بَعد ضَمان الصّدارة في البطولة المحلية، انطلق الترجي الرياضي في التحضير لرهان آخر مُهمّ وهو الكأس التي ستضعه يوم الثلاثاء القادم في إمتحان «الجليزة». ويستعدّ الترجي لرحلة الجنوب وسط غياب قائده خليل شمّام ونجمه الليبي الجديد حمدو الهوني بسبب الإصابة التي ستحكم على هذا الثنائي بالإحتجاب عن الملاعب لمدّة ثلاثة أسابيع. ويكتسي لقاء الكأس أهمية بالغة بحكم أنه يأتي قبل الرّحلة القارية المُرتقبة إلى جنوب إفريقيا الشيء الذي يفرض الإنتصار على «الجليزة» لإنعاش المَعنويات قبل مُلاقاة «أورلاندو بيراتس». كما أن الفريق يُعلّق آمالا عريضة على مباراة قابس لتعويض الإخفاق الذي مُني به في النُسختين المَاضيتين من كأس تونس. لا للاستغناء عن شمّام رغم الإختلافات الحَاصلة بين الفنيين والمحبين بشأن الإضافات التي يُقدّمها خليل شمّام للترجي فإن كلّ الوقائع تثبت بأن قائد الجمعية يَضطلع بأدوار مُؤثرة من الناحيتين الدفاعية والقيادية بما أن اللاعب يشكل أحد الدعائم الأساسية في المنطقة الخَلفية ويقوم في الوقت نفسه بمَهام كبيرة في تَوجيه زملائه خاصّة في المَواقف الصّعبة. كما أن مسيرته الزاخرة بالألقاب المحلية والدولية تُقيم بدورها الحجّة على البصمة الواضحة لهذا اللاعب المُتوّج ب 8 بطولات و4 كؤوس فضلا عن رابطة الأبطال الإفريقية والكأس العربية في مُناسبتين. ومن هذا المُنطلق، فإن الجهات الفَاعلة في الحديقة «ب» تساند بقوّة تجديد الإرتباط مع «الكَابتن» شمّام ولو بموسم واحد ومن المعروف أن خليل موجود في قائمة اللاعبين الذين تَنتهي عقودهم في مُوفّى جوان القادم (تماما مثل الجمل والمشاني والدربالي وبن محمّد وبقير والشعلالي والرجايبي). ومن المؤكد أن هيئة المدب لن تصطدم بعوائق تُذكر لتمديد مسيرة شمّام الذي أكد مِرارا وتكرارا أنه باق دون شروط بالنظر إلى علاقته العُضوية بناديه وربّما أيضا بسبب إتّعاظه من درس «المُغامرة» السّابقة في البرتغال والتي لم يَجن منها خليل غير الصُداع. القائمة الإفريقية بالتوازي مع إضافة المُنتدبين الثلاثة الجُدد للقائمة الإفريقية يَدرس أهل الدار إمكانية تعزيز هذه اللائحة ببعض الوجوه الشابة. وتؤكد المعلومات التي بحوزتنا أن رائد الفادع ضمن المرشحين لإقتلاع مقعد في قائمة «الكَوارجية» المَعنيين بخوض منافسات رابطة الأبطال. وكان رائد قد لفت الأنظار عندما ظهر بشكل «مُفاجىء» في لقاء الشبيبة القيروانية المُنتهي آنذاك بفوز الترجيين بهدفين نظيفين سَجلهما الخنيسي والفادع. الجَدير بالذّكر أن يوم 31 جانفي هو آخر أجل لغلق القائمة التكميلية للمُسابقة القارية. رسالة مضمونة الوُصول خلال المُواجهة الأخيرة في بنزرت سَحب الشعباني أكثر من نجم مُهمّ في التشكيلة الأساسية كما هو شأن الدربالي وبن محمّد و»كوم» والبلايلي والبدري. ومن الواضح أن هذا الإجراء يَحمل في طيّاته جملة من الدلالات منها تأكيد ثراء الزاد البشري للجمعية وتوجيه رسالة مضمونة الوصول إلى بعض النجوم التي أوهمت نفسها بأنها تَتمتّع ب»الحَصانة» لغياب البدائل القادرة على مُنافستها وإزاحتها من أماكنها. ولاشك أيضا في أن سحب البساط من تحت بعض الأقدام المُؤثرة يُعدّ من «الإنذارات الضِّمنية» للأسماء التي قد يَخطر على بَالها الدخول في لعبة «المُزايدات» لحظة التفاوض معها على تجديد عقودها كما هو الحَال بالنسبة إلى بن محمّد الذي يُثير صَخبا كبيرا بفعل العروض «المُتهاطلة» عليه في الوقت الذي يسعى فيه النادي إلى تَمديد إقامته بإمتيازات مَعقولة. «جُونيور» يَقترب أشرنا في أعداد سابقة إلى أنّ المُهاجم النيجيري الجديد للترجي «جُونيور لوكازا» يحتاج إلى عمل بدني مُكثّف ليُصبح جاهزا للمُراهنة على مقعد في مُقدّمة الهُجوم ولو أنّ المَهمّة لن تكون سهلة في ظلّ «الإنتفاضة» الكَبيرة لطه ياسين الخنيسي. وتفيد آخر المُستجدات في ملف «جُونيور لوكازا» أنّ اللاعب قطع أشواطا عِملاقة في برنامجه التأهيلي ومن غير المُستبعد أن يَقتلع مقعدا ضمن القائمة المُوسّعة التي سيختارها معين الشعباني بمناسبة الرحلة المُنتظرة إلى قابس. بن صغير في تَحدّ كبير يُسابق ماهر بن صغير الزّمن في سبيل الإلتحاق بالمجموعة بعد فترة طويلة من الغياب بسبب الإصابة التي كان قد تعرّض لها على مستوى العظم الجانبي للرّجل وذلك في شهر أكتوبر الفَارط بعد إلتحام عفوي مع زميله علي الجمل. وتؤكد المعلومات التي بحوزتنا أنّ بن صغير يحتاج إلى المزيد من الوقت ليسترجع كامل مُؤهلاته. وسيكون ماهر في تَحدّ كبير بما أنه أمام حتمية تعويض انطلاقته المُتعثّرة مع الفريق ومن الضروري حسب الكثيرين أن يتخلّى فورا عن «صناعة المشاكل» لإنقاذ مسيرته مع الترجي.