اعتبر الرئيس الأمريكي، دونالد ترومب، في تصريح مثير أن الولاياتالمتحدة خسرت سوريا منذ وقت طويل، فيما صرح بأن هذا البلد العربي لا يوجد فيه سوى الرمل والموت. واشنطن (وكالات) وقال ترومب، في تصريحات صحفية أدلى بها عقب اجتماع مع أعضاء إدارته في البيت الأبيض، اول امس: «إننا لا نريد سوريا، أوباما سلمها منذ سنوات برفضه تجاوز الخط الأحمر وأنا من تجاوزته عندما أطلقت 59 صاروخا عليها، لكن ذلك حصل بعد مرور فترة طويلة». وأضاف موضحا: «توجيه التهديدات أمر مناسب لكن عليك دائما الالتزام بفعل تهديداتك، لا يمكنك القيام بالتهديد وعدم فعل أي شيء» «الولاياتالمتحدة خسرت سوريا منذ وقت طويل، وبالإضافة إلى ذلك فإننا نتحدث هناك عن الرمل والموت، لا نتحدث عن ثروات ضخمة، الحديث يدور عن الرمل والموت»! واعتبر ترومب أن الأكراد يقاتلون بصورة أفضل بكثير عندما يقودهم العسكريون الأمريكيون، مشددا على أن الولاياتالمتحدة تريد حمايتهم لأنهم حلفاء، واستطرد بالقول: «لا أريد البقاء في سوريا للأبد، إنها رمل وموت»! كما أشار سيد البيت الأبيض، موضحا قراره بسحب قوات بلاده من سوريا، أن الوجود العسكري الأمريكي هناك ضد «داعش» كان بشكل أكبر في مصلحة إيرانروسيا، مضيفا: «فهما تكرهان داعش أكثر منا». وأعلنت الولاياتالمتحدة، في 19 ديسمبر الماضي، بدء انسحاب قواتها من سوريا بقرار من ترومب بعد ما أكد أن «داعش» دحر في الأراضي السورية. ولقيت خطوة ترومب انتقادات شديدة من دوائر واسعة من السياسيين الأمريكيين بالإضافة إلى حلفاء واشنطن في الساحتين السورية والدولية، وخاصة الكيان الصهيوني. كما واجه هذا الإعلان مواقف غاضبة من «قوات سوريا الديمقراطية»، التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري وتعاونت معها الولاياتالمتحدة باعتبارها الحليف الأساسي لها ضد تنظيم «داعش» في الأرض السورية. ووصفت «قوات سوريا الديمقراطية» هذه الخطوة ب»الطعنة في الظهر» علما بأنها جرت بالتزامن مع استعدادات الجيش التركي لشن عملية عسكرية جديدة في الأراضي السورية ضد المسلحين الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة إرهابيين. وفي ظل هذه الانتقادات ذكر ترومب يوم 31 ديسمبر الماضي أن سحب القوات الأمريكية من سوريا سيجري بصورة بطيئة، موضحا: «نعيد جنودنا ببطء إلى ديارهم ليكونوا مع أهاليهم بالتزامن مع مطاردة فلول داعش». من جهة أخرى قالت وسائل إعلام عبرية، امس، إن حالة من الاحتقان تنتاب المستوى السياسي الصهيوني على خلفية تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترومب، اول أمس ، أشار خلالها إلى أن إيران لم تعد كما كانت في الماضي مقارنة بالفترة التي أعقبت وصوله إلى البيت الأبيض. وذكر الرئيس الأمريكي، خلال اجتماع مع فريقه الحكومي في البيت الأبيض، أن إيران «لم تعد الدولة التي كانت عليها يومًا ما، بالرغم من أنها لا تزال تتصرف كما يحلو لها في سوريا، إلا أنها ستسحب قواتها وميليشياتها من هناك، كما ستسحبها من اليمن»، مضيفًا: «إيران تريد أن تحيا فقط، بعدما كانت قوة كبرى في الشرق الأوسط، إذ كانت تسعى للسيطرة عليه وتدمير الكيان الصهيوني». ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، عبر موقعها الإلكتروني عن مصدر سياسي رفيع المستوى بالقدس المحتلة، أن «سلطات الاحتلال تلقت هذه التصريحات بحالة من الصدمة»، مشيرًا إلى أن ما صدر عن الرئيس الأمريكي من تصريحات بشأن إيران «يعبر عن عدم إدراكه للواقع في سوريا، فيما يتعلق بمساعي طهران لترسيخ أقدامها هناك».