يتواصل الإضراب الإداري لاتحاد الأساتذة الجامعيين الباحثين في 72 مؤسسة جامعية ليحرم بذلك 120 ألف طالب من إجراء امتحانات السداسي الأول و ربما الثاني في ظل انسداد قنوات الحوار والتواصل بين اتحاد «اجابة» و وزارة التعليم العالي. تونس الشروق: يبدو أن سيناريو السنة الجامعية الماضية و ما شهدته من تعثر واضطرابات كادت أن تعصف بها لولا التدخل في الأسابيع الأخيرة، يتكرر هذه السنة في أغلب المؤسسات الجامعية التي يواصل فيها الأساتذة الجامعيون الباحثون التونسيون إضرابهم الاداري بعد سلسلة من التحركات الاحتجاجية تراوحت بين الإضراب الدوري وحجب أعداد الأشغال التطبيقية وفروض المراقبة و حمل الشارة الحمراء . فالوضع القاتم الذي تعيشه الجامعة التونسية العمومية الْيَوْمَ أكثر من كارثي جراء ما تشهده من تجاذبات و صراعات بين الهياكل النقابية و وزارة التعليم العالي و البحث العلمي تحولت الى معركة حقيقية نتج عنها ارتهان للامتحانات و حرمان 120 ألف طالب من حقهم في إنجاز الفروض بسبب ما اعتبره اتحاد الأساتذة الجامعيين الباحثين " اجابة" انقلابا على التعهدات و عدم التزام بالاتفاقيات المبرمة مع سلطة الإشراف و أهمها اتفاق 7 جوان 2018. هذا الوضع "المترهل "جعل شبح السنة الجامعية البيضاء يتضح يوما بعد آخر مما يحتم على مختلف الأطراف المعنية الاسراع في حلحلة الأزمة و إيجاد مخرج يجنب آلاف الطلبة تبعات الصراع القائم و يحيدهم عن الخلاف الحاصل بين الوزارة و اتحاد "اجابة" الذي هدد بالتصعيد في نسق احتجاجاته محملا المسؤولية الكاملة لوزير التعليم العالي و البحث العلمي . و أكد المنسق العام المساعد لاتحاد "اجابة" زياد بن عمر في تصريح ل"الشروق "أن الوضع داخل المؤسسات الجامعية انفجاري و أن وزير التعليم العالي بسياسته المعتمدة في التعامل مع الجامعيين بصدد اللعب بالنار غير عابئ بخطورة ذلك محذرا إياه مما قد ينجر عن تجاهله لمطالب الجامعيين الباحثين و من محاولته الزج بالطلبة داخل هذه المعركة و جعلهم وقودا للصراع القائم و تكرار سيناريو السنة الجامعية الفارطة . و أشار المنسق العام المساعد للاتحاد أن سلطة الإشراف لم تستوعب الدرس بعد و لم تع أهمية التنازلات التي قدمها الجامعيون الباحثون في السنة الفارطة على أن تلتزم بتعهداتها المضمنة في اتفاق 7 جوان لنجدها الْيَوْمَ تجترّ سيناريو أزمة السنة الماضية ذاته. و هو ما سوف يتصدى له الجامعيون بشراسة على حد قوله . وقال زياد بن عمر إن الأزمة على أشدّها وإن الجامعيين متشبثون بمطالبهم المشروعة والمؤجلة منذ سنوات وعلى رأسها عدالة التأجير في الوظيفة العمومية من خلال احترام سلّم التأجير على أساس الشهائد العلمية وفتح باب المناظرات لانتداب الدكاترة المعطّلين عن العمل مشيرا الى أن الاتفاق الأخير المبرم مع الجامعة العامة للتعليم العالي لا يمثل الأساتذة الجامعيين الباحثين لأن النقاط الواردة فيه تتناقض مع مطالبهم على غرار مطلب توحيد الأسلاك . و جدد بن عمر تمسكه بعدم توحيد أسلاك إطار التدريس والحفاظ على خصوصية كل سلك في نظام أساسي مستقلّ به يحترم الشهائد العلمية وخصوصيات التدرّج العلمي والبحثي في كل مسار مهني دون الخلط ما بين هو علمي بحثي و بين ما هو امتيازات اجتماعية ، محذرا من خطورة محاولة الوزارة تمرير المنشور رقم 60 المتعلق بخلق الإجازة الوطنية الموحدة و تأهيل الاجازات الجديدة أو إعادة تأهيل الاجازات وهو ما من شأنه كسر نظام الإجازة وإغلاق المؤسسات الجامعية الصغرى و تهديد العلوم الانسانية على حد قوله . و اعتبر بن عمر أن جملة "المشاريع التي تعتبرها الوزارة إصلاحية هي مشاريع تدميرية وإقصائية بالأساس حيكت في مكاتب مغلقة دون تشريك الهياكل ذات العلاقة" مؤكدا أن الاحتقان الذي يسود كافة الجامعيين الباحثين لن تنجح تصريحات الوزير في التخفيف منه. و إن التصعيد وارد. و قد يطال امتحانات السداسي الثاني في صورة مواصلة سلطة الاشراف تعنتها . و حمل المنسق العام المساعد لاتحاد الأساتذة الجامعيين الباحثين "اجابة "مسؤولية التلاعب بمستقبل السنة الجامعية لكل من وزير التعليم العالي و رئيس الحكومة و رئيس الجمهورية داعيا إياهم الى تحمل مسؤولياتهم في ما بات يهدد آلاف الطلبة . أين الوزارة ؟ حاولنا الاتصال مرارا بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتوضيح موقفها تجاه تواصل الاضراب الاداري للأساتذة الجامعيين الباحثين التونسيين و ما تشهده المؤسسات الجامعية من اضطرابات تهدد السنة الجامعية الا أنه لم يتسن لنا ذلك . و كانت وزارة التعليم العالي و البحث العلمي قد أكدت في وقت سابق أن الحديث عن سنة جامعية بيضاء سابق لأوانه باعتبار أن باب التفاوض و الحوار مع اتحاد "اجابة" مفتوح لإيجاد الحلول الممكنة في أقرب الآجال مؤكدة أنها بصدد متابعة جملة الاضطرابات التي تشهدها بعض المؤسسات الجامعية بالتنسيق مع رؤساء الجامعات و العمداء . و في ما يتعلق باتفاق 7 جوان 2018 الذي تم بمقتضاه إلغاء الإضراب الإداري في السنة الفارطة ، أكدت وزارة التعليم العالي أنها بصدد تفعيله نقطة بنقطة . أرقام * 73 مؤسسة جامعية شاركت في الإضراب الإداري و التي امتنع فيها الجامعيون الباحثون عن إعطاء مواضيع الامتحانات للدورة الرئيسية للسنة الجامعية 2019/2018 . * بلغ عدد الطلبة الذين حرموا من إنجاز امتحاناتهم في العديد من المؤسسات الجامعية 120 ألف طالب . * يتواصل الإضراب الإداري للأساتذة الجامعيين الباحثين التونسيين لليوم 22 على التوالي .