حقائق مفزعة وخطيرة كشفها تحقيق تلفزي أجرته إحدى القنوات التلفزية الألمانية في الأحياء الشعبية في تونس... القناة الألمانية تحدثت الى كل الشرائح المختلفة للشباب التونسي بمن في ذلك طلاب الجامعات. وكانت أمنية الجميع هي الهروب والخروج من تونس ... في السنوات التي تلت سنة 2011 الهجرة صارت حلم الجميع. وكل التونسيين تقريبا فقدوا ثقتهم في المستقبل ... في السنوات القليلة الماضية هاجر وغادر تونس أكثر من 600 ألف تونسي أغلبهم مهندسون وأطباء وأساتذة جامعيون وخريجو معاهد عليا .... يحدث كل هذا وسط صمت حكومي و لا مبالاة من الدولة التي تبدو مشغولة بالخلافات والصراعات والتجاذبات السياسية... وفي الوقت الذي يعزف أكثر من 90 بالمائة من الشبان التونسيين عن الإقبال على الخدمة العسكرية الوطنية عكس ما يتم في كل بلدان العالم. وتؤكد الدراسات الميدانية أن أكثر من 95 بالمائة منهم فقدوا ثقتهم في كل السياسيين. وهذا معناه أنهم فقدوا كل ثقة في الحاضر وفي المستقبل مما يعني أن منسوب اليأس والإحباط قد ارتفع وطغى وتمكن من الجميع ... الهروب من الوطن صار حلم الشباب التونسي في الوقت الذي ترتفع فيه أعداد العاطلين ويغادر فيه مقاعد الدراسة أكثر من 100 ألف تونسي سنويا. وهي نسبة من أرفع نسب الانقطاع عن التعليم في العالم ... اليوم في تونس الجميع في الحكم كما في المعارضة عاجزين عن تقديم حلول ومبادرات وتصورات للخروج من الأزمة التي تتعمق يوما بعد يوم ... تبدو تونس المقبلة على استحقاقات انتخابية مصيرية أكثر انقساما وتفككا وعجزا عن الخروج من النفق المسدود .... ولا يبدو الآن أن الدولة والقائمين عليها مهتمون بموضوع هروب التونسيين خارج الوطن. وقد نستيقظ يوما لنجد أن جامعاتنا دون أساتذة ومستشفياتنا دون أطباء وكل البلاد دون كوادر وباحثين .... ليس من المعقول أن يتواصل هذا الهروب. ومن غير المقبول أن يكون الحل للشباب التونسي هو الهجرة ... أصبح من الضروري اليوم الوصول الى حلول عميقة وشجاعة وجريئة ومواجهة الأزمة والاعتراف بأن هناك تقصيرا في حل كل الملفات المطروحة ومن أهمها ملف هروب الشباب والأدمغة قبل أن تواجه تونس الكارثة ....