ما هي أسباب تشحّم الكبد؟ بفعل الدعاية المكثفة التي قامت بها ولا تزال الشركات الكبرى ترسّخ لدى الغالبية أن الخطر الوحيد هو الكوليسترول والحال أن ارتفاع الكولسترول لا علاقة له بالغذاء علما بأن الكبد هو من يصنع الكولسترول وسنتعرّض لاحقا لهذه الأكذوبة في مقالات لاحقة. فالأدوية المضادة للكولسترول والتي لا تخلو من المخاطر التي قد تصل إلى الموت لا تمثّل البته الحل. ليست الزيوت وخصوصا منها النباتية هي المسؤولة عن تشحّم الكبد ولكن تناول السكريات والعجائن هي السبب الرئيسي لذلك. تراكم الدهون حول الكبد يمكن أن يؤدي إلى مرض الكبد الدهني غير الكحولي. يشمل هذا المصطلح مجموعة من أمراض الكبد تتراوح من التهاب الكبد الدهني إلى تليف الكبد أو الخدش الدائم للكبد الناتج عن الالتهاب المزمن. يقول الدكتور براون: «يتم استعمال مصطلح مرض الكبد الدهني غير الكحولي للتمييز بين هذا المرض وبين الأمراض المشابهة التي يسببها الكحول». الأطعمة النشوية تحول كبدنا إلى كبد الأوز foie gras. فتناول الكثير من الخبز والحبوب والبطاطا والمشروبات الصناعية والكولا وارتفاع مؤشر نسبة السكر في الدم عوامل للإصابة بالسمنة لنا وتشحّم الكبد. من ناحية أخرى يحوّل الفركتوز المُضاف كبد الأطفال إلى كبد الأوز. بفعل تعاطي نظام غذائي غير متوازن غني بالسعرات الحرارية والكثير من السكريات ونمط الحياة الرتيبة في المدن بالخصوص يصبح الجسم أقل حساسية للنشاط الفعلي للأنسولين. يتم تخزين الطاقة الزائدة في شكل دهون. تتراكم الشحوم في البطن وتشكل خطرا بشكل خاص على التوازن الأيضي métabolisme. تقريبا كل شخص مصاب بالكبد الدهني لديه مقاومة للأنسولين ويعني ذلك أن الأنسولين لديه فاقد لفعاليته في هضم السكر. عندما تكون مقاومة الأنسولين عالية تغمر هذه الدهون في البطن الكبد بالشحوم التي يحملها الوريد البابي Veine porte. كما يزداد تكوين الدهون داخل الكبد. إنه عامل خطر مهم لأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسرطان خارج الكبد وداخله. عندما يصبح المرض الكبدي مزمنا يصاب بالتليف في حوالي 20 ٪ من الحالات cirrhose hépatique ولا يمكن أن يعمل بشكل طبيعي ويمكن أن تحدث مضاعفات خطيرة من ذلك النزيف المعوي وفشل الكبد واعتلال الدماغ الكبدي. فالسكريات الزائدة التي تستمتع بها دون قياس التأثيرات السلبية يحوّلها الكبد إلى دهون. يصاب المواطن بالسمنة وبتراكم الشحوم في البطن وبتشحّم الكبد. لقد ثبت الآن أن السمنة يمكن أن تقلل من متوسط العمر المتوقع بمقدار 8 سنوات وتحرمك من 19 عاما من الصحة الجيدة بسبب داء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية.. تذكر أن تناول المشروبات السكرية في سن مبكرة جدا كعلب الصودا وفحم الكوك والمقويات الأخرى والتي تستهلك بانتظام يمكن أن تكون سامة للغاية آنيا وعلى المدى الطويل.