غمراسن جذور وأجنحة عن دار سحر صدر كتاب جديد للدكتور محمد عبازة عن مدينته غمراسن بعنوان « غمراسن جذور وأجنحة « في حوالي 350 صفحة مع ملحق صور . يغوص الباحث والناقد المسرحي محمد عبازة في تاريخ مدينته غمراسن التي تعد من أقدم المدن التي سكنها الأنسان الاول ولا يكتب عبازة عن مدينته بعين الباحث في التاريخ ولا في الآنتربولوجيا بل بعين المحب المتعلق بطفولته مستحضرا صورا من حياته مثل الحادثة التي جمعته بالسيدة وسيلة بورقيبة رحمها الله سنة 1974 في العاصمة السورية دمشق التي أكتشف من خلالها السمعة الطيبة التي يتمتع بها أهالي غمراسن . الكتاب بحث في تاريخ غمراسن المكان والمجتمع ويعتبر الدكتور عبازة أن عمله هذا ليس إلا بداية يرجو أن تتلوها خطوات أخرى من أجل مزيد التعمق في تاريخ هذه المدينة رغم الصعوبات التي أحاطت بعمله ، ويبدا الكتاب من تحديد أصل التسمية وهي تسمية أمازيغية ويذكر أن « دولة غمراسن تسمى بالدولة الوديدية التي نشأت من تجزئة الأمبراطورية الموحدية « كما يتوقف عند الرسوم الجدارية التي تعود الى « عصور جيولوجية سحيقة « كما عرفت بغابة عظام متحجرة لديناصور وهو موجود في متحف الأرض بتطاوين حسب ما يذكر وتاريخها ممتد الى العصور الحجرية قبل أن يكتشف الآنسان الكتابة أما بالنسبة للسكان فهم ينحدرون من الأمازيغ ويستعرض الكتاب دخول الإسلام الى منطقة غمراسن بعد أن يتوقف عند دخول الرومان الى المنطقة على أثر سقوط قرطاج وأنتساب غمراسن الى قبيلة ورغمة . في هذا الكتاب جانب أنتروبولوجي كبير إذ يستعرض الدكتور محمد عبازة مختلف نواحي الحياة اليومية من عادات وتقاليد ولباس وأكل ومهن والتعليم وهو بهذا الجانب يكون قد وفر وثيقة مرجعية عن منطقة مهمة جدا من الجنوب الشرقي التونسي وكم تحتاج المكتبة التونسية لمثل هذا الكتاب الذي قضى الدكتور محمد عبازة حوالي ثلاث سنوات في أعداده . فمحمد عبازة أستاذ المسرح والمدير الأسبق لمركز الدراسات الاجتماعية والاقتصادية والرئيس الأسبق لجامعة جندوبة والمتخصص في النقد المسرحي استطاع في هذه الكتاب انطلاقا من شتات ذاكرة طفولته أن يقدّم للقارئ العربي كتابا مرجعيا عن مدينة غمراسن وكم تحتاج المكتبة التونسية لمبادرات مثل هذه .