عادة ما تتّجه اهتمامات جمهور ايام قرطاج السينمائية الى الافلام القصيرة والطويلة وتهمل افلام الفيديو التي لا تقلّ أهمية عن بقية الأفلام المعروضة في اقسام المهرجان. في الدورة العشرين لأيام قرطاج السينمائية تسجّل تونس حضورها بقوّة في قسم الفيديو إذ تشارك بتسعة أفلام بين قصيرة ومتوسطة وطويلة في قسمي البانوراما والمسابقة الرسمية. هذه الافلام: علي بلاغة اخراج حميدة بن عمّار و»عرائس السكر» اخراج انيس الاسود وحبال اخراج وليد ذوادي وقرطاج... لماذا؟ اخراج خالد مشكان ومنير مسلّم وكل من يخالف يعذّب جدا اخراج فيصل الحصايري والملجأ اخراج نادية تويجر والروح والقلب اخراج ملكة مهداوي وعلى خطى النسيان اخراج رجاء العماري وفاضل الجعايبي مسرح بلا قيود اخراج محمود بن محمود. والمتأمل في مواضيع هذه الافلام يلاحظ تنوّعها وهو تمشّ ايجابي يجعلنا ننتظر تحوّلا في السينما التونسية في السنوات القادمة أن بعض هؤلاء المخرجين قد يقدّمون أفلاما طويلة في المستقبل مختلفة عن الموجة التي سادت في الثمانينات. فمواضيع هذه الافلام تختلف من فيلم الى آخر ولا تقتصر على الحدود التونسية فرجاء العماري اهتمت في شريطها على خطى النسيان (58 دقيقة) بحياة الكاتبة السويسرية من أصل روسي ايزابال ايبرهارد التي عاشت مع البدو والرحل بين المغرب والجزائر وقضت ثلاث سنوات في تونس في بداية القرن قبل أن تموت في ظروف مأسوية... أما المخرج فيصل الحصايري فاهتم بعذابات الفلسطينيين من خلال شهادات بعض الذين تمّ ترحيلهم بعد حصار كنيسة القيامة ببيت لحم بمساعدة الاتحاد الاوروبي وحمل الشريط عنوان «كل من يخالف يعذّب». شريط «الروح والقلب» لملكة المهداوي كان شبيها بيوميات فرقة انشاد ديني اثناء التمارين والعروض وهي مجموعة احمد بلمام... وخصّص محمد بن محمود شريطه «مسرح بلا قيود» لتصوير مسيرة فاضل الجعايبي في المسرح والحياة، اما حميدة بن عمار فأنجز شريطا هو في الحقيقة بورتريه للفنان الكبير علي بلاّغة في حين اهتم أنيس الاسود في شريطه «عرائس السكر» بصناعة السكر في نابل ويقدّم الثنائي خالد مشكان ومنير مسلّم رؤية نقدية لأيام قرطاج السينمائية في شريط: قرطاج... لماذا؟ أما شريط «حبال» لوليد ذوادي فيتناول ازمة ابداع عند كاتب باكستاني وخصّصت نادية تويجر شريطها «الملجأ» لمقبرة الجلاز التي يستعملها البعض كملجأ روحي ربّما. هذه الافلام في أغلبها تعبّر عن هواجس حقيقية ورؤية فيها الكثير من الشعرية للحياة وللسينما... «أليس من يحب الحياة يذهب الى السينما»؟!