«ظواهر الانحراف والانتحار لدى الأطفال ولدى الشباب بتونس.. التشخيص والحلول، هو عنوان الندوة العلمية التي نظمها المعهد العالي للعلوم الإنسانية بتونس يومي 6 و7 ديسمبر. الندوة تناولت أبرز أسباب استفحال هذه الظواهر الاجتماعية واستندت على جملة من الإحصائيات والمداخلات العلمية. تونس (الشروق) طارق طاهر هو دكتور في علم النفس أشار إلى وجود برنامج ضخم لدى وزارة التعليم العالي يهتم بمناقشة وبحث أبرز الظواهر الاجتماعية والنفسية لا سيما تلك التي تمس الجامعة. وقال إن هناك برامج لانتداب المختصين في علم النفس في الجامعات قصد مساعدة الطلبة على مواجهة جملة من المشاكل النفسية والاجتماعية ومنها الخوف من الامتحانات وصعوبات التأقلم مع المحيط الجامعي وغيرها من الصعوبات. في تصاعد قالت نجلاء عرفة من المرصد الاجتماعي التونسي والتي قدمت مداخلة حول ما رصده المنتدى الاجتماعي من مظاهر الانتحار والانحراف لدى الأطفال والشباب.«إن الحديث عن هذه الظواهر يمكن أن يبرز من خلال رصد ثلاث ظواهر اساسية تشكل أنواع مختلفة من الانتحار أولها الانتحار والذي يبرز من خلال الأدوية والشنق. وثانيها ظاهرة «الحرقة» أو الهجرة السرية غير النظامية والتي تمثل شكلا من أشكال الانتحار، كما توجد ظاهرة ثالثة للانحراف تتمثل في العنف». ولاحظت أن معدل انتحار الفتيات عادة ما يكون أكثر من الفتيان في الشريحة العمرية من الأطفال في هذه السن. وعادة ما يتم الانتحار بالشنق وتناول الادوية. كما تمت ملاحظة أن قرار الانتحار عادة ما يكون فرديا لدى الذكور مقابل وجود حالات انتحار جماعية لدى الفتيات، حيث تشجع الواحدة الأخرى. وللاشارة قدم المنتدى تقرير شهر نوفمبر 2018 حول التحرّكات الاحتجاجية. وذكر أنه تم رصد 46 حالة ومحاولة انتحار بينهم 36 ذكرا و10 إناث ومنهم أربعة أطفال (دون 15 سنة) و9 ضحايا من الفئة العمرية ما بين 16 و25 سنة أي بينهم يافعين بالإضافة الى اقدام مسن (83 سنة) على إلقاء نفسه بوادي مجردة في جندوبة. وتمثل الفئة العمرية من 26 الى 35 سنة الأكثر انتحارا في مختلف الجهات وذلك بحوالي 50 بالمئة. عنف و«حرقة» كان المحور الثاني الذي تم الحديث عنه كأحد أشكال الانتحار يتعلق بالهجرة غير النظامية كظاهرة انتحارية. وتشير الأرقام إلى وصول 128 طفلا إلى إيطاليا منهم 110 دون مرافقة. فيما هناك 18 فردا يرافقهم أحد أفراد العائلة. وبرزت ظاهرة العائلات التي تهاجر مع بعضها البعض. كما تمت ملاحظة أن القصر بين 12 و16 سنة أصبحوا ينظمون «الحرقة» لا مجرد ضحايا لعمليات الاستقطاب. من جهة ثانية تحدثت نجلاء عرفة عن ارتفاع نسبة العنف لدى الشباب والتي تتم ملاحظتها خاصة في الملاعب. وتنطلق ظاهرة العنف من العائلة من خلال معايشة الطفل للعنف اللفظي الذي يلاحظه كضحية في العائلة، ثم في الشارع وبعدها في المدرسة. ثم يتحوّل إلى «فاعل» في المدرسة والملاعب. ولاحظ المرصد أن 37 بالمائة من حالات العنف المرصودة قام بها الشباب. وتم تسجيل 42 بالمائة من حالات العنف لدى الشباب في 2017 وهو نفس الرقم تقريبا في 2018.