الجزائر (الشروق) قال مصدر ديبلوماسي جزائري إن حكومة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وجهت مذكرة ثانية لأمين عام الاتحاد المغاربي الطيب البكوش، تستفسره فيها عن مسار المذكرة الأولى بشأن عقد قمة مغاربية مستعجلة. وأضاف المصدر ل"الشروق" أن السلطات الجزائرية «أبدت عدم رضاها عن تعاطي البكوش مع المذكرة التوجيهية لطلب عقد اجتماع رفيع المستوى يضم وزراء خارجية الاتحاد كمرحلة أولى». وتعتقد الجزائر أن الأمانة العامة للاتحاد المغاربي «لم تتحرك بشكل فاعل في الترويج للمبادرة الجزائرية بضرورة عقد قمة وزراء خارجية المغرب العربي»، لذلك لم يتبين موعد ولا مكان محدد لتنظيم الاجتماع المرغوب. كما تجهل لحد الساعة مسار المذكرة التوجيهية التي بعثت بها الجزائر إلى أمانة الاتحاد، في ظل تحفظ المملكة المغربية على الفكرة لاعتبارها متعارضةً مع مبادرة «الآلية السياسية المشتركة» بين الرباطوالجزائر، والتي طرحها العاهل محمد السادس. في غضون ذلك، أطلق الأمين العام للاتحاد الطيب البكوش تصريحات «غامضة» بشأن موافقة دول المنطقة على عقد اجتماع عاجل، يبحث سبل تفعيل هياكل المنظمة المجمدة منذ 3 عقود. ومنذ عام 2007، لم تلتئم قمة القادة المغاربية بعد فشل ليبيا في عهد معمر القذافي في استضافة دورة ذلك العام، فيما ظلت الخلافات بين قادة الدول الأعضاء ترهن مصير الاتحاد، وخاصة بين الجزائر وجارتها الرباط. كما تعطلت آلية اجتماعات مجلس وزراء خارجية الاتحاد منذ عام 2003 (آخر دورة عادية،) بينما بادرت الجزائر (في شهر جويلية 2012)، إلى عقد دورة استثنائية لمجلس وزراء خارجية دول الاتحاد، خصصت لمناقشة التحديات الأمنية، ومكافحة الإرهاب في المنطقة المغاربية، وتنسيق السياسات الأمنية. وينص ميثاق الاتحاد المغاربي على أن مهمة مجلس وزراء الخارجية تتلخص "في التحضير لدورات مجلس الرئاسة، والنظر في اقتراحات لجنة المتابعة، واللجان الوزارية المتخصصة، وتنسيق السياسات والمواقف في المنظمات الإقليمية والدولية". ويشترط حضور جميع الأعضاء من اجل صحة عقد دورته العادية الاستثنائية، بدعوة من الرئاسة أو بناء على طلب أحد الأعضاء، وفي حالة رفض المغرب المشاركة ستسقط الدورة الاستثنائية بشكل آلي، ما يؤجل حلم كسر جمود الاتحاد المغاربي إلى سنوات أخرى. ويضم اتحاد المغرب العربي المستحدث في فيفري 1989 كلاًّ من: الجزائر، والمغرب، وتونس، وليبيا، وموريتانيا، لكن خلافات بينية مصدرها الأساسي قضية الصحراء الغربية عصفت بمشروع الوحدة المغاربية.وشكل عام 1994 منعرجًا حاسمًا في العلاقات المغاربية، إذ لم يعقد القادة أي قمة منذ ذلك الحين وأبقيَ على اجتماعات متقطعة بين وزراء الخارجية، فيما شهد العام ذاته إغلاق الحدود الجزائرية المغربية بسبب تبادل اتهامات حول «الإرهاب» بين الحكومتين.