رجّح إلياس المنكبي الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية التونسية أن تستعيد الشركة توازنها المالي في موفّى هذا العام الذي سوف يشهد تجاوز النتائج القياسية لسنة 2008 ببلوغ نحو أربعة ملايين مسافر. تقادم الأسطول وراء تأخر الرحلات... وقريبا 6 طائرات جديدة تونس (الشروق) ولاحظ في حوار مع «الشروق» أن تواتر تأخير الرحلات هذه الصائفة يعود بالأساس الى محدودية أسطول الشركة الذي جعلها لا تلبي نحو ٪40 من طلبات نقل السياح الى تونس. وأعلن في المقابل أن الخطوط التونسية سوف تتجاوز بدءا من العام القادم مشكل تقادم الأسطول ومحدوديته باقتناء ست طائرات جديدة من أحدث طراز. الحوار أتى أيضا على مخطط توسّع الخطوط التونسية خاصة نحو أمريكا وأفريقيا وإعادة هيكلة الشركة بدءا بهذا السؤال. شهدت رحلات الخطوط التونسية خلال هذه الصائفة تواتر التأخيرات التي أدركت 7 ساعات في بعض الرحلات... فما هي الأسباب؟ مشكل تأخر الرحلات خلال موسم الذروة ليس بجديد. لكنه برز أكثر هذه الصائفة لعدة أسباب موضوعية أولها كثافة الطلب على الخطوط التونسية بسبب تلاقي عدة مواسم وتظاهرات كبرى منها كأس العالم لكرة القدم وعودة الجالية الى تونس ورحلات الحجيج الى جنب التدفق السياحي الاستثنائي هذه الصائفة مقارنة بالأعوام الأخيرة والذي جعلنا لا نتمكن من تلبية نحو ٪40 من رحلات الشارتر على تونس. وفي خضم هذا الوضع اضطرّت الشركة الى الرفع من مدة استغلال الطائرات التي تشتغل بوتيرة تسع ساعات في اليوم مقابل 7 ساعات فوي العادة وذلك لتأمين أكثر من 120 رحلة يوميا... ولا تنس أيضا أن مشكل تقادم الأسطول في ظل تجاوز معدل عمر الطائرات 18 سنة يفرض علينا إخضاعها يوميا الى مراقبة مزدوجة تتسبّب في تأخير بعض الرحلات وذلك لتأمين سلامة الرحلات والحفاظ بالتالي على سمعة الشركة التي تتصدّر قائمة شركات الطيران على مستوى مؤشر السلامة. لكن الشركة أعلنت منذ مدة أنها تعتزم اقتناء ست طائرات جديدة. لماذا تأخرت هذه الصفقة؟ أولا ينبغي الإشارة الى أننا واجهنا الطلب الكبير هذا الموسم بتسوّغ خمس طائرات جديدة دعمت نسبيا جاهزية الخطوط التونسية... لكنها لا تحل المشكل نهائيا. فالشركة تشتغل اليوم ب24 طائرة متقادمة مقابل 32 طائرة عام 2010... وفيما الطلب يتجاوز الأرقام المرجعية لسنة 2008 ينتظر أن يدرك عدد المسافرين هذا العام عتبة أربعة ملايين مسافر. ومن هذا المنطلق اتجهنا الى تعزيز الأسطول بوضع برنامج لاقتناء ست طائرات من الجيل الجديد «Airbus 320 NEO» بصيغة تراعي الظرف المالي للشركة التي لا يمكنها تحمل التمويل الذاتي في الظرف الراهن. وهي «كراء تملك» عبر شركة ايجار مالي. وقد استكملت الشركة منذ عدة أشهر كل تدابير تنفيذ هذه الصفقة لكن الإجراءات الثقيلة التي تخضع لها الخطوط التونسية بوصفها منشأة عمومية حتم إرجاء تنفيذ هذه الصفقة الى السداسي الأول من 2019. في ذات الاطار لا يزال برنامج التطهير الاجتماعي يراوح مكانه رغم صبغته العاجلة بسبب الإغراق الذي تعرضت له الخطوط التونسية بعد 2011 وجعلها تراكم خسائر ضخمة؟ بالفعل وقع إغراق الخطوط التونسية بما لا يقل عن 800 انتداب في اختصاصات لا علاقة لها بالطيران. وهو ما طرح مشكلين أولهما تضخم الأعباء الاجتماعية وثانيهما صعوبة إنجاز انتدابات ملحة خاصة في الاختصاصات التقنية. كما تجدر الاشارة الى أن الاغراق الاجتماعي أدرك ذروته في شركة الخدمات الأرضية التي كانت تدر أرباحا سنوية تناهز 50 مليون دينار. وأصبحت بعد 2010 تعاني من كتلة أجور تعادل ٪130 من مداخيلها؟ وعلى هذا الأساس وضع برنامج لتسريح 1400 عون مع تمكينهم من كل حقوقهم المادية والاجتماعية وهو الآن بصدد استكمال الهيكلة المالية للمرور الى التنفيذ. بعد سنوات من تراكم الخسائر هل ستعود الخطوط التونسية الى تحقيق الأرباح؟ ينتظر أن نسجل هذا العام زيادة في المداخيل بنحو 130 مليون دينار. وهو ما سيمكن الشركة من تحقيق التوازن المالي لأول مرة منذ 2010 علما أن الشركة كانت راكمت خسائر بنحو 1200 مليون دينار بين 2011 و2016 قبل أن تتمكن من التخفيض في الخسائر بقرابة 50٪ منذ 2017. وباقتناء طائرات جديدة العام القادم سوف تعود الشركة الى تحقيق الأرباح لجهة الطلب الكبير على الخطوط التونسية. حيث قمنا على سبيل المثال خلال الآونة الأخيرة بمضاعفة وتيرة الرحلات على خط «مونتريال» أي أربع رحلات في الأسبوع ولو كان الأسطول يسمح لأدركنا 7 رحلات أسبوعيا. على ذكر خط مونتريال أعلنت الشركة منذ مدة أنها تعتزم إحداث خط جديد يربط مطار تونسقرطاج بمطار نيويورك.. متى سيرى هذا المشروع النور؟ نتوقع أن تطلع أول رحلة في ديسمبر من هذا العام ونحن بصدد استكمال الاستعداد لتشغيل هذا الخط خاصة بإيجاد الصيغ اللازمة لاقتناء طائرة جديدة كبيرة الحجم من طراز A330.. علما أن هذا الخط يلقى دعما كبيرا من السلطات الأمريكية التي أبدت استعدادها لإيجاد فضاء داخل مطار نيويورك لإيواء المسافرين الأفارقة في اطار رحلات ترانزيت. في ذات الإطار كانت أعلنت الخطوط التونسية اعتزامها إحداث خطوط مباشرة على أفريقيا أين وصل تجسيم هذا المخطط؟ تجدر الاشارة أولا الى أنه في خضم التحولات التي تشهدها الملاحة الجوية على الصعيدين الاقليمي والعالمي الى جانب النمو الاقتصادي السريع للمنطقة الافريقية فإن هذه الأخيرة بصدد تدعيم موقعها كأول سوق طيران متاحة أمام تونس التي يؤهلها موقعها الجغرافي كي تكون من أهم مناطق الربط الجوية Hob على الصعيد العالمي.. ومن ثمة نسعى الى مزيد التوسع في اتجاه أفريقيا بإضافة عشرة خطوط من هنا الى 2021 ويرجح أن يتم في الخريف القادم ربط تونس بالخرطوم الى جانب إحداث خطين جديدين العام القادم على أفريقيا.