طالب الحرفيّون والحرفيّات المشاركون في معرض تحف وهدايا آخر السنة الذي انطلق يوم 21 ديسمبر الجاري بقرية الصناعات التقليدية في مدينة الدندان من ولاية منوبة بمراجعة استراتيجية الترويج للمعرض وابتكار طرق جديدة تشجع على الإقبال على منتوجاتهم ومزيد التعريف بها وتسويقها، وفق تصريحاتهم لمراسلة وكالة تونس إفريقيا للأنباء. وقد انطلق المعرض الذي يختتم غدا بمشاركة 50 حرفيا وحرفية من مختلف جهات الجمهورية فضلا عن 50 حرفيا قارّا بالقرية تحوّلت بإبداعاتهم وابتكاراتهم هذه القرية إلى مزيج تراثي وفضاء للحرف التقليدية إذ تنوّعت المنتوجات المعروضة المخصصة للهدايا وحضر التطريز اليدوى والألياف النباتية والخزف والإطار والرسم والتزويق على جميع المحامل ومنتوجات مزخرفة واللباس التقليدي ومتمماته والنحاس والسكاجة التقليدية وفنون النقش على الحجارة والعطورات التقليدية والنسيج اليدوي والزربية. في المقابل رغم ثراء وتنوّع هذه المنتوجات كان الإقبال على المعرض ولو للفرجة ضعيفا رغم أن القرية الحرفية بالدندان تعتبر واجهة الصناعات التقليدية التونسية وهي على بعد مسافة قصيرة من العاصمة وانتقد بعض المشاركين البنية التحتية بالقرية ذات الصيت العالمي وخاصة فيما يتعلق بالإنارة والمركّب الصحّي وظروف العرض. كما اعتبر مشاركون ان التسويق نقطة ضعف المعرض وأن الامر يتطلّب تركيز مزيد اللاّفتات في مختلف معتمديات الولاية ومختلف مناطق تونس الكبرى والترويج عبر وسائل الاعلام. واعتبروا ان المعرض الذي بات عادة جميلة بالقرية يتطلّب مزيد العمل على تفعيل الخطة الترويجية بمزيد التحسيس ولم لا باعتماد طريقة ميدانية مباشرة مع المواطنين وقد اقترحت احدى المشاركات التفكير في تغيير فترته الزمنية خاصة مع تزامنه مع عديد التظاهرات في الجنوب التونسي والمعارض في عدد من الجهات. في نفس السياق أكّدت المندوبة الجهوية للصناعات التقليدية بولاية منوبة مامية النابلي أن إشكالية نقص الاقبال تعود الى تزامن تنظيم المعرض مع عديد التظاهرات والمعارض الاخرى بمختلف جهات الجمهورية. وأضافت أن هدف المعرض الاساسي هو دعم الحرفيين وتمكينهم من فرص جديدة لترويج منتوجهم وفسح المجال أمام المستهلك التونسي والأجنبي وكذلك الإدارات لاقتناء هداياهم من الصناعات التقليدية، كما يعتبر مساهمة من الديوان الوطني للصناعات التقليدية في التعريف بالقرى الحرفية وتنشيط الحركية التجارية بها لتصبح عنصرا أساسيا في شبكة تسويق المنتوج التقليدي. وأكّدت أن القرية الحرفية التي فاق عمرها 15 عاما وهي أوّل قرية حرفية ستحظى ضمن برنامج شامل بإعادة التهيئة والصيانة وتغيير الواجهة الامامية وذلك لضمان إشعاعها وتطويع محيطها مع متطلبات الخطة الترويجية. يذكر أن المعرض تضمّن إضافة الى الورشات وأجنحة العرض ندوة حول الجودة وآليات تسجيل المنتوج الى جانب التعريف بمختلف المسابقات التي ينظمها الديوان لتحفيز الشباب للابتكار وتطوير آليات الانتاج فضلا عن ملتقى حول برامج الديوان في مجال تنمية الكفاءات للناشطين في قطاع الصناعات التقليدية.