تأتي الدورة 20 لأيام قرطاج السينمائية في ظرف سياسي عالمي مترد وخاصة في المنطقة العربية، حيث يعيش الشعب العراقي الشقيق تحت الاحتلال الامريكي البريطاني، وفي فلسطين تتفنن الآلة العسكرية الصهيونية في تقتيل الشعب الفلسطيني اطفالا ونساء وشيوخا... هذا الوضع العربي الاستثنائى هل نجد صداه في الافلام العربية المدرجة ضمن المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائىة؟ قطيعة جولة عبر ملخطات الافلام العربية المرشحة للمسابقة الرسمية، تكشف لنا ان جل هذه الافلام في قطيعة تامة مع الأحداث المؤلمة التي تعيشها البلاد العربية. فباستثناء الشريط العراقي «زمان، رجل القصب» الذي يتمحور حول مخلفات الحرب على العراق والمآسي التي خلفتها وكذلك الفيلم اللبناني «زنّار النار» الذي ينبش في ذاكرة الحرب الأهلية اللبنانية، واخيرا الفيلم الفلسطيني «في الشهر التاسع» للمخرج علي نصار الذي يطرح من زاوية خاصة معاناة الشعب الفلسطيني. بقية الافلام العربية المبرمجة في المسابقة لا علاقة لها بالراهن العربي وتحوم في مواضيع ثانوية جدا في حياة الناس وبعيدة كل البعد عن اهتمامات المشاهد او هي من المواضيع التي طرحت اكثر من مرة وعولجت في اكثر من فيلم.. ونخص بالذكر هنا الافلام المغاربية التي لا نجد فيها صدى للقضايا المركزية العربية (العراق وفلسطين) فلا الفيلم الجزائري ولا الافلام المغربية والتونسية تعرضت من بعيد او قريب لهذه الاحداث. واقع وعلى عكس هذه القطيعة بين السينما العربية وواقعها العربي، فإن الافلام الافريقية حاولت ان تعكس الواقع الافريقي اليوم، وان تعكس مشاغل وهموم المواطن الافريقي... فقد حاولت هذه الافلام ان تطرح قضايا الحروب العرقية ومخلفات الحرب الأهلية في أنغولا، وواقع المهاجرين في فرنسا ومآسيهم وهموم الشعوب الافريقية في الداخل.. فبقدر ما كانت الافلام العربية بعيدة عن واقعها (حسب الملخصات) بقدر ما كانت الافلام الافريقية ملتصقة ومعبّرة عن واقعها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الافريقي... فهل الى هذا الحدّ لم تكن الاحداث في العراق وفلسطين جديرة بالطرح وغير موحية؟! وهل الى هذا الحد قضايا الحب والصداقة وغيرها من المواضيع الهامشية المطروحة في الافلام العربية اكثر اهمية من سقوط بغداد وتقتيل الشعب الفلسطيني؟!!