شدّد إلياس المنكبي الرئيس المدير العام للخطوط الجوية التونسية على أن تقادم أسطول الطائرات ومحدوديته يعيق الاستفادة من الفرص الكبيرة لتوسيع النشاط التجاري للشركة باتجاه عدة أنحاء من العالم. قريبا بيكين ونيويورك وإفريقيا أكبر الأسواق تونس (الشروق) ولاحظ في حوار مع «الشروق» أن الشركة توصلت بإمكانياتها الذاتية الى تحقيق رقم قياسي في المداخيل عام 2018 ببلوغ عتبة 1500 مليون دينار وهو رقم لم يسجّل منذ تأسيس الشركة. عودة التوازن المالي كما أشار الى أنه دون احتساب فاتورة الارتفاع المشط لأسعار المحروقات تكون الشركة قد حققت توازناتها المالية خلال العام المنقضي عقب مراكمة خسائر صافية بنحو 1200 مليون دينار بين 2011 و2012 وذلك بفضل الارتفاع الملحوظ لعدد المسافرين الذي أدرك عتبة أربعة ملايين مسافر. وهو رقم لم يسجل منذ 2008. وسجلت الخطوط التونسية في السياق ذاته تواصل المنحى التصاعدي للمؤشرات التجارية طيلة 20 شهرا دون انقطاع. دعم أمريكي أكد ر. م. ع. الخطوط التونسية اعتزام هذه الأخيرة مواصلة التوسع التجاري باتجاه كل من أمريكا وآسيا وأفريقيا ملاحظا أن الموقع الجغرافي لتونس يؤهلها كي تكون واحدا من أهم أقطاب الربط الجوي في العالم. وأعلن في هذا الصدد أن الشركة دخلت في مفاوضات مباشرة مع مجموعة «آيرباص» لاقتناء طائرة جديدة كبير ة الحجم من طراز «A330NEO» وذلك تميهدا لفتح خطين مباشرين الأول باتجاه مدينة نيويوركالأمريكية والثاني باتجاه العاصمة الصينية بيكين. ولاحظ أن خط نيويورك يحظى بدعم قوي من السلطات الأمريكية التي عبّرت عن استعدادها لتمكين الخطوط التونسية من فضاء للإقامة القصيرة وذلك لتسهيل رحلات «الترانزيت» بين أفريقيا والولايات المتحدة عبر تونس. كما أشار الى أن الشركة بصدد انتظار تأشيرات سلطة الإشراف لاقتناء ست طائرات جديدة من طراز «AIR BVS NIO» بصيغة «كراء تملّك» التي تعفي الخطوط التونسية من شرط التمويل الذاتي مؤكدا أن هذه الصيغة توفّق بين الأوضاع المالية الراهنة للشركة والصبغة العاجلة لتجديد الأسطول الذي يضم حاليا 24 طائرة معدل أعمارها 18 عاما. وتابع أن تدعيم الأسطول بست طائرات جديدة سيتيح بالخصوص التوسع نحو إفريقيا بمعدل ثلاثة خطوط مباشرة جديدة كل عام مشددا على أن إفريقيا تعد أكبر سوق للنقل الجوي أمام تونس خصوصا في ضوء نسب النمو المتسارعة التي تشهدها عديد البلدان الإفريقية. أسباب التأخير أوضح إلياس المنكبي بخصوص تشكيات المسافرين من تواتر تأخير الرحلات أن هذه الظاهرة تقلصت بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة. وهي تعود الى عاملين أساسيين هما تقادم الأسطول الذي يفرض جهدا أطول على مستوى الصيانة وضيق مطار تونسقرطاج الذي يستقبل سنويا ستة ملايين مسافر فيما لا تتعدّى طاقة استيعابه 4٫5 ملايين مسافر. وهو ما يؤدي آليا الى تأخير في قيام الرحلات خاصة في فترات الذروة التي تشهد أحيانا قيام 15 رحلة في ذات الوقت. زائدون على النصاب وأعلن في المقابل أن الخطوط التونسية بصدد انتظار تأشيرة سلطة الاشراف لتنفيذ برنامج إعادة الهيكلة الذي سيمكن من تسريح 1400 عون زائدين على النصاب مع تمكينهم من كافة حقوقهم المادية والاجتماعية مشدّدا على الصبغة العاجلة لهذا البرنامج في خضم تواصل تداعيات الانتدابات العشوائية لما بعد جانفي 2011 على موازنات الشركة وهو ما يحول أيضا دون تنفيذ انتدابات ملحة لا سيما في الاختصاصات التقنية والتجارية. وخلص الى التأكيد على أنه بتنفيذ برنامج إعادة الهيكلة وتعصير أسطول الطائرات يرجح أن تعود الخطوط التونسية الى تحقيق الأرباح انطلاقا من العام الحالي.