عندما سمع مالك بقرة تعيل العائلة برمّتها يقسم لي بمعالي التبن وسمو «القرط» وجلالة «السداري» وهو يترحّم على اللبن والزبدة واللحمة الحمراء بأنه لم يجد بدّا أمام غلوّ أسعار العلف وفقدانه إلا أن تتقاسم العائلة مع البقرة خبزاتها بالتساوي يوميا. لا أستغرب هذا في بلد توشح فيه صدر الحمار بالوطنية ومنحه المانحون جائزة وأموالا وسمّوه حمارا وطنيا ومنح هو للحمير الريادة والقيادة والسعادة والسيادة على أن يكون العلف لبني جلدته وعندما أسمع بأن سميد الخبز ومشتقاته أصبح علفا للماشية و«الأمور ماشية». لا أسأل عن فرحة دكاكين حقوق الإنسان ب«أنسنة» الحيوان. ولا عن فرحة المرفقين بالحيوان ب«حَيْونة» الإنسان وإنما عن مصير طلاّب «الخبز والماء» إذا غاب الخبز رويدا رويدا وهل يعوضه روث الحمير السعيد غذاء دسامة وحريرات إنه من الغباء في نظري أن نبحث عن العلف في الأسواق وإنه من العبث تحميل وزارة الفلاحة فقدانه وغلوّ أسعاره إن وجد والحال أن لكل حزب ديوانا لتربية الماشية وتوفير المرعى لقطعانه. عندما أسمع بأن الخبزة أصبحت مهدّدة بالزوال من هنا الى أن «يستبقر» أو «يستبهم» البشر ويصبح عاشبا قريبا. فأقسم لك بالألبان والزبدة يا زبيدة أن الأمر قد سبق لأوانه إني رأيت أناسا تأكل الأعشاب في البراري. ورأيت مئات الآلاف من الناس تأقلموا مع «الاستبهام» و«الاستبقار» يعلفون من الصندوق ليلة الانتخاب. فلا تسألي عن هذا الخوار والشهيق والنهيق المنقول على مدار الساعة مباشرة مقروءا ومسموعا ومرئيا في الجرائد والإذاعات والشاشات إنها رسالة مشفّرة بشفرتين: الأولى «افتح يا سمسم» والثانية لا «تعرف» استبهم «تعلف».