نالت المسرحية الطوق والاسورة المصرية جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وقال الجزائري عمر فطموش رئيس لجنة تحكيم الجائزة التي تنافست عليها هذا العام ثمانية عروض عند إعلان النتيجة بدار الأوبرا المصرية «عقدت لجنة التحكيم جلسات نقاشية معمقة بعد كل عرض، وناقشت كافة التفاصيل الفنية للوصول إلى حكم كامل وشامل». القاهرة «الشروق» : وأضاف «رأت اللجنة وصول أربعة عروض لحالة التنافس النهائي، وهي وفقا لجدول العرض بالمهرجان.. ‘الطوق والاسورة‘ من مصر و‘ذاكرة قصيرة‘ من تونس و‘المجنون‘ من الإمارات و‘الرحمة‘ من الكويت، وذهبت الجائزة إلى العرض المصري». واستضافت القاهرة الدورة الحادية عشرة من مهرجان المسرح العربي في الفترة من 10 إلى 16 جانفي بمشاركة 27 عرضا ونحو 650 مسرحيا من مختلف الدول العربية واعلنت عمان العاصمة الاردنية بلدا مستضيفا للدور ة القادمة. وجاء حفل الاختتام وسط اجواء موسيقية حماسية تغني للعروبة وتستعيد أمجاد الوحدة العربية ثم تم اختتام مهرجان المسرح العربي بالقاهرة حيث غنى كورال الاطفال «أحلف بسماها وترابها " وكل اخ عربي اخي " وتنبعث من هذه الاختيارات الموسيقية قيم الوحدة والتآزر العربي عززتها كلمة الامين العام للهيئة العربية اسماعيل عبدالله الذي ذكر فيها ب"ان المهرجان تم افتتاحه على ايقاع اغنية «وطني حبيبي وطني الاكبر» كفاتحة للحدث وسرعان ما انتشر المسرح في شريان مصر وسعى سعي المحب في ارجائها ليجمع المهرجان الشمل ويحمل الحلم " فلسفة المهرجان اذن واضحةو هي تدعيم روابط الاخوة العربية ثقافيا وهو ماجعل ايام المهرجان فرصة للقاء وتبادل الخبرات والمعارف المسرحية الطوق والأسورة مسرحية الطوق والأسورة» عن رواية يحيي الطاهر عبدالله، دراماتورج سامح مهران، إخراج ناصر عبد المنعم، بطولة فاطمة محمد علي، فرح حاتم، محمود الزيات، مارتينا عادل، أحمد طارق، أشرف شكري، شريف القزاز، شبراوي محمد، سارة عادل، إيمان حسين، نائل علي، ديكور محيي فهمي، أزياء نعيمة عجمي، رؤية موسيقية جمال رشاد، نحت أسامة عبد المنعم ومن انتاج مسرح الطليعة وكانت المسرحية قد تم تقديمها من سنوات في شكل فيلم سينمائي وعمل مسرحي قبل ان تعيد فرقة الطليعة المصرية بناءها مسرحيا . وقد اثارت اختيارات ناصر عبد المنعم جدلا ووصل ببعضهم الى التشكيك في مستوى العمل واعتبار التتويج سياسيا غير ان هذه المسرحية المنطلقة من نص ثري ليحي الطاهر عبدالله بدراماتورجيا ساحرة لسامح مهران اختارمخرجها شكلا فنيا يشبه المسرح الشعبي ولكنه بتصور فلسفي ورؤية عميقة زادها اداء الممثلين سحرا . وقد صرح لنا الدكتور والمخرج المسرحي فهمي الخولى عن عرض الطوق و الأسورة قبل الاعلان عن النتائج فقال :» ان عرض الطوق والأسورة عرض مشرف جدا، واتوقع ان يحصد العديد من جوائز المهرجان العربي للمسرح، فهو عرض مشرف ويليق بمصر والمسرح المصري والعربي». وتابع الخولى معبرا عن سعادته حيث قال:»انا سعيد بكل عناصر العرض بدءا من الدراماتورج للدكتور سامح مهران والتأليف للكاتب الكبير يحيى الطاهر عبد الله، والإخراج المتمكن للمخرج ناصر عبد المنعم وكل أبطال العرض المسرحي من ممثلين وموسيقيين فهو عرض عميق ومهم، ويحمل العديد من الدلالات والإيماءات والإشارات والسميولوجيا التي خلفه». وأختتم الخولى أن العرض استطاع أن يتحدى الزمن ليعود برؤية جديدة وعرض مكتمل لكل العناصر» مخرجون وفنانون: المهرجان العربي للمسرح يتحدّى نفسه في كل عام قال الكاتب والمخرج الجزائري عمر فطموش مدير المسرح الجهوى بالجزائر أنه كانت له الفرصة في متابعة المهرجان في ثلاث دول عربية في الكويت والشارقة، وقد لاحظت في هذه الدورة أن المهرجان قد فتح فضاءات إضافية جمالية واستثنائية وذلك بالنسبة لمختلف فنون المسرح بدءًا من إعداد الممثل وتكوينة والمحاور الفكرية، والابحاث العلمية، ومسابقات التأليف المسرحي للكتاب الشباب. وأضاف فطموش أن مثل تلك الفرص التي تمنحها الهيئة العربية للشباب تمنحهم فرصا في عرض انتاجاتهم الإبداعيةفي البلدان العربية، وهنا يمكن القول أن المهرجان العربي للمسرح يتحدى نفسه على مستوى التنظيم، خاصة وأن الدورة الحادية عشرة تنطلق من القاهرة وبالترحاب الممعروف عند المصريين. وان مهرجان الهيئة هو فضاء أساسي للتعارف ولتلاقي المبدعين العرب من أجل خلق ديناميكية جديدة من أجل خلق مسرح عربي جديد ومتجدد. قال المخرج والمسؤول الاعلامي بالهيئة غنام غنام ان تكريم هذا العدد من الفنانين من مصر هو انصاف للذخيرة الكبيرة التي تملكها مصر من المبدعين والمسرحيين ممن لديهم اياد بيضاء على المسرح في الوطن العربي وان هناك راحلون يستحقون التكريم امثال نهاد صليحة وكرم مطاوع وسعد ادرش .. وأكد على تبني الهيئة لاستراتيجية التعاون فيما يخص المسرح المدرسي ومحاولة الارتقاء به باعتباره النواة الاولى والاساسية التي تغرس في الاجيال القادمة حب المسرح والعمل من اجله ونادى بزيادة المرونة في الاجراءات الادارية المصرية بهدف زيادة عدد المعلمين المتعاونين مع المشروع مقارنة بباقي المعلمين في الوطن العربي . وقال النجم عزت العلايلي ان هناك ثلاث مسرحيين حلموا بتقديم مسرح مجاني للجماهيير يقدم متعة والثقافة وهم الفنان رشوان توفيق والمخرج الراحل أحمد توفيق وعزت العلايلي. واضاف في ندوة تكريمه ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة من المهرجان انه تكفل بتحقيق ذلك المشروع وناقش الامر مع وزير الثقافة والاعلام وقتها عبد القادر حاتم الذي تفاعل مع المشروع وارسله في بعثة الى لندن لدراسة التجربة المسرحية والاستفادة منها وتابع العلايلي « جئت من لندن محملا بأوراق كثيرة عن كل شيء يخص المسرح وكيفية القيام بنهضة مسرحية وقام الوزير بانشاء ثلاث فرق مسرحية تلفزيونية واسند ادارتها الى الفنان السيد بدير وقد ادى النجاح الكبير الذي عرفته تلك الفرق الى قرار وزاري مفادة زيادة عددها لتصل الى عشر فرق قدمت للفن المسرحي عشرات النجوم وقدمت لمصر الثقافة والمتعة . فيما صرح لنا الفنان أشرف عبد الغفور : ان الله خلق الانسان جسدا وعقلا وروحا غير ان الروح دائما مايتم تهميشها في وطننا العربي كم يتم استبعادها كأولوية في كثير من دولنا العربية وان هذه الروح حينما تفسد يفسد كل شي بالضرورة وهذه الروح لا ينميها ويحافظ عليها غير الفن والثقافة كما يغذيها المسرح بشكل خاص بما له من خصوصيات تنبع من قيم القيم التي يعمل على نشرها ,, اننا كعرب نتبع دائما الاشخاص فاذا كان القائد مثقفا مهتما بالفن ازدهرت الثقافة وهنا اجدني احيي الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة الذي جعل امارته منارة للمسرح تصل انوارها الى كامل ارجاء الوطن العربي وهانحن نجتمع هنا في القاهرة على حب المسرح والقيم الاصيلة.