من كان يَتحسّر على المُربّع الذَهبي فإن هذا الحلم أصبح في خَبر كان وما على أبناء الشعباني سِوى ردّ الاعتبار في اللّقاء الترتيبي أمام «غوادالاخارا» هذا في انتظار مُشاركة عالمية أخرى يكون فيها الترجي أكثر جَاهزية لمِثل هذه المواعيد الدولية الضّخمة. وَتترقّب الجماهير الترجية ردّة فعل قَوية في المُواجهة المكسيكية أملا في نسيان الهزّة العَنيفة أمام العَين الإماراتي. ولاشك في أن الهيئة المُديرة وضعت اللاعبين أمام مَسؤولياتهم لإنقاذ الموقف من خلال تحقيق انتصار معنوي قبل حزم الحقائب والعودة إلى تونس. مكسب مُهمّ تَنازل الترجي عن حلم المُربّع الذهبي ومُواجهة «ريفر بلايت» الأرجنتيني لكن الأمَاني مازالت مُمكنة لتحقيق مكسب «صَغير» يُوثّقه التاريخ ويُخفّف من وطأة الصّدمة التي تلقّتها الجماهير في لقاء العَين. المكسب المُتحدّث عنه يَتمثّل في الحصول على المركز الخَامس وهو إنجاز لم يَعرفه الترجي من قَبل بما أن سفير الكرة التونسية كان قد أنهى مُغامرته المُونديالية السّابقة في الملاعب اليابانية عام 2011 في المرتبة السادسة بعد هزيمتين مُثيرتين ضدّ السدّ القطري و»مُونتيري» المكسيكي. وتبدو الفُرصة مُناسبة ليقتلع الترجي المركز الخَامس وليَبصم كذلك على أوّل انتصار في المُونديال. وهذا الأمر طبعا رهن الإطاحة ب»غوادالاخارا» الجَريح بدوره على يد اليابانيين. وبالتوازي مع الجَانب الرياضي سيجني الترجي مداخيل جيّدة عند احتلال المركز الخامس الذي كانت «الفيفا» قد رصدت لصاحبه حَوالي 1 فاصل 2 مليون أورو في النسخة السابقة من المُونديال مُقابل 850 ألف أورو لصاحب المرتبة السّادسة. ولاشك في أن المُعطى المالي قد لا يعني شيئا أمام المَجد الكَامن في بلوغ المحطّتين النهائيتين من المُونديال لكن الترجي سيقاتل للظّفر بالنصيب المذكور من المال حتى لا تكون خَسارته شَاملة في الرحلة الإماراتية. عَين على مُنافس الترجيين يُعتبر فريق «ديبورتيفو غوادالاخارا» من الأندية العريقة بما أنه ظهر إلى الوجود عام 1906 ويملك خصم الترجيين سِجلاّ ثريا على الصّعيد المحلي وهو ما يؤكده عدد بطولاته (12) وكؤوسه (4). هذا فَضلا عن فوزه ب»السُوبر» المكسيكي في سَبع مُناسبات. وقد نجح الفريق المكسيكي المشهور بإسم «شيفاز» في حجز مقعد في المُونديال الإماراتي بفضل إحرازه على دوري أبطال «الكُونكاكاف» عام 2018 وقد جاء هذا التَتويج لإنهاء عقود من الصّبر والانتظار بما أنّ «غوادالاخارا» لم تُحرز على اللّقب المذكور منذ عام 1962. وينحدر منافس «المكشخين» من منطقة «غوادالاخارا» المشهورة بالزّهور وصناعة الزّجاج والفخّار. وكان الفريق المكسيكي قد استهلّ مُونديال الإمارات بهزيمة مُثيرة أمام «كَاشيما» الياباني (3 مُقابل 2). غضب كبير المنطق يقول إن سقوط الترجي في فخّ العَين تَتحمّله كل الأطراف من مدربين ولاعبين ومسؤولين خاصّة بعد أن ساد الاقتناع في صفوف المتابعين بأن الفريق أساء التحضير لهذا الموعد العالمي على كلّ المُستويات. ورغم أن «إدانة» الشعباني من تَحصيل الحاصل فإنّ عددا من أنصار الترجي صَبّوا جام غضبهم على ترسانة النُجوم الذين لم يُقدّموا المطلوب كما هو شأن الشعلالي والبلايلي والبدري والخنيسي. ويتزامن هذا الهجوم الجماهيري على نجوم الجمعية مع التصريحات النارية للشعباني الذي «اتّهم» بعض لاعبيه ب»التَقصير» في أداء الأمانة بسبب «أنانيتهم» المُفرطة وتفكيرهم في الجانب الفردي على حساب المجموعة. والحقيقة أن هذه القراءة لا تخلو من الصِّحة خاصّة أن «ظاهرة الفردانية» كانت جَليّة في أداء بعض نجوم الترجي كما أن هذه الظاهرة السلبية معروفة في منتخبنا الوطني (الخزري نَموذجا). تغييرات من المُرجّح أن تشهد التشكيلة الترجية بعض التغييرات مُقارنة بالتركيبة التي بدأ بها الشعباني لقاء العَين. ومن الواضح أن الحالة الصحية للاعبين قد تُؤثّر في خيارات مدرب الترجي بما أن «الكَابتن» شمّام مثلا اشتكى من بعض الأوجاع التي حَرمته من إكمال المُباراة الافتتاحية. وقد يَحتجب شمّام عن مُواجهة المكسيكيين إذا تأكد طبيب الفريق بأنّه غير جاهز للّعب وذلك على عكس سعد بقير الذي قد يُسجّل حضوره في المباراة الترتيبية بعد أن كان قد اكتفى بالجلوس على بنك البدلاء في لقاء العَين. وقد يظفر سعد بمقعد الشعلالي الذي كان من «المغضوب عليهم» في المقابلة السّابقة وذلك لتواضع أدائه. وفي كل الأحوال سيكون الشعباني أمام حتمية تعديل الأوتار ليظهر الترجي بالمستوى الكبير الذي خاض به «فِينال» رابطة الأبطال لا بذلك الوَجه الشاحب الذي فاجأ به الجميع أثناء لقاء العَين. من أجل عيون الجمهور رغم الخيبة الكبيرة أمام العَين فإن أحباء الترجي كانوا عُنوانا للتميّز من خلال تواجدهم القياسي في المدرجات وتشجيعهم الاستثنائي للفريق المُطالب بالفوز في اللقاء الترتيبي من أجل مُصالحة أنصاره المُرابطين في الإمارات وأولئك الذين يُتابعون الجمعية من تونس وبقية دُول العالم.