شاركت مسرحية طواسين للممثل والمخرج حافظ خليفة في الدورة الاولى لمهرجان بغداد لمسرح الشباب الذي انطلق يوم 4 نوفمبر ليتواصل الى غاية يوم 13 من نفس الشهر . و تبعا لمستوى المشاركات العربية التي قدمت من سوريا ومصر والجزائر والمغرب والإمارات والاردن وسوريا وعمان وطبعا من العراق فقد تميزت مسرحية طواسين بحرفية عالية على المستوى الصورة والإبهار المشهدي والتناغم الايقاعي بين جميع اللوحات مما أهلها للفوز بجائزة لجنة التحكيم و بجائزة أفضل ممثل وهو نادر بلعيد الذي جسد بامتياز دور السهروردي . وقد اعتبر الجمهور العربي الحاضر أن هذه المسرحية قدمت طرحا جريئا في تناولها للشخصيات الصوفية التي لها مرجعية مقدسة لدى العراقيين وبقدر جرأة النص بقدر طغيان الناحية الحرفية في الجانب الاخراجي وهو ما يدعم جدارة هذه المسرحية بالتتويجات التي حضيت بها سواء في العراق او في جميع المحافل العربية مثل الجزائر والمغرب . و للتأكيد ما فتئت مسرحية طواسين تسترعي الانتباه يوما بعد يوم و عرضا بعد عرض و تفتح مجالات عديدة للتأمل والغوص في أعماق هذا العمل ناهيك وأنها تغوص في فترة من فترات تاريخ الأدب العربي القديم من خلال استحضار رموز التصوف آنذاك ومدى تفاعلهم مع المستجدات السياسية والاجتماعية مثل ابن عربي والحلاج وقرمط والسهرودي وقد اعتمد المخرج حافظ خليفة في العملية الاخراجية على خطاب يراوح بين الفكري والنخبوي وبين الشعبي والشعبوي في إطار إخراجي يعتمد على السينوغرافيا المتحركة والإنارة الركحية و الإبهار المشهدي . وتألفت لجنة تحكيم المهرجان من شيخ المسرحيين العراقيين سامي عبد الحميد كرئيس للجنة والاعضاء سامح مهران من مصر ، و زهيرة بن عمار من تونس ، جواد الاسدي من العراق والدكتور احمد الغازي من العراق واحمد عامر من تونس ، وفؤاد الشطي من الكويت ، وأكرم اليوسف من سوريا، والفنان أحمد عودة من العرؤاق مقرر للجنة اما لجنة المشاهدة فتألفت من الدكتور ميمون الخالدي رئيساً، والدكتور هيثم عبد الرزاق عضواً والدكتور حسين علي هارف عضواً والدكتور ياسين إسماعيل عضواً والدكتورة ليلى محمد عضواً والأستاذ سهيل البياتي عضواً ومقرراً. وبالنسبة لعرض الاختتام فقد اختارت ادارة المهرجان ان تونس هي من يكون لها شرف اختتام المهرجان من خلال مسرحية " قصر الشوك " للمخرج نعمان حمدة وقد استرعت المسرحية انتباه المشاهدين لما تميز به نعمان من حرفية في الاخراج نجح في شد انتباه المشاهدين من خلال الايقاع المشهدي للعمل وطريقة توظيف المؤثرات الصوتية حيث كان مقتصدا فيها ولم يبحث عن الإبهار والاستعراض المجاني بل اكتفى بإشارات صوتية حادّة يصدرها منبّه آلة طبية في الو العرض وبدقّات قلب مضخّمة وبعد المؤثرات المشهدية والموسيقية التي تخدم سيق الاحداث وقد ابهر أداء الممثلين جل الحاضرين ونذكرهم على التوالي عبد المنعم شويات جميلة الشيحي وغازي الزغباني وجميلة الدشراوي ونور الدين البوسالمي