كشف المخرج السينمائي عبد الحميد بوشناق، أن فيلمه الطويل الأول في مسيرته «دشرة»، لم تتجاوز كلفته مائة ألف دينار، معبرا عن سعادته بتتويج هذا العمل في بولونيا بجائزة أحسن فيلم رعب. تونس (الشروق) وشدد نجل الفنان القدير لطفي بوشناق على أنه لن ينجز فيلما مستقبلا إلا على نفقته، وذلك بعد رفض مشروعه الجديد من الدعم، كاشفا عن هذا المشروع، وعن جديده مع قناة نسمة، بعد سلسلة «هاذوكم»، والمتمثل في عمل درامي سوف يعرض في رمضان المقبل. كل هذه التفاصيل تقرؤونها في هذا الحوار مع المخرج السينمائي عبد الحميد بوشناق. تقدم اليوم بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة العرض الأول لفيلمك الجديد «دشرة»، لو تقدم فكرة عن موضوع الفيلم، خاصة أنه أول فيلم رعب في تونس؟ أجل نقدم اليوم بقاعة الأوبرا بمدينة الثقافة عرضا لأول أفلامي الروائية الطويلة «دشرة» والفيلم كما ذكرتم، هو فيلم رعب. وحسب ما أستحضر هو الأول من نوعه في تونس، لذلك فهذا الفيلم كله مفاجآت، وسمته التشويق.وهو يروي قصة مجموعة تتكون من ياسمين، طالبة في معهد الصحافة، تحاول مع صديقيها «وليد» و»بلال» فك لغز جريمة قديمة، لم يحل منذ 25 سنة. فيقودهم البحث إلى غابة. حيث اكتشفوا قرية صغيرة أو «دشرة»، يحاول الثلاثي الهروب بعد أن علقوا بمنطقة مجهولة ومرعبة، وفي دوامة أحداث مرعبة... وما الرسالة أو القضايا الأساسية التي يطرحها فيلم دشرة؟ الفيلم يركز أساسا على ظاهرة السحر والشعوذة، الموجودة بكثرة في المغرب العربي، وخاصة مسألة التنقيب عن الكنوز والآثار، وكيف يذبحون أطفالا للحصول على هذه الكنوز... هل تحصل هذا الفيلم على دعم من وزارة الشؤون الثقافية؟ في الحقيقة لم أقدم ملف فيلم «دشرة « للدعم، لأن هذا الفيلم مكان عبارة عن حلم، جسدناه بفريق تصوير وممثلين ومنتجين تونسيين، دون أي تدخل أجنبي. وصورناه في تونس، والحمد لله وصلنا الى إنجاز هذا العمل بتمويل ذاتي. وشاركنا في عدة مهرجانات عالمية أو دولية على غرار مهرجان فينيزيا والقاهرة الدولي وأيام قرطاج السينمائية، وقريبا في غوتونبورغ خلال هذا الشهر في المسابقة الرسمية لهذا المهرجان. كما سعدت بتتويج الفيلم وحصوله على جائزة أكثر فيلم مرعب في مهرجان بولونيا... إنجاز فيلم رعب طويل، بلا دعم وبتمويل ذاتي مغامرة، ولا ريب؟ أردناها كذلك، وهو تحد على كل المستويات. وأطمح من خلاله إلى نحت مسيرة خاصة متفردة. ويسعدني ويشرفني أن أكون أول مخرج ينجز فيلم رعب في تونس. وهو خيار صعب لكنه مهم، لأننا سنساهم في خلق نمط آخر في صناعة الأفلام التونسية.وبالمناسبة، بعد أن رفض ملف مشروعي السينمائي القادم، اتخذت قرارا لا رجعة فيه. وهو أن أكون مستقلا مدى الحياة. ولن أتقدم للدعم بعد هذا المشروع. قبل الحديث عن فريق العمل في فيلم دشرة، كم كانت كلفته؟ «دشرة» لم يكن مكلفا البتة، لأنه لم يتجاوز المائة ألف دينار في التصوير.وطريقة الإنتاج تميزت بالتقشف، لأننا أردنا أن نبرز أنه يمكن أن نقوم بصناعة سينما في تونس بعيدا عن مساعدة الدولة. وساعدنا في هذا الفيلم فريق تصوير متكون من مدير التصوير حاتم ناشي وديكور فاطمة مدني وملابس بسمة ذوادي وماكياج كاميليا بوجنفة، وصوت أيمن التومي وموسيقى راشد حماوي وسامي بن سعيد، وفريق الإنتاج المتكون من عمر بن علي ومدير الإنتاج إلياس بن صابر. وماذا عن الممثلين؟ وبالنسبة للممثلين، فإن الفيلم بطولة ياسمين ديماسي، وعزيز جبالي وبلال سلاطنيةوهالة عياد وهادي الماجري وبحري الرحالي والطفلة كاهنة المدب إبنة الزميل مروان المدب والزميلة سمية بوعلاق، وبخصوص سؤالك عن مكان تصوير «الدشرة»، فإنه التأم بعين دراهم. ذكرت أن فيلمك الجديد والرابع بعد «دشرة» رفض من الدعم، لو تقدم لنا فكرة عن هذا الفيلم؟ هو فيلم كوميدي اجتماعي، ونوعية جديدة، يروي قصة 04 رجال كل واحد منهم قام بكارثة في عمله. فلجؤوا الى إقناع بناتهم بالمشاركة في سباق للرقص. فتتغير حياتهم مجددا، والفيلم بعنوان «مخك ياقف». هل ستواصل سلسلة «هاذوكم» مع قناة نسمة؟ لا، لكن سأخرج عملا دراميا (مسلسلا) سوف يبث في شهر رمضان المقبل على قناة نسمة. وعذرا لأنني لن أقدم تفاصيل أكثر عن العمل.