أغرقت عصابات تهريب منطقة المحمدية من ولاية بن عروس، بمستودعات تهريب ، لاخفاء اطنان من المواد المهربة والسلع الغذائية المعدة للاحتكار... تونس (الشروق) كانت نقطة الانطلاق، من امام مقر منطقة الحرس الوطني بالمحمدية، وقد استفسارنا احد القيادات الامنية حول حقيقة وجود مستودعات مشبوهة من عدمها، فأجابنا بعد تكتم شديد، ليؤكد انه بالفعل هناك العشرات من المستودعات المعدة لتخزين السلع المهربة والمواد الغذائية من خضر وغلال معدة للاحتكار او بهدف تهريبها نحو القطر الليبي. وتابع مصدرنا ان هناك شاحنات محملة بالبضائع تدل الى المنطقة وتكون تحركاتهم في ساعات متأخرة من الليل ويسلكون مسالك فرعية للوصول الى كل من المحمدية والخليدية ومرناق، وهذه الشاحنات محملة ببضائع يتم افراغها في هذه المخازن السرية. مخازن... مشبوهة وعن أماكن تواجدها، قال مصدرنا انها منتشرة في اخر نقطة في المحمدية وهي بعيدة عن مناطق العمران، وبالقرب من الحنايا، وهي مخازن تابعة لاصحاب مال بعضهم يتعاطى النشاط الفلاحي ولهم اراض فلاحية والبعض الاخر مهربون ، مشيرا الى ان المداهمات السابقة، مكنت من حجز اطنان من السلع المهربة والمواد الغذائية المخزنة بغاية المضاربة. وبتحولنا الى هذه المنطقة التي ترتكز بها العديد من المخازن ذات مساحات شاسعة، فحولنا استفسار بعض المواطنين، الذين ترددوا في البداية ورفضوا الحديث عن تلك المستودعات والبعض الاخر، حاول مغالطتنا، واكد ان اغلبها خاوية، والبعض الاخر ظن اننا من المراقبة الاقتصادية، فاكد ان هذه المستودعات تخزن اطنانا من السلع لا يعلم مصدرها. مهربون... وجدنا رقم هاتف جوال، على مخزن معد للكراء، فاتصلنا بصاحبه، وأعلمناه اننا مهتمون بكراء مستودعه، وان السلع المراد خزنها، قادمة من ليبيا وتتمثل في اغطية صوفية وملابس وألعاب وسلع مختلفة، فكانت اجابته حرفيا «مرحبا بيك وانا على ذمتك». ومن هنا نستنتج ان صاحب هذا المخزن لا يمانع في كراء محله حتى وان كان الهدف تخزين سلع مهربة قادمة من ليبيا. وفي حي السلام، الذين يطلق عليه حي «الصونداج» تنتشر ايضا العديد من المخازن التي لا تعلم عنها السلطات المعنية اي معطيات، وقد وقع تركيزها بالقرب من الاقطاب الفلاحية وهي معدة لتخزين السلع الغذائية القادمة من القيروان وسيدي بوزيد والوطن القبلي، وكذلك من اجل تبريد وتخزين الغلال التي يقع جمعها بجهة مرناق. مقاومة ولكن... وقد أفاد مصدر امني ان مقاومة افة المخازن السرية المنتشرة بحي السلام متواصلة، وانه سبق ان تمت مداهمة العشرات من المستودعات، التي وصفها محدثنا باوكار معدة لاخفاء السلع القادمة من ليبيا والجزائر وتركيا، او هي مستودعات لتخزين سلع تونسية بغاية تهريبها نحو ليبيا. وبخصوص نوعية السلع التي يقع اخفاؤها، اكد محدثنا انها مختلفة فهي تتمثل في الأعلاف والملابس والعجلات المطاطية والسجائر والمواد الغذائية المدعمة. وقال مصدرنا ان هذه المخازن يتم تسوغها من قبل «الكناترية» الذين أصبح في رصيدهم الكثير من الاموال ، وهم يخفون هذه السلع المهربة بغاية ضخها في السوق السوداء او يتهربون من الاداءات الجبائية. شاحنات مشبوهة... على الخط أفاد مصدر من ادارة شرطة المرور ل»الشروق» ان محطة الاستخلاص بمرناق تشهد حركية ملفتة للانتباه في الساعات المتاخرة من الليل، حيث تدخل العاصمة عشرات من الشاحنات المحملة بالبضائع، والتي قال مصدرنا انه لا تعرف وجهتها القادمة منها او التي ستسقر بها. وذكر نفس المصدر أن اغلب هذه الشاحنات تسلك مسالك فلاحية وطرقات فرعية تكون بعيدة عن انظار الوحدات الأمنية، التي قال أنها تقاوم التهريب لكن هذه «البارونات» مازالت تنتشر وتغرق السوق المحلية بالمواد المهربة.