تسهيل تبادل المعلومات بين مختلف الأسلاك الامنية، وحرية المبادرة للأمنيين دون انتظار التعليمات، هي أهم النقاط التي ستحققها خطة توحيد القيادة الامنية بالقصرين، حسب ما استنتجه عدد من الخبراء تحدثت اليهم «الشروق». تونس (الشروق): وكان وزير الداخلية هشام الفوراتي أعلن امس الاول، ان المنظومة الأمنية في تونس اصبحت تعتمد خطة جديدة لمكافحة الارهاب انطلق العمل بها بالقصرين، عبر وضع خطة توحيد القيادة في مجال مكافحة الارهاب دون التقيد بمرجع النظر الترابي، هذه الخطة اعتبرها عدد من الخبراء في مجال الأمن هامة وستحقق النجاعة وسرعة التدخل في الحرب على المجموعات الارهابية. أكد الناطق الرسمي باسم النقابة العامة للحرس الوطني مهدي بوقرة، في تصريح ل"الشروق" ان قرار توحيد القيادة في مجال مكافحة الإرهاب، هو مطلب تمت المطالبة به منذ سنوات لتوحيد القيادة الامنية على المستوى الجهوي، بين الحرس والشرطة، مضيفا ان عدم توحيد الاسلاك الامنية ساهم في خلق الفراغ وعدم وصول المعلومة في الوقت المناسب، مما كانت له تأثيرات سلبية في عدد من العمليات الإرهابية. التداول السريع للمعلومات وتابع محدثنا ان هذا القرار سيضمن تداول المعلومة بين مختلف الاسلاك الامنية بشكل سريع، والتنسيق في ما بينهم دون الاضطرار الى التنسيق مع الاطارات المركزية، التي كانت في عدة مناسبات مترددة في اصدار التعليمات المناسبة مما افشل عددا من العمليات الارهابية. واشار محدثنا الى ان عددا من العمليات الارهابية التي أدت الى استشهاد عناصر امنية، كان غياب التنسيق بين الاسلاك الامنية من بين الاسباب التي ادت الى استشهاد امنيين او عسكريين، مضيفا ان التنسيق مع الجيش الوطني سيساهم ايضا في تحقيق نجاحات في مجال مكافحة الارهاب، باعتبار ان الجهاز العسكري له من التجهيزات والعتاد اللوجستي القادر على مجابهة المجموعات الارهابيية المسلحة. تعميم الخطة ببعض الولايات وافاد مهدي بوقرة ان اشكالية الاختصاص الترابي، خلقت عدة اشكاليات على مستوى التدخل الامني وتداول المعلومات، مؤكدا ان المسؤول الذي سيشرف على هذا الهيكل الجهوي يجب ان يكون الرجل المناسب ويعمل بعقلية توحيد الاسلاك وعدم خلق اي حساسيات بين الهياكل الامنية من اجل تحقيق نجاحات هامة. ودعا محدثنا الى ان يشمل هذا القرار عددا من الولايات على غرار جندوبة والكاف ومدنين وسيدي بوزيد التي تشهد تمركز مجموعات ارهابية بالجبال او تواجد خلايا نائمة بالمدن. من جانبه، اكد رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الارهاب مختار بن نصر في تصريح ل"الشروق" ان مسالة توحيد القيادة الامنية هامة خاصة على مستوى تنسيق الجهود بين الشرطة والحرس، وسيساهم في تسهيل تبادل المعلومات بما يضمن التدخل السريع والناجع الى جانب ضمان نجاح العمليات الامنية الميدانية في الحرب على الارهاب. تجاوز الإخلالات وقال بن نصر ان الحرب على الارهاب تقتضي توفر المعلومات حول العناصر الارهابية وتحركاتها ومخططاتها، وتوحيد القيادة الامنية سيضمن نجاعة التنسيق مع الجيش الوطني مؤكدا ان هذا الاجراء جاء بعد تدارس الوضع الامني بجهة القصرين والوقوف على الاخلالات بعد استشهاد مواطن ومداهمة مؤسسة بنكية والاستيلاء على اموال بالقصرين. وقال بن نصر انه اذا حقق هذا الاجراء نجاحات في مكافحة الارهاب فانه سيتم تعميمه على عدد من الولايات التي تشهد تمركز العناصر الارهابية، مضيفا ان العمل الميداني سيكشف مدى قوة او ضعف هذا الاجراء مؤكدا انه رغم النجاحات الامنية الا ان الحرب على الارهاب تقتضي مزيدا من الاصلاحات وتدعيم المجهودات الامنية لتحقيق نتائج طيبة. وقال بن نصر " في بعض العمليات الامنية المتعلقة بمكافحة الارهاب يكون التدخل السريع هاما في تحقيق نتائج ناجحة، والعودة الى التعليمات، من شانه عرقلة التدخل، مضيفا ان توحيد القيادة سيضمن للأمنيين بالميدان حرية المبادرة والتدخل ثم اعلام القيادة".