تونس (الشروق): هادية الشاهد المسيهلي ينتظر التونسي ان يتم في السنة الجديدة تفعيل صندوق دعم الصحة العمومية من خلال تحديد مصادر تمويله ومجالات تدخله التي ستخصص لتغطية تكاليف مجانية العلاج والنهوض بالصحة العمومية بالإضافة الى إنشاء عدد من المؤسسات الصحية الجديدة وتدعيم المؤسسات الصحية بالتجهيزات الطبية المتطورة مع الشروع في تشغيل الوحدات المعطلة بسبب نقص الموارد البشرية من إطار طبي وشبه طبي بالإضافة إلى إطارات وأعوان تصرف وتسيير. خاصة ان التونسي عاش صعوبات عديدة في مجال الصحة خلال 2018اكبر من الإنجازات وفي ما يلي عرض لأهم المحطات. أزمة حادة في الادوية: عرفت سنة 2018 ازمة حادة في الادوية تواصلت لعدة أشهر وقد شهدت هذه الازمة تصاعدا مستمرا حتى أصبحت تثير مخاوف جدية على مستقبل قطاع الصحة ككل خاصة بعد ان أعلنت الجمعية التونسية لأطباء القلب والشرايين توقفها عن إجراء عمليات القلب المفتوح لعدم توفر دواء سولفات دو بروتامين. وقد أجبرت أزمة النقص الحاد في الأدوية التونسيين على البحث عن بدائل للحصول على الأدوية دون الاعتماد على الصيدليات كإنشاء صفحات تضامن على مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن الأدوية المفقودة كما يستعينون بالتونسيين المقيمين في الخارج. لجلب حاجياتهم الاكيدة من الدواء ويشار الى ان أنواعا من الادوية اختفت كليا من الأسواق وأخرى موجودة بكميات محدودة جدا. علما وان جمعية الصيادلة قد نشرت في وقت سابق قائمة بها أكثر من 200 نوع من الادوية المفقودة في تونس. عجز الصيدلية المركزية وجدت الصيدلية المركزية نفسها اليوم عاجزة عن خلاص الديون المتخلدة بذمتها، المقدرة ب 500 مليون دينار، لفائدة المخابر الأجنبية التي تزودها بالأدوية وقد دفع هذا الوضع بالمخابر الى التهديد بالتقليص في كميات الأدوية اللازمة التي تزود بها السوق التونسية. كما تعيش الصيدلية المركزية أيضا صعوبات مالية كبرى ناتجة عن تدهور الدينار وعدم قدرتها على الزيادة في أثمان الأدوية المسعرة ويعود العجز المالي للصيدلية المركزية أساسا إلى عدم إيفاء الصندوق الوطني للتأمين على المرض بالتزاماته المالية تجاهها ا إذ لم يقم بسداد ديونه لديها والمقدرة ب 200 مليون دينار، وكذلك الشأن بالنسبة الى المستشفيات العمومية التي بلغت ديونها للصيدلية المركزية 400 مليون دينار. صعوبات ال«كنام» يتخبط الصندوق الوطني للتأمين على المرض يتخبط أزمة خانقة إذ تبلغ ديونه إجمالا 800 مليون دينار، لعدم تمكنه من استخلاص مستحقاته من الصناديق الاجتماعية الأخرى ومن الشركات، مما يتطلب التدخل العاجل للخروج من هذه الدوامة المتواصلة نظرا لأن الاستمرار بهذه الطريقة ستكون عواقبه وخيمة. نقص أطباء الاختصاص تسببت مغادرة 300طبيب اختصاص دون تعويضهم في وجود نقص في عديد الاقسام لاسيما وانه لم يقع فتح باب الانتداب بوزارة الصحة خلال سنتي 2017 و2018 نقص مراكز علاج الإدمان سجلنا نقصا كبيرا في مراكز معالجة الادمان رغم ارتفاع عدد المدمنين في تونس بالإضافة الى نقص التجهيزات الطبية داخل المستشفيات والاطارات الطبية والشبه طبية. ديون وضعف الميزانية ورغم ما تستوجبه المنظومة الصحية في تونس من عديد الإصلاحات الا ان حجم الاعتمادات المرصودة لميزانية وزارة الصحة ضعيفة ذلك انها لم تتجاوز 2645.7 مليون دينار خلال سنة 2018 ، تم صرف النصيب الأكبر منها لدفع الأجور وهو ما عطّل القيام بالإصلاحات الهيكلية اللازمة والنهوض بالمنظومة الصحية ككل ويشار الى ان قيمة ديون وزارة الصحة قد بلغت 80 مليون دينار في باب التجهيز والبناءات، في حين لم تتمكن الوزارة من استرجاع متخلداتها من الديون لدى المؤسسات الأخرى. 2058 مركز صحة عمومي قطاع الصحة العمومية في تونس يمثل مرجعا في مجال التكوين الطبي والبحث العلمي ويعد اليوم 2058 مركزا للصحة الاساسية و167 مستشفى منها 23 مؤسسة جامعية ويضم القطاع الخاص 90 مصحة خاصة بطاقة استيعاب تتجاوز 5000 سرير في انتظار فتح 75 مؤسسة صحية خاصة جديدة بصدد الانجاز بطاقة استيعاب تقدر ب8000 سرير. أما قطاع الصناعة الدوائية فيشمل 50 وحدة صناعية منها 37 وحدة خاصة بتصنيع المنتوجات الطبية للاستعمال البشري وقد توصلت تونس الى ارساء قطاع صناعي بتقنيات عالية تمكن من تغطية جزء هام من الحاجيات الوطنية بتوفير نسبة 47 بالمائة من قيمة الادوية و70 بالمائة من حجم الادوية. الصحة الاستشفائية تستقبل تونس سنويا حوالي 500000 اجنبي من اجل الجراحة التجميلية، وتعدّ تكاليف العلاج اقل بكثير من بقية الدول. ويتم شهريا إجراء 4 الاف عملية تجميل.