ردا على ما وصفه ب»انقلاب»وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على الاتفاقيات المبرمة معها ، يواصل الْيَوْمَ اتحاد «اجابة» الاضراب الاداري الخاص بالسداسي الاول بمختلف المؤسسات الجامعية. تونس «الشروق»: تفعيلا لقرارات المجلس الوطني للإنابات خلال انعقاده بداية شهر ديسمبر المنقضي وامام الوصول الى طريق مسدود مع سلطة الاشراف بخصوص جملة المطالَب العالقة ، يواصل الْيَوْمَ اتحاد الاساتذة الجامعيين الباحثين «اجابة « الإضراب الإداري المتعلق بعدم تسليم مواضيع الامتحانات بالنسبة للدورة الرئيسية للسداسي الأول للسنة الجامعية 2018/2019 بكامل المؤسسات الجامعية بالبلاد التونسية . هذه الخطوة الاحتجاجية التي وقع الإعلان عنها منذ تاريخ 2 ديسمبر 2018 والتي جاءت بعد إضراب دوري عن التدريس دام 6 أيام وحجب أعداد الأشغال التطبيقية وفروض المراقبة وحمل الشارة الحمراء، اعتبرها اتحاد الاساتذة الجامعيين الباحثين التونسيين «اجابة»نتيجة حتمية لسياسة «التسويف والمماطلة « المعتمدة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التي أطنبت وفق تعبيره في تهميش منظوريها من خلال انقلابها على الاتفاقيات المبرمة بينها وبين الهيكل النقابي الذي يمثلهم وأهمها اتفاق 7 جوان 2018 . وأرجع اتحاد «اجابة «موجة الاحتقان التي تسود الجامعيين وحالة «الغليان» التي عليها كافة منظوري الوزارة الى جملة الإجراءات التي تسعى سلطة الاشراف الى تمريرها دون التنسيق والتشاور مع أهل القطاع على غرار محاولتها تمرير نظام أساسي «جاهز ومسقط لا يحترم الحدّ الأدنى من المعايير الدوليّة بعد الانقلاب على مسار تفاوضي دام لأشهر والتخفّي وراء مجلس جامعات استشاري يخدم مصالح فئة ضيّقة تحاول فرض نظام أساسي يكرّس الولاءات والمحسوبيّة والزبونية والإقطاعيّة ويهدف إلى تركيع الجامعي الباحث عبر تعمّد عرقلة تدرّجه المهنيً «. كما انتقد اتحاد الاساتذة الجامعيين الباحثين التونسيين ما وصفه ب»مناورة» الوزارة من أجل التنصّل من تعهّداتها في الانعكاسات المالية للنظام الأساسي الجديد من خلال التمطيط إلى ما لا نهاية مجددا تمسكه بضرورة الاسراع في تحديد رزنامة للتفاوض في هذا الشأن واحترام السقف الزمني لإنهاء أشغال مراجعة النظام الأساسي وفتح خطط الانتداب للدكاترة المعطلين عن العمل في جميع الاختصاصات حسب حاجيات المؤسسات مشيرا الى ان عدد الدكاترة المعطلين عن العمل يتجاوز ال5000 دكتور. وطالب اتحاد «اجابة» بعدم توحيد أسلاك إطار التدريس والحفاظ على خصوصية كل سلك في نظام أساسي مستقلّ به يحترم الشهائد العلمية وخصوصيات التدرّج العلمي والبحثي في كل مسار مهني دون الخلط ما بين ما هو علمي بحثي وبين ما هو امتيازات اجتماعية، محذرا من خطورة محاولة الوزارة تمرير المنشور رقم 60 المتعلق بخلق الإجازة الوطنية الموحدة وتأهيل الاجازات الجديدة أو اعادة تأهيل الاجازات الذي من شانه كسر نظام الإجازة وإغلاق المؤسسات الجامعية الصغرى وتهديد العلوم الانسانية. وأكد الاتحاد ان تخفيض ميزانية الوزارة بشكل غير مسبوق (ميزانية هذه السنة 4.03 % من ميزانية الدولة) من شأنه تدمير البحث العلمي بعد التقليص في ميزانية هياكل البحث بأكثر من 75% وهو مؤشر خطير من شانه هدم الجامعة العمومية وتدمير المصعد الاجتماعي على حد تعبيره. وهدد اتحاد «اجابة»بالتصعيد مع مواصلة الاضراب الاداري الى حين استجابة الوزارة لمطالب منظوريه وتفعيل تعهداتها بعيدا عن سياسة التطمينات وربح الوقت محملا اياها المسؤولية كاملة في ما يمكن ان ينجر عن مقاطعتهم للامتحانات من تبعات . وللإشارة فان التوتر والاحتقان داخل الجامعة التونسية العمومية لا يقتصر على الاساتذة الجامعيين الباحثين التونسيين فقط بل ان الجامعة العامة للتعليم العالي التابعة لاتحاد الشغل تعتزم بدورها الدخول في اعتصام مفتوح داخل مختلف المؤسسات الجامعية نهاية الأسبوع المقبل احتجاجا على عدم تفعيل الوزارة للاتفاقيات المبرمة معها الامر الذي اثار استياء الجامعيين. الوزارة توضّح أكد الممثل عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ادريس السايح ان الحديث عن سنة بيضاء سابق لأوانه باعتبار ان التفاوض مع اتحاد «اجابة «متواصل وان الوزارة بصدد تفعيل اتفاق 7 جوان نقطة بنقطة نافيا اتهام الوزارة بمحاولة "تمرير نظام أساسي جاهز يتضمن مبدأ توحيد الأسلاك" مشيرا الى أن المسالة اتخذت منحى تشاركيا حيث تم الأخذ بعين الاعتبار لجميع المقترحات التي وقع عرضها على مجلس الجامعات. وأضاف ادريس السايح انه وخلافا لما ادعته الهياكل النقابية فان ميزانية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قد سجلت ارتفاعا بنسبة 11 % مفندا الادعاء برفض الوزارة لفتح خطط انتداب في كل الاختصاصات باعتبار أن اتفاق 7 جوان 2018 ينص على تعهد الوزارة بفتح خطط انتداب حسب احتياجات المؤسسات التي تشكو نقصا في التأطير. اما بخصوص رفض الوزارة التفاوض حول الانعكاسات المالية للنظام الأساسي ، اكد ادريس السايح ان النقطة الخامسة من اتفاق 7 جوان 2018 تنص بوضوح على أن الانعكاسات المالية لا يتم التطرق إليها إلا بعد المصادقة على النظام الأساسي الجديد والوزارة تسعى جاهدة للتسريع في المصادقة النهائية على النظام الأساسي حسب ما ينص عليه القانون والتراتيب الجاري بها العمل. وعبر ادريس السايح عن استغرابه من اتخاذ اتحاد «اجابة» لقرار الاضراب الاداري وارتهان الطلبة للضغط على الوزارة في الوقت الذي لازال فيه باب الحوار والتفاوض مفتوحا مشيرا الى ان مجلس الجامعات بصدد الانعقاد أسبوعيا للتعجيل بحسم هذا الملف وتجاوز الخلاف الحاصل .