بمعنويات في السماء وبذكريات 2011، يَطير الترجي الرياضي التونسي اليوم نَحو العَالمية التي بَلغها الفريق بفضل تَتويجه برابطة الأبطال الافريقية على حساب «الأهلاوية». وبعد المُغامرة اليَابانية عام 2011 بقيادة نبيل معلول يُسافر شيخ الأندية اليوم إلى دولة الإمارات ليشارك في المُونديال بحضور سَبع جمعيات قادمة من مُختلف البطولات والقَارات. ومن المُنتظر أن تنطلق الرحلة الترجية عبر «الإماراتية» في حدود الثالثة بعد الزوال ومن المُرجّح أن تضمّ البعثة الرسمية كافة اللاعبين والفنيين والمُسيّرين فَضلا عن بعض القدماء والأحباء المعروفين مثل خالد «الحلاّق». ومن غير المُستبعد أن يلتحق رئيس الجمعية يوم غد بمعسكر الفريق في الإمارات هذا طبعها ما لم يطرأ أيّ تحوير على برنامج الرحلة المُونديالية. طموحات بلا حُدود رَغم أن المُنافسات العالمية مُغايرة تماما للمُستويات المحلية والافريقية فإنّ لاعبي الترجي الرياضي رفعوا سقف الطموحات وأكدوا أن الجمعية قصدت الإمارات العربية رافعة شعار التّحدي. ويحلم نادي «باب سويقة» بالاستفادة من مُغامرته العالمية السابقة في «بلاد الشّمس المشرقة» عام 2011 لتحقيق مكسب كبير في رحلته الحالية في الإمارات. ولئن كان بعض «المكشخين» يُمنّون النفس ببلوغ المُربّع الذهبي بعد تخطي عقبة العَين الإماراتي أو»تيم ويلينغتون» النيوزلندي فإن «الكَابتن» خليل شمّام «فاجأ» الجميع وقال على الملأ إن النادي اتّعظ من درس اليابان وسيلعب هذه المرّة ب»تَكتيك» عال وتركيز كبير للوصول إلى الدّور نصف النهائي وَلمَ لا «الفِينال». تحضيرات كبيرة يَرفض الترجي الرياضي الظهور في الكأس العالمية بشعار العِبرة بالمشاركة ويحلم سفير الكرة التونسية بتحقيق إنجاز فريد في مسيرته الكروية. وهذه الأماني العَريضة تحتاج إلى تحضيرات كبيرة وذلك ما يقوم به النادي منذ حصوله على رابطة الأبطال يوم 9 نوفمبر. ذلك أنّ الجمعية عملت على العودة بقوّة في سباق البطولة المحلية دون أن تَستنزف كامل طاقاتها استعدادا للمُونديال. وقد بذل المُشرفون على الجَانبين الطبي والبدني مجهودات قِياسية لتأهيل اللاعبين المَوجوعين حتى تَخوض الجمعية هذه المُغامرة العالمية بجلّ «أسلحتها» الأساسية. كما أجرى الفريق أربع حصص تدريبية متبوعة بمواجهة ودية ضدّ سكرة وتكفّلت لجنة المُتابعة والتَقييم التي يقودها عثمان النّجار ب»رَصد» أنشطة الخصوم المُفترضين للترجي في المونديال. وقد انصبّ التركيز بالدرجة الأولى على العَين الإماراتي خاصة بعد أن ساد الاعتقاد في صفوف «المكشخين» بأن مُمثّل الإمارات هو الأقرب لمواجهة الترجي في الدّور ربع النهائي يوم 15 ديسمبر الجاري. استعدادات على جميع الواجهات بالتوازي مع التحضيرات البدنية والفنية حَرص أهل الحلّ والعقد في الحديقة «ب» إلى إنجاح الرحلة الخليجية من الناحيتين الجماهيرية والتنظيمية. وقد نجح أهل الدار في استقطاب أكثر من ألف «مكشّخ» سيتحوّلون في شكل عائلات إلى دولة الإمارات ليلتحموا هُناك بالجالية التونسية ويصنعوا معا الحدث في الكأس العالمية. وكانت هيئة المدب قد كلّفت كذلك رئيس فرع كرة القدم والمُكلف بالبروتوكولات رياض بالنّور وخميس الدريدي بالسّفر إلى العَين قبل وصول البعثة الرسمية. وقد قام بالنور والدريدي بالتثبّت من توفّر جميع سبل الراحة وكافّة مُمهدات النَجاح طيلة فترة الإقامة في الإمارات. الإحاطة ضرورية أشرنا في عدد سابق إلى أنّ «إقصاء» الثنائي وائل العربي ومحمّد علي اليعقوبي من القائمة المُونديالية سَيُفرز نَوعا من الإحباط خاصة أن الأمر يتعلّق بتظاهرة كروية عالمية ويتمنّى أيّ «كوارجي» اللّعب تحت أضوائها ولو لدقائق معدودة. ونعود اليوم إلى هذا الموضوع لنشير إلى أن العربي أكد احترامه الشديد لخيارات المدرب الذي كان «مُكرها» على التقيّد ب 23 لاعبا حسب ما تنصّ عليه لوائح اللّجان التَنظيمية للمونديال. ورغم أن ردّة فعل العربي تعكس روح المسؤولية والعقلية الاحترافية للاعب فإن ملامح وجهه لم تُخف شعوره بالإحباط وهو ما يستوجب عناية خاصّة بالجانب المعنوي لوائل العربي والأمر نفسه بالنسبة إلى اليعقوبي الذي خَانته الجاهزية. ويُحسب لأهل الدار ترسيم هذا الثنائي ضمن البعثة «المُوسّعة» للجمعية ليعيشا مع بقية رفاقهم هذه اللّحظة التاريخية ولومن فوق المدرجات وضمن المحبين القادمين من كلّ مكان لنُصرة الترجي. قائمة اللاعبين المَدعوين للمونديال معز بن شريفية – رامي الجريدي – علي الجمل – علي المشاني – أيمن محمود – شمس الدين الذوادي – إيهاب المباركي – سامح الدربالي – خليل شمّام – حسين الربيع – أيمن بن محمّد – فرانك كوم – فوسيني كوليبالي – أمين المسكيني – غيلان الشعلالي – محمّد علي بن رمضان – آدم الرجايبي – أنيس البدري – يوسف البلايلي – سعد بقير – طه ياسين الخنيسي – بلال الماجري – هيثم الجويني.