تُحيي تونس الذكرى 66 لاغتيال المناضل الوطني والزعيم النقابي فرحات حشاد المولود في 2 فيفري 1924 بقرية العباسية بقرقنة، بدأ حياته المهنية النقابية بسوسة وكان له نشاط داخل الكنفدرالية العامة للشغل الفرنسية وهو من أبرز مؤسسي الاتحاد العام التونسي للشغل في جانفي 1946 وتولى منصب الكتابة العامة فتكثّف نشاطه النقابي واكتسب شهرة في صفوف الشعب وتعاطفا من قبل العمّال وتجاوزت شهرته المجال الوطني لتصل على المستوى العالمي من خلال زيارته لعديد البلدان مثل واشنطن وبروكسل ونيويورك وكان له دور كبير في الحركة الوطنية وأصبح سنة 1951 القائد الفعلي للحركة الوطنية وتزايد نشاطه من خلاله دعمه للمقاومة المسلحة ماديا ومعنويا فأصبح زعيما وطنيا تميز بحبه لشعبه وتضحيته في سبيل تحرير البلاد وامتلاك شعبية كبيرة أربك نشاطه السياسي والنقابي المستعمر الفرنسي وأصبح يهدد مصالحها وتم التخطيط للتخلص منه بتصفيته جسديا لوضع حد لنشاطه وبالتالي إيقاف أعمال المقاومة فتم تكليف منظمة اليد الحمراء لاغتياله وتم ذلك فعلا في 5 ديسمبر 1952 داخل سيارته بعد مغادرة منزله الكائن برادس بالضاحية الجنوبية للعاصمة فاتبعته سيارة وأطلقت عليه الرصاص أصابت ذراعه وكتفه ولحقتها سيارة أخرى فأطلقت على رأسه النار مباشرة ليفارق الحياة وبعد تأكدهم من وفاته ألقوا به على جانب الطريق وكان اغتيالا غادرا وجبانا لأهم زعماء الحركة الوطنية ورغم اعتقاد فرنسا أن اغتياله سيكون ضربة قاصمة للمقاومة وإجهاض العمل الوطني بالتخلص من زعيمه ولكن بالعكس ازداد الوعي الوطني وساهم ذلك في تأجج المشاعر الوطنية وازدادت إصرارا على التخلص من الاستعمار، ما يمكن قوله إن فرحات حشاد هو أحد الرجال البررة الذين ضحوا بحياتهم في سبيل تحرير البلاد والذي أحب الشعب فأحبه الشعب كذلك.