أكد مسؤول أمريكي رفيع بالبيت الأبيض أن مهمة الولاياتالمتحدة الرامية إلى مكافحة الإرهاب لا تتغير بعد انسحابها العسكري من سوريا، موضحا أن الحملة ستستمر في بلدان أخرى مثل مصر وليبيا. واشنطن (وكالات) وقال المسؤول الأمريكي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، في مؤتمر صحفي عقده مساء الاربعاء عبر الهاتف: «إن مهمتنا الخاصة بمكافحة الإرهاب لا تتغير. إنها مستمرة، وهذا ما سنولي له اهتمامنا بأمر من الرئيس». وأوضح المصدر أن الإعلان عن «الانتقال إلى مرحلة جديدة في الحملة ضد داعش يعني أن الولاياتالمتحدة ستواصل اليقظة والحذر فيما يخص التهديد المستمر النابع من التنظيم». وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن «مهمة مكافحة الإرهاب ضد داعش ستتواصل في أماكن أخرى مثل سيناء أو ليبيا». وخلّف قرار الانسحاب الامريكي من سوريا ردود فعل متباينة حول العالم بين مرحب به وبين من رآه في غير محلّه. و وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرار نظيره الأمريكي دونالد ترومب الانسحاب من سوريا بأنه خطوة صحيحة، مضيفا أنه لا يفهم ماذا يعني هذا الإعلان بالضبط. وقال بوتين خلال مؤتمره الصحفي السنوي في موسكو امس، إن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا غير شرعي، وسحب الولاياتالمتحدة قواتها خطوة صحيحة. بدوره اعتبر عضو مجلس الشعب السوري، بطرس مرجانة أن «الفعل هو الأساس لا الأقوال»، مشيرا بهذا الخصوص إلى أن تصريحات واشنطن حول سحب القوات الأمريكية من سوريا لا يعول عليها. ونوه النائب السوري إلى أن الأكراد، قد خسروا الرهان الذي كانوا يعولون عليه ألا وهو أمريكا: «أقول للأكراد الذين عولوا على أمريكا الآمال الكبيرة، هو إنذار لهم بالدرجة الأولى. هم خانوا وطنهم. الولاياتالمتحدة ليس عندها كبير، عندها مصالح وناس توظفهم بالوكالة، وعندما ينتهي دورهم تتخلى عنهم بأبسط الأمور وبأسهل الطرق وليس لديها مشكلة. العميل يبقى عميلا والاستغناء عنه سهل دائما». من جهة أخرى أكدت وزيرة الشؤون الأوروبية الفرنسية ناتالي لوازو، أن بلادها ستحافظ على وجودها العسكري في سوريا، رغم قرار الولاياتالمتحدة سحب قواتها من هناك. اما وزير الخارجية الألماني هايكو ماس فقد قال، إن قرار الولاياتالمتحدة المفاجئ الانسحاب من سوريا يدعو للدهشة ويهدد بالإضرار بالحرب ضد «داعش» الإرهابي. بدورها أشادت وزارة الخارجية البريطانية ب»النجاحات الكبيرة» التي حققها التحالف الدولي بقيادة واشنطن في محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، مشددة على ضرورة استمرار مكافحته. وأفادت وكالة «الأناضول» التركية بمغادرة عشرات الشاحنات المحملة بالمعدات العسكرية الأمريكية مناطق سيطرة القوات الكردية شرقي سوريا اول امس. ونقلت الوكالة عن مصادر محلية، أن حوالي 100 شاحنة بينها صهاريج وآليات حفر وكاسحات ألغام، توجهت إلى معبر سيمالكا الحدودي عائدة إلى العراق، وذلك تزامنا مع انقطاع التيار الكهربائي عن كل المنطقة. وأشارت الوكالة إلى أن خروج هذه الدفعة من الشاحنات، جاء بعد إعلان الولاياتالمتحدة سحب قواتها من سوريا. وذكرت أن الشاحنات كانت تدخل سوريا في السابق، محملة بالمعدات العسكرية والأسلحة وتعود فارغة، ولكنها أمس خرجت للمرة الأولى محملة بالمعدات. وتجاهل الرئيس الأمريكي، دونالد ترومب، رأي كبار مستشاريه لشؤون الأمن القومي، بقراره سحب القوات الأمريكية من سوريا، وفاجأ العسكريين الأمريكيين، وصدم الكونغرس والحلفاء. ويرى مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون، أن قرار ترومب، قلب سياسة واشنطن في المنطقة رأسا على عقب، وأن نتيجته، ستكون تمكين روسيا وإيران وعدم استكمال تحقيق هدف القضاء على «داعش» بالكامل. ونقلت «رويترز»، عن مسؤولين كبيرين أن ترومب أصر على قراره، رغم محاولات كبار مستشاريه، إقناعه بالتخلي عن الفكرة. ويبرر ترومب، قراره، بالعزم على الوفاء بتعهد انتخابي بتقليص المشاركة العسكرية الأمريكية في الخارج. رأي خبير المحاضر المصري في معهد العلاقات الدولية والتاريخ العالمي في مدينة نيجني نوفغورود الروسية عمرو الديب «ترومب تحدث كثيرا عن عدم رغبته في وجود القوات الأمريكية في سوريا، وهذه الرغبة تأتي ضمن خطة أعدها بشكل سري مع أردوغان لتحل القوات التركية محل الأمريكية، وتبدأ في قصف المناطق التي ستنسحب منها القوات الأمريكية وخاصة منبج»».