«الملجأ Le Refuge» لنادية تويجر واحد من الافلام التونسية القصيرة المدرجة في المسابقة الرسمية قسم الفيديو في أيام قرطاج السينمائية، هذا الشريط الذي يستغرق 25 دقيقة عرض في عدد كبير من المهرجانات قبل أن يتم اختياره للمسابقة الرسمية في تونس، ان عرض الشريط في أيام السينما الأوروبية بتونس ماي 2003 وفي مهرجان Argos في بروكسال وفي مهرجان الشريط الوثائقي ببيروت 2003 وفي مهرجان خطى الحياة بفرنسا نوفمبر 2003 وفي مهرجان الشاشة الوثائقية بفرنسا أيضا وآخر عروضه كانت في مهرجان الفيلم الفرنكفوني بنامير الذي حازت فيه نادية تويجر على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لاصالة التجربة وجمالية التناول خاصة أن الشريط هو العمل الاول لنادية تويجر. هذه المشاركات لنادية تويجر التي لم تتجاوز 27 سنة ليست غريبة فشريطها «الملجأ» يقدّم مقاربة سوسيو ثقافية لحياة المقابر وتحديدا مقبرة الجلاز، فهذا الشريط الذي برزت فيه مسحة شعرية عالية وبساطة في المفردة السينمائية يصور لنا الوجه الآخر للمقبرة التي تتوسط مدينة تونس من خلال يوميات شاب فشل في دراسته في سنّ مبكّرة فالتجأ للمقبرة التي وجد فيها الاطمئنان الروحي ومورد الرزق اذ يبيع «الزوان» وينظّف القبور ويتلو القرآن ولفرط السكينة والهدوء الذي وجده في المقبرة أصبح لا يرغب في الحياة خارجها اذ بدت له مجاورة الموتى أجمل بكثير من العيش مع الأحياء الذين لم يجد لديهم الا الكذب والنفاق والانتهازية. إنّ هذا الشريط يبشّر بولادة مخرجة لا شك أن المستقبل سيمنحها فرصا أكبر لانتاج سينما فيها الكثير من حياتنا وأحلام البسطاء تفاصيلهم الصغيرة.