صعّد المتظاهرون ذوو «السترات الصفراء» احتجاجاتهم في فرنسا امس الاثنين، وحاصروا 11 منشأة لتخزين الوقود تابعة لشركة النفط والغاز الفرنسية (توتال) فيما اكدت تقارير أن ماكرون سيلجأ للقبضة الحديدية لإخماد التحركات . باريس (وكالات) ولوحظ أن 75 من أصل 2200 محطة وقود تملكها شركة «توتال» في فرنسا تعاني من نقص في الوقود.وانطلقت الاحتجاجات الجماهيرية لحركة «السترات الصفراء»، التي تعارض على وجه الخصوص زيادة أسعار البنزين والضرائب، في فرنسا يوم 17 نوفمبر الماضي. وترافقت احتجاجات في باريس مع اشتباكات كبيرة بين المتظاهرين ورجال الشرطة، وتزامنت مع تصاعد أعمال الشغب وحرق السيارات. وخلال الاحتجاجات الجماهيرية التي اجتاحت العاصمة الفرنسية تم اعتقال 412 محتجا، وأصيب 133 شخصا أثناء الصدامات، من بينهم 23 مسؤولا أمنيا. وفي سياق متصل طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من وزير الداخلية كريستوف كاستانير، وقادة الشرطة، تغيير التكتيكات المستخدمة من أجل الحفاظ على النظام في العاصمة باريس ووقف أعمال الشغب. وتشير هذه التصريحات، التي تأتي بعد فشل استجابة الحكومة الفرنسية لمطالب المتظاهرين من أصحاب السترات الصفراء، إلى توجه لاستخدام «القبضة الحديدية» ضد المحتجين، وفق ما ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية، امس الاثنين. وهزت باريس، قبل يومين، أسوأ أعمال شغب منذ عام 1968، في يوم أطلق عليه «السبت الأسود»، في حين حذر المتظاهرون بتصعيد احتجاجاتهم التي بدأت رفضا لفرض ضرائب على الوقود ثم امتدت إلى مطالب معيشية أخرى. واستدعى ماكرون كبار الوزراء (رئيس الوزراء والداخلية والبيئة) وقادة الشرطة، إلى اجتماع طارئ في قصر الإليزيه لمناقشة الاستجابة للاحتجاجات التي تسببت في دمار كبير في عدد من المدن الفرنسية، لا سيما باريس. ومن جانبه أكد وزير المالية الفرنسي برونو لومير على ضرورة الإسراع بخفض الضرائب في البلاد على حساب تقليص الإنفاق الحكومي العام، وذلك على خلفية احتجاجات «السترات الصفراء» ضد رفع أسعار الوقود. وأشار لومير، في سياق مؤتمر صحفي عقده امس الاثنين، إلى أن ارتفاع الإنفاق العام يسبب تزايد الدين العام وبالتالي ارتفاع الضغط الضريبي على المواطن. وأكد أن رفع الأجور يمثل «خطا أحمر» للحكومة، مشددا على وجوب «الإسراع بتخفيض الضرائب مما يتطلب التعجيل في تقليص الإنفاق الحكومي». ووصف لومير الخطة بأنها «شرط لإخراج البلاد من عبء ديونها وضمان رخاء جميع الفرنسيين». وفي سياق اخر بينت نتائج استطلاع الرأي العام في فرنسا أن ٪72 من الفرنسيين يؤيدون حركة «السترات الصفراء» التي تحتج على ارتفاع الضرائب وأسعار المحروقات في البلاد. ويقول علماء الاجتماع إن نتائج استطلاع الرأي العام الذي أجرته خدمة «Harris Interactive» الاجتماعية لقناة «RTL» التلفزيونية، تشير إلى أن «دعم الحركة من جانب السكان لا يزال عاليا، بالرغم من موجة العنف التي أثارتها الاحتجاجات الجماهيرية الواسعة في 1 ديسمبر في المدن الفرنسية الكثيرة، وخاصة في باريس». رأي خبير الكاتب والمحلل المقيم في باريس، حسين حمود الاحتجاجات التي تشهدها الساحة الفرنسية وصدامات بين الشرطة والمتظاهرين هي «مشهد ما قبل الثورة»..الأوضاع الاجتماعية أصبحت محتقنة للغاية.. ما يحدث هو نتيجة لمعارك سياسية ألقت بظلالها على المواطن الفرنسي.. »