رغم تأكيد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على العناية بالأفراد ذوي الإعاقة ، إلا أن أغلبهم يعاني من الإقصاء اجتماعيا و اقتصاديا، على غرار حالة أكثر من 50 معوقا بقرية اللواتة التي تقع على بعد 15 كلم من مدينة القصور بجهة الكاف . الكاف الشروق: جميلة الشرفي ( من مواليد 1953) أرملة تقطن بمنطقة اللواتة من معتمدية القصور ، لها 04 أبناء منهم اثنان معوقان و هما نور الهدى أو كما يسمونها "مريم" من مواليد 1986 حسب بطاقة إعاقتها ,و بوبكر من مواليد 1999 يحمل إعاقة في السمع و النطق . و نظرا لعدم وجود أي إمكانية للتواصل معهما فقد أكدت لنا جميلة أنهما يعانيان من هذه الإعاقة منذ الولادة ، بما حال دون التحاقهما بمقاعد الدراسة أو حتى استخراج بطاقات تعريف وطنية ، و على تدهور حالتي الاجتماعية فإنني لم أتمكن من علاجهما بما عمق أزمة إعاقتهما و جعلني في حيرة من أمري تجاه مستقبلهما . جميلة تعاني هي أيضا من إعاقة و هي تتناول مثل ابنيها أدوية عالية الكلفة ، و مع غياب وسيلة نقل تقلهما للقاء الطبيب و ارتفاع كلفة كراء سيارة من اللواتة إلى القصور فإن هذين المعوقين لا يفارقان القرية إطلاقا بل إنهما يستمران في إطلاق أصوات غريبة سيما عندما تنعدم جرعة الدواء . تحسين المسكن جميلة تحدثت ل "الشروق" و كلها ألم و حرقة على وضعية ابنيها لعدم توفر ثمن شراء الحفاظات و توجهت بالشكر الجزيل للسيد الأسعد المعشاوي ( معتمد القصور) لتعاطفه معها و إقناعها بأن وضعية إنقاذ عائلتها تتجاوزه إلا أنها تذمرت من عدم تمكينها من القسط الثاني لتحسين المسكن بعد أن طُلب منها تسديد القسط الأول(3000د) الذي تسلمته منذ 3 سنوات لبناء مسكن و لو بالخصم من المنحة(150د) التي تتقاضاها شهريا ، كما أضافت أن ابنها المتزوج يقطن معها في نفس البيت وسط انعدام لوسائل التدفئة والأغطية والحشايا. و رغم حالتها الصحية المتدهورة فهي تتوجه إلى الأسواق والمقاهي لتوفير قوت عائلتها و ذلك في غياب تام لأي تدخل اجتماعي . بلا أدوية خليفة كرعود قاطن بنفس المنطقة له ابنان معوقان و هما جابر من مواليد 1988 و سامح من مواليد 1994 طالب بتمكين ابنيه من منحة إعاقة بعد انقطاعهما عن الدراسة لعدم توفر شروط الرعاية الاجتماعية بما أزم وضعيتهما النفسية . و قد طالب الجهات المعنية الالتفات إليه و معاينة مسكنه المتداعي للسقوط و مساعدته على شراء الأدوية لابنيه لما يشكلانه من خطر بالمنطقة . من جهته بين معمر الخضراوي معوق وناشط بالمجتمع المدني أن التجمع السكني اللواتة بالقصور به حوالي 50 معوقا و إذا عممنا ذلك على معتمدية القصور يصبح حوالي 320 يعانون من الإعاقة ويصل الرقم إلى حوالي 3450 بولاية الكاف لكن جلها يتلقى الرعاية بالمحسوبية بما لا يتجاوز 20 % إضافة إلى عدم تمتعهم بمنح أو حتى بطاقة إعاقة بما جعلهم يعيشون على الصدقات و التسول وسط الشوارع و المحلات العمومية والأسواق. وعلى ضعف الشبكة الجهوية للجمعيات التي تهتم بالصم والبكم والمعوقين فإن الوضعية أصبحت كارثية خاصة لدى العائلات محدودة الدخل. فكان من المفروض أن يتم توفير حافلة تجوب المناطق الريفية والحضرية لتجميع هذه الحالات والعناية بها ، إلا أن هذه الخدمات غائبة تماما باستثناء بعض المعتمديات مثل الدهماني والكافالمدينة والسرس دون أن تشمل الرعاية مختلف الحالات. ورغم الخدمات التي كان يسديها مركب الطفولة بالقصور لأبناء العائلات محدودة الدخل وتمكينهم من وجبات غداء وبعض الملابس والأدوية والأغطية إلا أن إغلاقه على ذمة التهيئة قد أفقد الجهة هذا المكسب وجعل الفقراء والمحتاجين بلا سند يحميهم من الضياع والتشرد. قلة الموارد وحول توفر حافلات ببعض الجمعيات بين طرف مسؤول بجمعية رعاية الأشخاص القاصرين ذهنيا أن الجمعية بلا موارد و هي توفر مستحقاتها من الهبات بما حال دون إصلاح الحافلات المعطبة لنقل الأشخاص القاصرين ذهنيا من الأرياف و تمكينهم من العناية اللازمة بمقر الجمعية ، إضافة إلى عدم توفر موارد لمساعدة منظورينا على اقتناء الأدوية و توفير الأكلة اللازمة . وحول معاملة الأشخاص المعوقين داخل المقرات التي يشرف عليها الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي تبين أنها لا تستجيب لرعاية المسنين والصم و البكم لعدم توفر مختصين في المجال بما يجعل وزارتي المرأة و الشؤون الاجتماعية أمام حل وحيد و هو فتح ملف الجمعيات والمقرات التي تعنى بهذه الفئات الاجتماعية و تعميم خدماتها للحد من الوضعية الكارثية التي وصل إليها الإنسان في ربوع الكاف. معتمد القصور يوضح " الشروق" التقت الأسعد المعشاوي معتمد القصور فبين أن جميلة الشرفي قد تم إدماجها ضمن برنامج إزالة المساكن البدائية و تحصلت على قسطين لبناء مسكن مساحته 30م 2 بكلفة جملية تصل إلى 15 ألف دينار توصلت منها ما يفوق 7 آلاف دينار في انتظار صرف بقية المبلغ . وحول تسديدها للمبالغ أوضح أنها مطالبة بدفع مبلغ رمزي قدره 14 دينارا شهريا بعد سنتين من بناء المسكن . أما بالنسبة إلى الأدوية فتعهد بالاتصال بمصالح الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي لتمكينها من شراء الدواء لابنيها المعاقين و بإمكانها القيام بالإجراءات القانونية لكي يستخرجا بطاقات تعريف وطنية . و فيما يتعلق بالرعاية للأشخاص ذوي الإعاقة بمنطقة اللواتة فهي من مشمولات جمعية القاصرين ذهنيا بالدهماني . أرقام و دلالات 50 عدد الأشخاص المعوقين بقرية اللواتة القصور 3450 هو عدد الأشخاص المعوقين بولاية الكاف 20 % من المعوقين يتلقون الرعاية