أفتتحت صباح أمس في إطار الدورة العشرين لأيٌام قرطاج المسرحية الندوة الفكرية التي يشرف عليها الدكتور عبدالحليم المسعودي وستختتم اليوم السبت. تونس - الشروق الكتابة المسرحية اليوم تحولاتها ورهاناتها في الدرامي وما بعد الدرامي هو عنوان الندوة الفكرية الثالثة التي ستختتم اليوم السبت وقدٌم الدكتور عبدالحليم المسعودي لهذه الندوة بكلمة ممٌا جاء فيها « إن الناظر للمسرح العربي اليوم سيلمس مدى أهمية التساؤل حول تحوٌلات الكتابة المسرحية ورهاناتها في سياق هذا الواقع السياسي والثقافي المتحول بشكل مذهل كما سيدرك تراجع الكتابة المسرحية الدرامية أمام تصاعد كتابة أو كتابات مسرحية جديدة تارة بحجة التجديد والتحرر والتجريب وطورا آخر استجابة لمحاكاة أو تقليد شكلاني رفضته ثقافة مسرحية مهيمنة» ويضيف«إن الناظر اليوم في واقع المسرح العربي سيدرك أن المفارقة عجيبة تخترقه بشكل ظاهر وخفي في ذات الوقت وهي مفارقة لا تخص الكتابة المسرحية فحسب ومشاغلها بل موقع هذه الممارسة أصبحت شبه عاجزة على إستيعاب الواقع الذي بات أكثر انفلاتا». وترأست الدكتورة حياة حمدي الجلسة الاولى التي تحدٌث فيها الاساتذة حمدي الحمايدي ومحمد مومن ومحمد المديوني ، البداية كانت مع الدكتور حمدي الحمايدي الذي تُحدِّث عن الكتابة الدرامية ورطة المسرح العربي ومحاولة الخروج منها المسرح التونسي نموذجا التي اعتبر فيها أن علاقة التوتر بين العرب والمسرح مازالت مستمرة بعد قرن ونصف على ولادة المسرح العربي وفسر هذا التوتر بسبب خيبة الجمهور في انتظاراته واعتبر أن المسرح مر بمراحل بعد الانبهار بالمسرح الغربي الذي استهوى النخب ومحاولات المسرحيين تطويع المسرح ليكون أقرب الى المتلقي. واستحضر الحمايدي مقولة كاتب ياسين الذي اعتبر أن اللغة الفرنسية كانت غنيمة حرب وكذلك كان المسرح الذي استعمله العرب في مواجهة محاولات الاستلاب الاستعماري وكانت البداية باستحضار شخصيات مثل عطيل ونصوص أخرى مستوحاة من التاريخ مثل صلاح الدين الأيوبي ولاحظ الحمايدي أن هناك ارتباطا وثيقا بين الاحتفالية والفضاءات المفتوحة ولكن هناك غياب للتسؤلات ذات بعد ميتافيزيقي واعتبر الحمايدي أن هناك تصحرا فرجويا وترييفا منظما للمدن وهذا يتناقض مع جوهر الممارسة المسرحية باعتبار ارتباط المسرح بالمدينة. المداخلة الثانية كانت للدكتور محمد مومن بعنوان مسارح ما بعد الدراما وبعد ؟ أين تنتهي الدراما والدرامي ؟ ولخص مومن مداخلته بالقول «مبحثنا لا يسأل البدايات متى تبدأ الدراما وإنما يتساءل عن "النهايات" أين تقف الدراما؟ مثل هذا السؤال ينتمي الى محالة الى تلك البحوث التي تدرس هويات الفنون بالنظر في نشأتها ونشوئها وتحاول تحديد الملامح التي تميزها عبر الأزمان التي تمرّ بها سنسعى في دراستنا المختصرة هذه أن نبين كيف يمكننا فهم المسرحة كفن درامي مفتوح على كل الأشكال التعبيرية واللغات الأخرى ولكن في حدود الدرامية والنظر في هذه المسألة ستؤدي بِنَا الى فحص مسألة خطيرة وهي معرفة إن كانت أنواع التجارب التي تنضوي ضمن ما يسمٌى بمسارح ما بعد الدراما هي فعلا مسارح قطعت مع الدرامية وفي الحالة هذه ما معنى تشبثها بكل إصرار على الانتماء الى المسرح هل تمثٌل تجارب ما بعد الدراما حقا مرحلة جديدة من شأنها أن تنمي المسرح وتطوره تغنيه وتثريه». وكانت خاتمة الجلسة الأولى مع الدكتور محمد المديوني في مداخلة بعنوان أسئلة المرجعيات والرهانات وتحدٌث في مداخلته عن ولادة مصطلح ما بعد الدرامي في الثمانينات بظهور كتاب الباحث الألماني تيز ليمان بعنوان المسرح ما بعد الدرامي وقد «نشأت في إطار المسارات التي عرفتها البحوث الموجٌهة للمسرح جوهرا وتاريخا «وتساءل المديوني هل يمثل المسرح ما بعد الدرامي أفقا للابداع المسرحي أم هو مرحلة عابرة». مداخلات أخرى تواصلت الندوة أمس مع جلستين كانت الأولى بعنوان المؤلف وأقنعته الجديدة وتولت رئاستها الدكتورة آمال قرامي وشارك فيها الأساتذة فوزية المزي فرضيات تجربة ما بعد الدراما في المسارح العربية القول الفصل مقابل سؤال الفراغ وأم الزين بن شيخة الكتابة المسرحية ما بعد الدرامية مقاربة فلسفية وحاتم التليلي تمارين على الاقامة في ألمانيا بعد وكانت الجلسة الثالثة برئاسة الدكتورة فوزية الزواري والتي شارك فيها خزعل الماجدي من العراق الكتابات المسرحية الجديدة نهاية الخطاب أم ابتكار لفرجة جديدة ومحمد سيف من العراق الدرامتورجيا الركحية وتحديات الكتابة المسرحية المعاصرة وجيل كوستار من فرنسا المسرح من الصمت الى التشظي أو الانفجار. وستختتم الندوة صباح اليوم السبت بمشاركة حمادي الرديسي وأسامة غنم وجيرار أستور ومحمد عبازة وحمٌادي المزي ونورا آمين وخالد الرويعي وقاسم البياتي.