بين مستحسن ومستاء اثارت جوائز الدورة ال20 من ايام قرطاج المسرحية بعض الانتقادات ممن رأوا فيها جانبا كبيرا من «الترضيات» والمجاملات في حين اعتبرها البعض الآخر عادلة في جزء كبير منها... تونس «الشروق» أسدل الستار مساء امس الأول على الدورة ال20 من ايام قرطاج المسرحية التي انطلقت السبت 8 ديسمبر الجاري باحتفالات انطلقت من شارع الحبيب بورقيبة في حين احتضنت مدينة الثقافة سهرة الافتتاح. وتواصلت الأيام على امتداد أسبوع شهدت فيه العاصمة حركية خاصة في قاعات العروض التي قدمت لجمهور الفن الرابع عروضا من مختلف بلدان العالم . ومثل كل المهرجانات في العالم اختتمت أيام قرطاج المسرحية بتوزيع الجوائز على الفائزين وفي المسابقة الرسمية تحصلت تونس على جائزتين أفضل اخراج لحمادي الوهايبي عن مسرحية «جويف «و جائزة أفضل عمل متكامل منحت ل «ذاكرة قصيرة» في حين ذهبت جائزة أفضل سينوغرافيا للفنان جواد الاسدى عن عرض «تقاسيم على الحياة» وفاز الممثل السوري يوسف المقبل بجائزة افضل اداء رجالي . جوائز الدورة ال20 من ايام قرطاج المسرحية صاحبها الكثير من الجدل ممن وصفوها بجوائز «الترضيات « والمجاملات على حد تعبيرهم. بل ذهبوا الى أكثر من ذلك. اذ أكد عدد من اهل القطاع ان هناك اعضاء في لجان التحكيم لا علاقة لهم بالمسرح متهمين الهيئة العربية للمسرح بالتدخل في المهرجان وجوائزه والضغط عليه حتى تفقد الأيام مصداقيتها... أياد خفية تتحكم في جوائز الأيام ولم يخف الممثل والمسرحي جمال العروي غضبه مما يحدث في ايام قرطاج المسرحية منتقدا جائزة العمل المتكامل التي ذهبت الى العرض التونسي «ذاكرة قصيرة» ويقول في هذا الصدد « صحيح أننا سعدنا بالجوائز التي تحصلت عليها تونس لكن لابد من النظر الى الأمور بموضوعية. هذا العمل اختارته الهيئة العربية للمسرح التي سميتها بحكومة الظل في المهرجان ليكون في مهرجان الإمارات دون اي حظوظ وهذه لعبة من الهيئة حتى تضرب مصداقية المهرجان ومكانته وتبقى هي الرائدة في العالم العربي . « يضيف جمال العروي « هناك أياد خفية تريد تشويه المهرجان مثلما تعرضت بعض الأعمال الى الظلم. وكنا ننتظر جائزة افضل ممثل لحسام الغريبي بشهادة الجميع وايضا المسرحية العراقية كانت ممتازة لكن للاسف لجان التحكيم لديها حساباتها ومصالحها الخاصة وادارة المهرجان غائبة وخاضعة للإملاءات ..،» العروي قال ايضا ان عددا من المسرحيين غاضبون مما يحدث في ايام قرطاج المسرحية من تدخل الهيئة العربية للمسرح الى جانب بعض اعضاء لجان التحكيم الذين ليس لديهم علاقة بالمسرح ونفس الشيء بالنسبة لعدد من الضيوف كذلك اختيار العروض فيه الكثير من المحاباة والمصلحة الشخصية على حد تعبيره مطالبا بضرورة الدفاع عن المهرجان وتقييم الدورة الفارطة وهذه الدورة والمحاسبة خاصة أن الميزانية مهمة حسب جمال العروي الذي يقول ايضا « للأسف لاحظنا أن جزءا كبيرا منها ذهب في السهرات...» جوائز المهرجانات فيها «البيع والشراء» ولم يمنعه تتويجه في ايام قرطاج المسرحية من انتقاد جوائز المهرجان التي وصفها « بالبيع والشراء « هو الممثل والمخرج المسرحي عبد العزيز المحرزي يقول « كنت من ضمن اعضاء لجان التحكيم في عديد المناسبات واعرف جيدا ان الجوائز فيها ما يسمى بالبيع والشراء اي اسندك جائزة في هذا المهرجان لتسندني اخرى في مهرجان آخر و«يضيف المحرزي» جائزة حمادي الوهايبي يستحقها. لكن لابد من القطع مع عقلية ارضاء الجميع والمجاملات وإسناد الجوائز باسم الصداقات والمحاباة ...» ومن جهة اخرى يقول صاحب مسرحية «الطيب ككح» «وحتى نتجنب جزءا كبيرا من هذه المعاملات في اسناد الجوائز لابد لاي عمل مشارك في مسابقة المهرجان ان لا يكون لديه من يمثله في لجنة التحكيم وبالتالي نضمن شيئا من المصداقية في الحكم على الإنتاجات .» واكد عبد العزيز المحرزي على ضرورة الإنصاف حتى تكون النتائج مقنعة وفي نفس الوقت يحافظ المهرجان على مصداقيته وقيمته في تونس وفي العام. الجوائز لم تخل من «الترضيات» «جوائز الدورة ال20 من ايام قرطاج المسرحية كانت عادلة ومعدّلة « هكذا وصفها المسرحي سليم الصنهاجي التي اعتبرها عادلة بنسبة 80 بالمائة لكنها لم تخل من «الترضيات» المعقولة والمحسوبة على حد تعبيره ...الصنهاجي يرى ايضا ان لجان التحكيم عملت على ارضاء الجميع فأسندت عدة جوائز الى أعمال تستحق حسب اعتقاده ومن جهة اخرى يرى ان عرض «ذاكرة قصيرة « الذي تحصل على جائزة العمل المتكامل هو ايضا يستحق احسن اخراج واحسن ممثل لكن في اطار الترضية والتعديل وزعت بقية الجوائز على اعمال اخرى على حد تعبيره...