عَرض «الستيدة» لا يُرفض وتحقيق الأمان أولوية الأولويات الترجي أساء التحضير للمونديال والشبيبة مطالبة بالقضاء على التَجاذبات المدرب التونسي «عاجز» عن تدريب المنتخب في الظرف الراهن قد يكون مراد العقبي آخر المُساعدين «المُحترمين» الذين ينالون شرف العمل ضِمن الإطارات الفنية للمنتخبات الوطنية. فالرّجل اقتدى بأخلاق توفيق بن عثمان وعلي السلمي في المُعاملات واشتغل بتفان وصِدق في زمن علا فيه شأن المُعاونين «المُتملّقين» والمدربين البَارعين في بَيع الكلام والأوهام. وبما أن العقبي ترك الذّكر الحَسن في كلّ مكان فقد اختارته «الستيدة» دون سِواه ليسترجع معها أيّام العزّ شرط أن يُنجز العيّاشي وعوده ويُوفّر للمدرب الجديد - القديم كلّ مُمهدات النّجاح الذي يؤكد ضيف «الشروق» أنه في مُتناول «القوابسية». ما الذي دفعك على ترك «الكرسي الوَثير» في المنتخب لتصعد قطار قابس العَاطل عن الدّوران منذ سبع جولات؟ أنا فخور جدّا بتجربتي مع المنتخب الوطني خاصّة أن هذه المُغامرة كانت ثرية وناجحة بما أنّني عِشت فرحة الترشّح إلى المونديال الروسي وكنت كذلك من المُساهمين في العبور إلى الكأس الافريقية لعام 2019. لقد اشتغلنا بتفان وإخلاص لفترة طويلة وبما أن لكلّ بداية فقد كان من الطبيعي أن أغادر الفريق الوطني لتغيير الأجواء وبحثا عن تَحدّ جديد. ولا أنكر أبدا أن الحنين يَشدّني إلى ضَغط الرّابطة الأولى. وقد غادرت منصبي في المنتخب بموافقة الجامعة المشكورة على ثقتها الكبيرة وتَفهمّها أيضا لطموحاتي التدريبية. لماذا وقع الاختيار على «الستيدة» دون غَيرها من الجمعيات؟ التَعاقد مع الملعب القابسي لم يكن من فراغ بل هو نتيجة حَتمية لجملة من الاعتبارات الموضوعية. فقد اطلّعت على أفكار السيد محمّد العياشي العجرودي وتحمّست كثيرا ل «المشروع الرياضي» الذي يُريد تنفيذه في سبيل النهوض بالجمعية على المدى القريب والمُتوسّط. وقد كان العرض مُغريا من الناحيتين الرياضية والمالية ولم يكن بوسع أيّ مدرب أن يرفضه. والأهمّ من كل ذلك أنّني مُرتبط بعلاقة عُضوية مع «القوابسية» بحكم أنّني عشت أفضل اللّحظات في مسيرتي التدريبية ب»مريول» «الستيدة» التي كنت قد عانقت معها المجد في مسابقة الكأس المحلية وذلك عندما بَلغنا «الفِينال» عام 2015. ومن المعروف كذلك أن تجربتي الثانية مع الملعب القابسي كانت مُوفّقة بما أنّنا حقّقنا الامتياز في منافسات «البلاي . آوت» لموسم 2016 2017 («الستيدة» احتلّت آنذاك المركز الأوّل في مجموعة تفادي النزول). ولاشك في أنّ أيام العزّ التي عشتها في واحات قابس تُشكّل حافزا قويا لتكرار التجربة بدعم من الجماهير التي تَربطني بها علاقة استثنائية. ما هي الأهداف الكُبرى من تدريب الملعب القابسي؟ لن نَكذب على الناس ونقول إنّنا نملك عَصا سحرية لقلب الأوضاع في لمح البصر والمُراهنة على المراكز الأولى وإنّما سنوظّف خِبراتنا بأجواء الرابطة الأولى ومعرفتنا الواسعة بالبَيت القابسي لتحقيق الأمان في المَقام الأوّل. وبعد أن نَعبر بالجمعية إلى برّ الاطمئنان سنرفع سقف الطُّموحات وسَنلعب من أجل أهداف أكبر وأهمّ. وَسينصبّ التركيز في بداية الأمر على ترميم المَعنويات خاصّة أن الجمعية لم تَعرف طريق الفوز منذ سَبع جولات. ومن المُلاحظ أن الفريق يملك مؤهلات مُحترمة لكن هذا لا يُلغي أبدا حاجتها إلى المزيد من التحسينات والتعزيزات وهذا ما سنعمل على القيام به أثناء «الميركاتو» الحَالي. نَتمنّى لك النّجاح والتَوفيق في تجربتك الجديدة لكن ألا تظنّ أنّك فوّت على نفسك فرصة ذهبية لقيادة المنتخب لوحدك أوبمعيّة ماهر الكنزاري؟ بعد نهاية تجربة فوزي البنزرتي مع المنتخب كلّفتني الجامعة بقيادة الفريق بمعيّة ماهر الكنزاري وذلك بصفة ظرفية: أي إلى حين ايجاد البديل المُناسب على أن نحافظ نحن على مَنصبينا كمساعدين برتبة مُدربين وطنيين. وقد أشرفنا على حظوظ المنتخب أثناء مُواجهتي مصر والمغرب دون أن نكون تَحت الاختبار كما هو شائع في صفوف الكثيرين. وقد كانت حكاية الخضوع إلى الامتحان في المُقابلتين المذكورتين ضربا من الجُنون بحكم أنه لا يوجد أي مدرب يسمح لنفسه بهذا الأمر. ذلك أن سِجلّنا التدريبي معروف ومن غير المعقول تَقييم مستوانا الفني في مواجهة رسمية وأخرى ودية. وقد كنّا على علم بأن الجامعة ستضع ثقتها في إطار أجنبي ليقيننا الراسخ بأن المرحلة الحالية دقيقة وتحتاج إلى اسم قادم من وراء البحار لا المُراهنة على أحد أبناء الدار. ما الذي يَجعلك تَنتصر لقرار تَعيين «بو برطلّة» على عكس الكثير من الفنيين الذين عادة ما تَتّسم خِطاباتهم في مثل هذه الحالات ب»الشَعبوية»؟ لقد عشت فترة طويلة في المنتخب الوطني وتسمحي لي معرفتي الجيّدة بكواليس «النسور» الجَزم بحاجتنا إلى مدرب أجنبي في الفترة الحالية. إذا يعرف الجميع أن الاختيار على مدرب محلي سيفتح باب النِّقاشات وسيجعل هذا الفني في مرمى الانتقادات والضّغوطات الشيء الذي سيضرب استقرار «النُسور» ويُربك التحضيرات قبل أشهر معدودة من النهائيات الافريقية. وقد كان اللّجوء إلى المدرب الأجنبي الحَلّ الأصوب والأنسب بحكم أن الجامعة ستضمن بهذا الإجراء الحدّ الأدنى من الهدوء وهو من العناصر المُؤثّرة في هذا الظّرف الانتقالي. ويبقى تدريب المنتخب في يوم ما حُلما مشروعا لشخصي المُتواضع ولكل مدرب تونسي يأنس في نفسه الكفاءة وتستجيب مُواصفاته لمتطلّبات المرحلة التي يعيشها الفريق. هل تَعتقد أن الفرنسي «ألان جيراس» هو الأنفع والأصلح لقيادة «النسور» في رحلة «الكَان»؟ «ألان جيراس» شَخص مُتشبّع بالكرة بفضل مسيرته الثرية كلاعب ثمّ كمدرب في السّاحة الافريقية. لقد لَعب الرّجل تحت الأضواء وكان من النّجوم الساطعة في الجيل الذهبي للكرة الفرنسية كما أنه خاض عدة مُغامرات مع المُنتخبات الافريقية مثل الغابون ومالي والسّينغال. وبناءً عليه فإنّه جَدير بتدريب المنتخب الوطني على أن نحكم له أوعليه من خلال النتائج المُسجّلة في الميدان. هل أن «جيراس» سيجد إرثا إيجابيا أم أنّه سيواجه تركة ثَقيلة؟ نحن نَنظر إلى واقع المنتخب الوطني بعين ايجابية بما أنّ «ألان جيراس» تسلّم الفريق وهو مُتأهل إلى الكأس الافريقية ويضمّ في صُفوفه مجموعة واعدة وقَادرة على تحقيق الأحلام التونسية في «كَان» 2019. ونستطيع القول إنّه أخذ المشعل في ظروف طيّبة ولاشك في أن الفريق سيكون أفضل بعد إجراء بعض التحسينات والتَعديلات. من خلال مُغامرتك العَالمية مع منتخب معلول ماذا ينقص الكرة التونسية للتألق في المُستويات العَالية؟ على هامش الاصطدام بنجوم أنقلترا وبلجيكا في مونديال روسيا اكتشفنا حجم الفوارق بين فريق وآخر. ذلك أننا قُمنا بكل الاستعدادات البدنية والفنية والذهنية اللازمة ومع ذلك فإنّنا لم نَقدر على مُجاراة الخصمين المذكورين. لقد كانت الفَوارق عَميقة على المستوى الفني ل «الكوارجية» وما علينا إلا أن نعمل أكثر للّحاق بعمالقة اللّعبة وهذا الأمر ليس بالمُستحيل. ومن الضروري تطوير بطولتنا المحلية على جميع المُستويات الفنية والتنظيمية والمالية مع التصرّف بالشكل المطلوب مع مواهبنا الكروية المُهاجرة. هل تَنطبق القراءة نفسها على المُشاركة الترجية في مُونديال الإمارات؟ العَين الإماراتي لم يكن أقوى من الترجي وإنّما يكمن الفارق الأبرز والأهمّ في التحضير الجيّد لهذا اللقاء. فقد استعدّ الأشقاء بشكل مدروس لبطل افريقيا في حين أن سفير الكرة التونسية لم يُجهّز نفسه من الناحية الذهنية مُعتبرا أنه أفضل من خَصمه وهو ما عاد عليه بالوَبال. وقد جاء «الفِينال» بين الريال والعَين ليضع كلّ فريق في حجمه الحَقيقي حيث أكد الفريق الاسباني أنه في واد والبقية في واد آخر. وماذا عن الشبيبة التي تَبقى مَكانتها غالية وثابة في قلبك على مرّ الأيّام والأعوام؟ مازالت شبيبة القيروان قادرة على صُنع المواهب وإمتاع الناس شرط النأي بها عن الصّراعات الجانبية والتَجاذبات السياسية. مراد العقبي في سطور مدافع دولي سابق درب عدة أندية تونسية مثل القيروان والمنستير والملعب القابسي خاض جملة من التجارب التدريبية في الخليج اشتغل كمساعد في المنتخب الوطني الأوّل (المشاركة في مونديال روسيا 2018 مع نبيل معلول والترشّح إلى «كان» 2019 مع فوزي البنزرتي) يتولّى الآن تدريب الملعب القابسي الميدان سيحكم لجيراس أو عليه وكرتنا بعيدة عن العالمية المدرب التونسي «عاجز» عن تدريب المنتخب في الظرف الراهن الترجي أساء التحضير للمونديال والشبيبة مطالبة بالقضاء على التَجاذبات عَرض «الستيدة» لا يُرفض وتحقيق الأمان أولوية الأولويات