خالد بن يحيى اسم كبير في تاريخ الترجي والمنتخب ولن يكون من اللائق «تَقزيم» الرّجل بتلك الطريقة «الكَاريكاتورية» كما فعل مُؤخرا المدرب «المُخضرم» مختار التليلي الذي كان قد درّب خالد وتقاسم معه «الخبز» وحبّ الأزياء الذهبية. ومن حق «المخّ» أن يُوجّه أصابع الاتهام وسهام النقد إلى ما يَشاء بالنظر إلى هامش الحرية في البرامج الرياضية وقياسا بتجربته الطويلة في الساحة الكروية لكن هذا لا يعني أبدا التشكيك في قدرات بن يحيى بذلك الشكل «الفلكلوري» حتى أن قريحته أوحت إليه بمُقاضاة المدرب والنجم السابق للترجي لدى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وذلك بحجة «الشّبهة» التي تحوم حول الدبلومات التدريبية لبن يحيى المُتوّج بالبطولات والكؤوس المتأتية حتما بالكثير من التعب والاجتهاد لا بفضل التَنجيم والسِّحر. الأمر لم يقتصر على التشكيك في دبلومات بن يحيى والتهديد بإحالة ملفه إلى هيئة شوقي الطبيب بل أن «التشليك» امتدّ إلى طارق ذياب بوصفه المُتّهم (ضمنيا) بمنح زميله السابق شهادة المُعادلة عندما كان وزيرا ولو أن هذا الإجراء شمل آنذاك العديد من المدربين واللاعبين الدوليين (بعضهم ينتمي إلى جمعيات أخرى غير الترجي). ومن الواضح أن «الحَرب» المفتوحة على الثنائي الذهبي للترجي خلّفت استياءً عميقا في صفوف جلّ المتابعين العَارفين بالمعدن النفيس لبن يحيى وطارق وهما من الأقدام التي خدمت المنتخب والتي ساهمت في صناعة التاريخ في «باب سويقة» مِثلهما مثل بن عزالدين وبن مراد ومعلول والواعر وبقية النجوم التي من حقّها أن تكون في الصفوف الأمامية أثناء الاحتفالات الترجية بالمائوية بحكم أن هؤلاء هم الأبطال الحَقيقيون في المسيرة الصفراء والحمراء. وبالعودة إلى «قضية» مختار التليلي نعتقد أنه من الجيّد فتح ملف «النَزاهة الرياضية» دون الوقوع في الشّعبوية ومن شبه المؤكد أن معالجة هذا الموضوع بالجدية اللازمة سيورّط فئة كبيرة من العائلة الكروية التي يُزايد بعض أبنائها على «النظافة» وهي للأمانة عملة نادرة في ساحتنا الرياضية بما فيها من مسؤولين ومُحلّلين وحكّام و»سماسرة» وإعلاميين...