على الرغم من الإعلانات التي قدمها الرئيس ايمانويل ماكرون استجابة لعدد من مطالب «السترات الصفراء»، فإن المحتجين يتظاهرون اليوم السبت. ودعت الحكومة الفرنسية الى الهدوء، مخافة تكرار مشاهد العنف والفوضى والتخريب التي هيمنت على احتجاجات السبت الماضي والسبت الذي سبقه . باريس (وكالات) في موجة خامسة من الاحتجاجات التي تشهدها فرنسا، أعلن عدد من ممثلي حركة «السترات الصفراء» تنظيم مظاهرات، اليوم السبت، على الرغم من تقديم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعودا بزيادة الحد الأدني للأجور بدءًا من العام المقبل، وإلغاء الزيادات المرتقبة على الضرائب المفروضة على المتقاعدين الذين يتقاضون أقل من ألفي أورور. وخرجت التظاهرات التي بدأت في السابع عشر من نوفمبر الماضي، للاحتجاج على قرارات الحكومة بزيادة الضرائب المفروضة على الوقود، إلا أن الأحداث تطورت لتظهر مطالبات برحيل الرئيس الفرنسي، الذي اضطر إلى التراجع عن خطته التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط، والتحول إلى استخدام طاقة نظيفة. وقدر خبراء الصناعة خسائر التجار من جراء الاحتجاجات، التي وصفها وزير المالية الفرنسي برونو لو مير ب»الكارثة»، بمليار يورو على الأقل.كما قال العاملون في قطاع السياحة إنهم تضرروا من الأزمة ، التي تتزامن مع أحد المواسم السياحية، بعد أن انخفضت حجوزات الفنادق، بقيمة تتراوح بين 40 إلى50 %، مقارنة بنفس التوقيت من العام الماضي، وذلك حسبما نقلت صحيفة واشنطن بوست. وفي المقابل اتهم المشاركون في «السترات الصفراء»، التي تتخذ من مواقع التواصل الاجتماعي منبرًا لها، اتهمت الحكومة بأنها التي دبرت حادث «ستراسبورغ». إذ أورد موقع The local France ، أن مجموعات السترات الصفراء على «فيس بوك»، امتلأت باتهامات للرئيس الفرنسي بأنه «يريد صرف الانتباه عن الأزمة الحالية التي هزت منصبه». ورأى المعلقون أنه تم إعداد هذا الهجوم كي يكون عذرًا مثاليًا لمطالبة المحتجين بإلغاء تظاهرات السبت القادم. كما أورد الموقع تغريدات صحفي وكالة الأنباء الفرنسية جويلوم جودان، التي قال في إحداها «إنهم يريدون أن يزرعوا الخوف كي لا يخرج الناس إلى الشوارع». ومن جهته قال قائد شرطة باريس ميشال ديلبيش إن سيارات مدرعة والآلاف من عناصر الأمن يتم نشرهم مرة أخرى في العاصمة الفرنسية اليوم السبت، تحسبا لاندلاع احتجاجات عنيفة لخامس عطلة أسبوعية على التوالي. وصرح ديلبيش لإذاعة آر تي إل أمس الجمعة بأن أجهزة الأمن تنوي نشر الأعداد نفسها: حوالي 8000 شرطي و14 عربة مدرعة مرة أخرى في باريس.وأضاف ديلبيش أن أكبر اختلاف سيكون نشر المزيد من أفراد شرطة الدوريات للقبض على المخربين الذين جابوا الشوارع حول الشانزليزيه في عطلة الأسبوع الماضي، مما تسبب في وقوع أضرار وعمليات نهب. وقتل متظاهر سادس في احتجاجات "السترات الصفراء" هذا الأسبوع، عندما ضربته شاحنة عند أحد الحواجز. وعلى الرغم من أن السلطات ناشدت المتظاهرين وقف الاحتجاجات، لا تبدو مؤشرات على تراجع هذا الحراك الذي هز البلاد. رأي خبير الكاتب الفرنسي اورني فرنات: الجميع تقريبا يتفق على شرعية مطالب الحركة الاحتجاجية، الا أن مظاهرات السبت التي أصبحت «طقوسا» في باريس وفي بعض المدن الفرنسية، لا يستفيد منها في الحقيقة سوى المتطرفين والمخربين. ولا نسمع سوى دوي القنابل اليدوية. ولا نرى سوى مشاهد الحرق والتخريب لأثاث الشوارع والمتاجر والسيارات، مما يخفي الهتافات التي تجسد المطالب الرئيسية للحركة لإعادة تقييم القدرة الشرائية والمعاشات.