحة للنجم حيث كان تواجده على الرواق الأيمن للدفاع المتنفّس الهجومي الاضافي للفريق الذي استغلّ تسرّبات هذا اللاعب وامداداته ليشكل حرجا متواصلا للخط الخلفي المصري.. أحباء النجم صفقوا طويلا لهذا «الشيخ» الذي كان بإمكان المدرب عمار السويح تحويله الى وسط الميدان عند خروج الحامي واقحام عبد السلام عرافة على الجهة اليمنى حتى لا تضيع منطقة الوسط ويستحوذ عليها الاسماعيلي ليسرق من النجم انتصارا كان في المتناول. تحكيم ضعيف الكل دون استثناء وجه اصبع التقصير والضعف لطاقم التحكيم البحريني الذي أدار هذه المباراة.. نقول ضعفا لأن ما «فعله» الحكم جعفر الحباز ومساعداه عبد الحسين حبيب وجعفر جاسم بالنجم الساحلي ليلة الأربعاء يعد مهزلة للتحكيم العربي التي كان الملعب الأولمبي بسوسة مسرحا لها. فالرجل متواضع اللياقة البدنية ومتردّد في تدخلاته ومجامل بشكل مفضوح للاسماعيلي المصري على مستوى التدخلات العنيفة والانذارات وبعض القرارات التقديرية الأخرى.. ورغم كل ما فعله فإن الجماهير الحاضرة دفنت غيظها في صدورها وقبلت بالأمر الواقع. الخلاصة النجم اكتفى في هذه المواجهة مع الاسماعيلي المصري بالتعادل وبالتالي اضاعة نقطتين لهمها وزنهما ولأجل ذلك لا يجب القسوة على زملاء سيف غزال خاصة في هذا الظرف بالذات الذي يتطلب الهدوء وقول الكلمة الطيبة والتشجيع اللامشروط حتى تبقى الأجواء مهيئة وممهدة لقادم النجاحات وأولها كأس الكؤوس الافريقية. جمهور غفير ومال كثير نقولها مرة أخرى أن جمهور النجم الساحلي يستحق تحية لحضوره مساء أول أمس بشكل متميز بأعداد فاقت كل التوقعات (قرابة 18 ألف متفرج). وقد بان بالكاشف أن هذا الجمهور سيمثل في الفترة المقبلة نقطة قوة جديدة لصالح الفريق.. ومما تجدر الاشارة اليه أن المداخيل في هذا اللقاء بلغت قرابة 60 ألف دينار سيكون مناب النجم فيها قرابة 40 ألف دينار.