تتراجع الادارة التركية كل يوم خطوة الى الوراء في عدائها للرئيس السوري بشار الاسد الذي لطالما أصرت على رحيله تحت أي ظرف وفي آخر موقف لها اعلنت عن استعدادها التام للتعامل معه في حال فاز بالانتخابات. أنقرة (وكالات) وأعلنت تركيا، امس، على لسان وزير خارجيتها، مولود جاويش أوغلو، إنها قد تفكر في التعامل مع الرئيس السوري، بشار الأسد، وفق شرط واحد، في أحدث التصريحات التي تبدي مرونة إزاء الأسد، بعد مواقف تركية متشددة إزاءه استمرت سنوات. وقال أوغلو في تصريحات أثناء مشاركته بمؤتمر في الدوحة: «إذا فاز الأسد في انتخابات ديمقراطية سنفكر في العمل معه»، على ما أوردت وكالة «رويترز». وكانت تركيا تبنت موقفا متشدد إزاء الأسد مع اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام2011، مشددة على ضرورة رحيل الرئيس السوري، وظلت متمسكة بهذا الموقف لسنوات، وبالتوازي كانت تعلن دعم الفصائل المسلحة في هذه الحرب. لكن مع انقلاب موازين القوى على الأرض لصالح الحكومة السورية في حربها ضد المجموعات الارهابية، بدأت أنقرة تبدي بعض المرونة تجاهه. وظهرت هذه المرونة مع التقارب الذي حدث بين تركيا وروسيا في الملف السوري خلال العامين الماضيين. وفي عام 2017، قال نائب رئيس الوزراء التركي السابق، محمد شيمشك، إن الحقائق على الأرض في سوريا قد تغيرت كثيرا»، وبالتالي «لم يعد واقعيا أن تصر أنقرة على تسوية الصراع في سوريا من دون مشاركة بشار الأسد». وتنتهي من الناحية النظرية ولاية الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2021، بعدما فاز في انتخابات عام 2014. وجرت عملية التصويت حينها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، لكن لم تجر في مناطق كبيرة في شمال وشرق سوريا التي كانت تسيطر عليها الفصائل الارهابية. وفي سياق آخر أفادت وكالة «الأناضول» التركية أن الإدارة الأمريكية تمارس ضغطا على الفصائل السورية المسلحة المدعومة من أنقرة محذرة إياها من المشاركة بالعملية العسكرية التركية المتوقعة شرق الفرات. وذكرت الوكالة التركية الرسمية امس أنها اطلعت على رسالة بعث بها مسؤولون أمريكيون إلى «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» و»الجيش السوري الحر». وتنص الرسالة، حسب الوكالة، على أن مشاركة «الائتلاف» و»الجيش الحر» بأي شكل في العملية المتوقعة ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية ستعني هجوما على الولاياتالمتحدة وقوات التحالف الدولي، مما سيؤدي إلى صدام مباشر معها. وأكدت الرسالة أن القوات الأمريكية و»قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل «وحدات حماية الشعب» عمودها الفقري «في حالة متداخلة مع بعضها البعض»، ولذلك لا يمكن مهاجمة «قسد» دون استهداف قوات التحالف بقيادة الجيش الأمريكي والاشتباك معها. ونقلت الوكالة : «حينما ترقص الفيلة عليك أن تبقى بعيدا عن الساحة». وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل ثلاثة أيام أن بلاده بصدد إطلاق عملية عسكرية ثالثة ضد المقاتلين الأكراد في شمال سوريا، وستكون هذه المرة في شرق الفرات. وكان التحالف الدولي بقيادة أمريكا، قد نشر بيانا أكّد فيه تعاونه مع الأكراد السوريين ومواصلته عملياته في شمال شرقي البلاد، وجاء ذلك على خلفية تهديدات تركيا بشن عملية عسكرية ضد الأكراد. وقال التحالف في بيانه: «تبقى مهمة التحالف في شمال شرقي سوريا دون تغيير. نحن نواصل عملياتنا العادية، بما في ذلك مراكز المراقبة في المنطقة الحدودية (على الحدود بين سورياوتركيا)، لحل المشاكل الأمنية لحليفتنا في الناتو تركيا. ونحن لا نزال ملتزمين بالتعاون مع شركائنا المحليين (الأكراد) لضمان هزيمة داعش».