بالاشتراك مع دار الثقافة ابن خلدون المغاربية نظمت جمعية الكاتبات المغاربيات بتونس مساء الجمعة 11 جانفي ندوة أدبية على شرف الروائية المصرية منى الشيمي التي تزور تونس بصفتها عضو لجنة مسابقة أبو القاسم الشعرية، أدارت الندوة عضوة الجمعية الشاعرة ريم القمري، وقدمت الكاتبة ورئيسة الجمعية فاطمة بن محمود مقاربة نقدية بعنوان « خصائص الكتابة الروائية في ثلاثية منى الشيمي « من خلال رواياتها « لون هارب من قوس قزح « و»بحجم حبة عنب « ووطن الجيب الخلفي». خصائص الكتابة الروائية عند منى الشيمي أهم ما جاء في هذه المقاربة التي انطلقت فيها فاطمة بن محمود بتلخيص للروايات الثلاث هي مكانة الذات في روايات الشيمي والتي تبدو في مواجهة المجتمع بما هو موروث اجتماعي معقد وفي مواجهة القوى الميتافيزيقية التي تجعل الإنسان يتساءل عن مصيره وفي مواجهة الواقع استنادا إلى التاريخ لفهم حقيقة الحاضر الملتبس، أبرزت فاطمة بن محمود في مداخلتها النقدية أن هذه الذات لها علاقة بالجسد ليس في بعده الإيروتيكي بل في بعده الأنطولوجي بما هو تعبير عن مواقف الإنسان كما يبدو في روايات منى الشيمي وهنا تحدثت عن الجسد الخاص والجسد العام بالمعنى الذي يحدده الفيلسوف ميرلوبنتي، هذا الجسد يشهد أنواعا مختلفة من الصراع الذي يتطور عند منى الشيمي من رواية إلى أخرى يبدأ في مواجهة سلطة المجتمع ثم سلطة الميتافيزيقا وسلطة التاريخ وينتهي بأزمة الهوية التي تتشكل في روايات منى الشيمي وتبلور من رواية إلى أخرى تكشف من خلالها عن تغير أسئلة الهوية في الأدب العربي من سؤال «من نحن» إلى سؤال «كيف نكون». أسئلة الحضور للروائية المصرية منى الشيمي كانت في جوانب مختلفة من مسيرة الضيفة التي أشارت إلى الصعوبات التي واجهتها في بداية مسيرتها الأدبية بحكم أنها كانت تعيش في صعيد مصر وأنها كانت تتمنى أن يقرأ لها الأهالي في نجع حمادي لكنها تتفاجئ الآن بأن قراءها من كل الوطن العربي كما أكدت على أن القيمة الأدبية للنص هي التي تجعله يدافع عن نفسه ويفرض وجودها، كما تعرضت إلى المشهد الأدبي المصري وأكدت أن الرواية المصرية الآن تشهد نضجا وتطورا وتبرز أسماء كثيرة لها ما تضيفه لمدونة السرد العربي. نافذة على الأدب المصري بالنسبة لهذه الندوة فقد تحدثت عنها فاطمة بن محمود واعتبرتها مهمة لأنها تفتح نافذة عل الأدب المصري من خلال الروائية منى الشيمي التي لها العديد من الإصدارات القصصية والروائية والتي تحصلت من خلالها على جوائز مهمة مصرية وعربية من ذلك ان رواياتها التي اعتبرتها فاطمة بن محمود ثلاثية قد تحصلت جميعها على جوائز فرواية « لون هارب من قوس قزح تحصل على جائزة الهيئة المصرية لقصور الثقافة سنة 2003 ورواية « بحجم حبة عنب» تحصلت على جائزة ساويرس في مصر ووصلت الى القائمة الطويلة في جائزة البوكر العربية لسنة 2016 ورواية « وطن في الجيب الخلفي» تحصلت على جائزة كتارا لسنة 2017. قراءات شعرية على شرف الضيفة: في خاتمة اللقاء قرأ بعض الحاضرين من الشعراء قصائد تكريم للضيفة من ذلك قرأت سلوى الرابحي والمغربية ليلى نسيمي كما أهدتها الفنانة شيراز الجزيري واحدة من أغانيها باللغة الاسبانية صاحبتها رقصة فلامنكو. واهدت جمعية الكاتبات المغاربيات بعض الهدايا التذكارية للروائية المصرية التي كان يصاحبها في هذا اللقاء زوجها الاعلامي المصري الكبير أسامة الرحيمي. حضر اللقاء كوكبة من الاسماء التونسية الأدبية مثل مسعودة بوبكر وعبد العزيز بن عبد الله وسلوى الرابحي وليلى نسيمي وخالد الدرويش وغيرهم كما واكبته السيدة بختة الوسلاتي مديرة دار الثقافة ابن خلدون المغاربية التي يسّرت مشكورة هذا اللقاء في توقيت استثنائي.