تونس (الشروق) أشرف الرياحي بمنعرجاتها السيئة ومحطاتها المضيئة تترجل سنة 2018 آذنة بالدخول في سنة جديدة يأمل من خلالها السياسيون تحقق الكثير من التطلعات، وعلى اختلاف الألوان السياسية وباختلاف الانتظارات المأمولة فإنّ الأماني واحدة لتونس افضل. ولما كانت سنة 2019 سنة مفصلية على المستوى السياسي سيما وانها تتضمّن الاستحقاقات الانتخابية الوطنية، التشريعيّة والرئاسية والتي ستمثل حدا فاصلا بين المرحلة الانتقالية و المرحلة الدائمة فانه من البديهي أن يكون سقف الانتظارات عاليا وفي مستوى هذا التطور. «الشروق» استطلعت آراء عينة من السياسيين بشأن انتظاراتهم المأمولة في السنة القادمة في علاقة بالوضع العام في البلاد فكانت التفاعلات كما يلي: سناء الصالحي (كتلة الائتلاف الوطني) إعادة التوازن السياسي آمل ان يحمل مطلع سنة 2019 ميلاد المشروع السياسي الجديد الذي يعيد التوازن الى المشهد السياسي ويبني مشروعا جامعا لتونس الحداثية والمعتدلة ويحقق العدالة الاجتماعية المأمولة ويعيد قاطرة الأمل إلى كل التونسيين. كما اتمنى أن تكون هذه السنة خالية من كل مظاهر العنف والتوتر استعدادا للاستحقاقات الانتخابية القادمة التي نأمل من خلالها أن تكفل قواعد المنافسة الشريفة بين جميع الأطراف السياسية على مختلف توجهاتهم بما من شأنه ان ينقذ تونس ويحيد بها عن محاولات الرجوع الى الوراء. عماد الخميري (حركة النهضة) وضع البلاد على سكّة المعالجات المأمول في سنة 2019 في رأيي هو وضع البلاد على سكة المعالجات الاقتصادية والاجتماعية التي تحتاجها تونس من خلال دفع نسق النمو وتحسين المقدرة الشرائية للمواطنين ليمس أوسع ما يكون من الشرائح الاجتماعية والضغط على غلاء الاسعار وكل ذلك على اعتبار أن ما يأمله المواطنون من الطبقة السياسية هو تحسين مستوى عيشهم. آمل في ان تنصب الجهود على إعادة التوازنات المالية والاقتصادية والضرب على أيدي المحتكرين بما من شأنه أن يكفل توفر مناخات سليمة تؤمن عملية الانتقال الديمقراطي وتثبت الخيار الديمقراطي الذي اخترناه في تونس. اما على المستوى السياسي فإنّ المأمول هو انجاح الاستحقاقات الانتخابية واجراؤها في مناخات سليمة وعلى هذا النحو يكون النجاح الاقتصادي مقترن بالنجاح الاجتماعي والنجاح السياسي وكل هذا المعطيات من شانها ان تثبت في النهاية الخيار الديمقراطي المقترن تحقيقه بجملة المعالجات آنفة الذكر. غازي الشواشي ( التيار الديمقراطي) انتظارات كبيرة ومخاوف أكبر هي سنة انتخابية بامتياز ، فعلاوة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة فان تضمن سنة 2019 للانتخابات الكبرى يجعل من منسوب التجاذب السياسي والاحتقان مرجح الى التطور. اتمنى ان تتكاتف كل الجهود نحو توفير مناخ ملائم لاجراء هذه الانتخابات في موعدها وأن تكون هيئة الانتخابات قادرة على لعب دورها كما آمل أن تتمكن الحكومة من مواجهة الاحتجاجات الاجتماعية المتصاعدة عبر إجراءات ملموسة في حدود الإمكانات المتوفرة وبعيدا عن أشكال الانخراط في السياق الانتخابي. أرى ان سنة 2019 محملة بانتظارات كبيرة نحو رفع حالة الإحباط وفقدان الأمل للتونسيين غير أنّ هذه الانتظارات عالية السقف تقابلها ايضا تخوفات كبيرة من تواصل الصراعات الجانبية التي من شأنها الدفع نحو زيادة نسب العزوف من الانتخابات ومن تعطيل الانتقال الديمقراطي في البلاد. زهير حمدي (التيار الشعبي) تغيير موازين القوى لصالح الشعب على المستوى المحلي اتمنى ان تتحسن وجهة البلاد ومعيشة مواطنيه الى الافضل في السنة الجديدة وان تحقق تونس الاستقرار الحقيقي من خلال الاستجابة للمطالب الاجتماعية التي ما تزال مرفوعة دلالة على عدم تحققها، كما آمل في ظل هذه المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية الصعبة أن تتغيّر موازين القوى السياسية الى صالح القوى المعبرة لمطالب الشعب التونسي وأن تكون المواعيد الانتخابية القادمة تاريخا فاصلا في سياق هزم منظومات الفشل. أمّا على المستوى الدولى آمل في ان تكون سنة 2019 موعد نهاية المشروع التدميري الصهيوامريكي على المنطقة العربية والإعلان على نهاية المرحلة السوداء للإسلام السياسي وأن تتعزّز هزائم هذه المشاريع في سوريا في دول أخرى على غرار ليبيا بنحو تشرع فيه الشعوب العربية الى لملمة جراحها وتحقيق الأفضل لشعوبها.